أكد قداسة البابا تواضروس الثانى- بابا الإسكندرية، بطريرك الكرَّازة المرقسية- أن مصر التي احتضنت الإيمان حافظت عليه مستقيمًا منذ القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الواحد والعشرين، نجد نفس الخط ونفس الاستقامة ونفس القوَّة وهذا عمل الله وليس عمل إنسان “عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.” (مت ١٦: ١٨) هذا الوعد يقدّمه الله لنا ونحن نؤمن به وبقوّته.
أضاف: نحن نشكر الله الذي يعطينا في بلادنا سلامًا واستقرارًا وازدهارُا، نشكر الله على المحبة الكبيرة التي تجمعنا جميعًا كمصريين نحيا على أرض مصر في هذا الوطن الغالي، نشكر الله أن بلادنا مباركة ومقدّسة من خلال العائلة المقدّسة التي جاءت وسكنت وعاشت وزارت مواضع كثيرة في بلادنا الحبيبة مصر.
تابع: نشكر الله على كل هذه الإنجازات التي نقرأ عنها ونسمعها ونعيشها خلال الشهر الماضي والحاضر بصورة مذهلة أمام العالم كله، هذه هي مصر، مصر التي تنتج الأبطال وتحرِّك التاريخ ولها دور ريادي في العالم المسيحي، وافتخارنا بمصر هو الذي جعلني أقول دائمًا: إن كل بلاد العالم في يد الله، أما مصر فهي في قلب الله، وهذه نعمة خاصة نتمتّع بها جميعًا.
كان قداسة البابا تواضروس الثاني قد شهد فعاليات احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتذكار مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، والتى أقيمت في الساحة الخارجية للكاتدرائية وحضرها رؤساء وممثِّلو كنائس الأرمن الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك والموارنة والكلدان والأرمن والكنائس الإنجيلية والروم الأرثوذكس والسريان الكاثوليك واللاتين ونائب سفير الڤاتيكان. كما حضرها عدد كبير من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة، والآباء الكهنة والرهبان وحوالي ١٥٠٠ من أبناء الكنيسة من كافة الأعمار.
وهنَّأ نيافة الأنبا يوأنس- أسقف أسيوط وسكرتير المجمع المقدس- قداسة البابا بعيد تجليسه وتناول فضائل يتميز بها قداسته من خلال الآية “اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ” (مت ١١: ٢٩).
تضمنت الاحتفالية عرض فيلم بعنوان “الصخرة” بمشاركة من كورالات فيك الحياة (الإسكندرية) ومار أفرام السرياني (القاهرة) وثمر شفاه (سوهاج) وأوبريت “the break” من كنيسة السيدة العذراء بالفجالة.
يعد مجمع نيقية المسكوني حدث هام جدًا في التاريخ المسيحي على مستوى العالم كله، لأنه يمتلئ بالدروس، فيه التناغم والإيمان الذى لا يهتز والمحبة التى لا تسقط أبدًا، وعلى هذا الطريق تسير الكنيسة المصرية من جيل إلى جيل ومن حبرية الى حبرية بهذه الصورة الرائعة.





























