من ينظر لحركة عالم اليوم يجد غياب روح الحوار والتعايش، وكلاهما من صنع الإنسان، والقوى العالمية الكبرى، ولو نظرنا لطبيعة شريعة الإسلام نجدها دعوة للحركة والبناء والعطاء والارتقاء لأن الاختلاف بين الناس والتمايز بين الشعوب لتشكيل وحدات حيّة في كيان المجتمع الإنساني الممثل في الأمم والشعوب.
ولنا نظرة مع مجتمع النبوة في المدينة المنورة بوثيقة المدينة المنورة، أو دستور المدينة، كأول وثيقة تاريخية لتوضيح لغة العلاقة والحوار ما بين المسلمين وغيرهم في مجتمع المدينة. وهي وثيقة تاريخية تفتقدها حضارات عالم اليوم. والرسالة جاءت لتحمل نشر الحق والعدل والإخاء والمساواة .بعكس ما نراه بسياسات قوى الصراع العالمية وهي لا تنشد العيش مع الآخر أو الضعيف بالحقوق والواجبات، لأن القوى العالمية تنشد الاستعلاء والهيمنة علي مقدَّرات البلدان الضعيفة وتتناسي أن من أهداف الخلْق تحقيق التعارف لقوله تعالي: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات 13 .
والسياسات العالمية توجّه حربا ظالمة علي بلدان العرب والمسلمين بدعوى مكافحة الإرهاب، والهدف واضح لنشر الكراهية والإضرار بالغير والتسلّط، والأديان السماوية بريئة من فكر الإرهاب، والإسلام له لغة حوار مع الآخر. قال تعالي: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) آل عمران 64.
ومع نمو فكر (العولمة) والتي تزعم أن هدفها: احترام حقوق الإنسان، ونشر الديمقراطية، والقضاء علي الفقر… الخ. ولكن (العولمة) لها تأثير سلبي علي الهويات الثقافية، كما أن هدفها: تزايد الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء. فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية للدول القوية. انتشار القيم الأخلاقية السلبية كالمادية والعنف ونشر الاستهلاك. إضعاف الهُوية. و(العولمة) لا تمثّل التقدّم والرّقي كما روّج لها ولكنها تهدف لجعل العالم واحدا في إطار حضارة واحدة. والتأثير علي الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية. وصولا لطمس المقدّسات لدى الشعوب المسلمة. وليس آخرها مؤخّرا بالترويج بالديانة الإبراهيمية!






























