يقول الحق سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”.
وفي تفسير هذه الآية ذكر المفسّرون أقوالًا عديدة من أهمها: أن القول السديد هو الصدق، والحق، والعدل.
فنحن مطالبون بأن نقول الصدق، ونتحرّى العدل في الأقوال والأفعال، حيث يقول سبحانه: “وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ الله أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، ويقول: “وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا”، ويقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”، ويقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.
وقد نهانا ديننا الحنيف عن الكذب وقول الزور، حيث يقول نبينا الكريم: “أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، الْإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا، حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ” (متفق عليه)، ويقول: “مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ” (صحيح البخاري).
فالكلمة أمانة ومسئولية والعاقل هو من يفكّر قبل أن يتكلّم، ويضع الكلمة في موضعها كتابة أو نُطقا أو شهادة، والأحمق من يتكلّم دون أن يفكّر، ولا يضع الكلمة في موضعها ولا يتّقي الله فيها، فالكلمة قد تودي بإنسان، بل ربما بمصير أمّة، ولخطورة الكلمة يقول نبينا: “إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ الله بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ”(متفق عليه)، ويقول: “إنَّ أحدَكُم ليتَكَلَّمُ بالكلِمةِ من رضوانِ اللَّهِ ما يظنُّ أن تبلُغَ ما بلغت فيَكْتبُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لَه بِها رِضوانَهُ إلى يومِ القيامةِ وإنَّ أحدَكُم ليتَكَلَّمُ بالكلِمةِ من سَخَطِ اللَّهِ ما يَظنُّ أن تبلُغَ ما بلغت فيَكْتبُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليهِ بِها سَخطَهُ إلى يومِ يلقاهُ” (ابن ماجه).
وقد أمرنا الحق سبحانه أن نؤدي الشهادة ولا نكتمها حتى لا يؤدي كتمانها إلى ضياع حقٍّ أو تفويته على صاحبه أو إكساب غيره ما لا يستحق، يقول سبحانه: “وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”.
وهنا نؤكّد أننا إزاء ما تبقّى من استحقاق دستوري في الانتخابات البرلمانية وإزاء غيره من الاستحقاقات المماثلة علينا أن ندرك أن وطننا أمانة وصوت كل منا أمانة، فعليه أن يضعه في مكانه الصحيح لمن يستحقّه، كما علينا أن ندرك أن المشاركة الإيجابية في كل ما يسهم في بناء الوطن وتحقيق أمنه وأمانه ورُقِيّه واستقراره واجب وطني ينبغي أن نُبادر إليه ونحرص عليه، فالوطن لنا جميعا وبنا جميعا، وبالمشاركة الإيجابية والوعي السليم نبنِي وطننا ونحافظ عليه.






























