التَقَت الرعايةُ الرئاسية، مع الإرادةِ الشعبية، التي استَشْعَرتها الرقابةُ القضائية الحُرَّة والنزيهة، فرَسَمت الصورة الحضارية والتاريخية التى ننشدها جميعا لمصرنا الغالية الحبيبة وهى تخطو نحو “الجمهورية الجديدة” بثبات وقوُّة.
وتجسَّد هذا الالتقاء و”التوحُّد” فى الاستحقاق الانتخابى الجاري حاليًا على أرض المحروسة، وما شهده من تجاوزات فى مرحلته الأولى التى أُجرِيت فى 14 محافظة، حين انتفضت الجماهير مستنْكِرة ورافضة تلك التجاوزات التى “شَابَت” ممارستهم لحقِّهم الدستورى فى اختيار الأصلح فيمن يُمثِّلهم فى مجلس النواب.
وبطبيعة الحال، ولأنه يعيش بينهم ويحيا أحوالهم وأضاعهم، استشعر الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما يختلج فى “قلوب المصريين”، فسارع مخاطبًا الشَّعب وقُضاة “الوطنية للانتخابات” قائلا: وصلتني هذه الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية، وهى تخضع في فحْصِها والفصل فيها للهيئة الوطنية للانتخابات دون غيرها، وهي هيئة مستقلّة في أعمالها وِفقًا لقانون إنشائها. طالبًا منها التدقيق التام عند فحص الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية التي جرت فيها المنافسة، والطعون المقدَّمة بشأنها، وأن تتّخذ القرارات التي تُرضى الله- سبحانه وتعالى– وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية، وأن تُعْلي من شفافية الإجراءات من خلال التيقُّن من حصول مندوب كل مرشَّح على صورة من كشف حصر الأصوات من اللجنة الفرعية، حتى يأتي أعضاء مجلس النواب ممثّلين فعليين عن شعب مصر تحت قُبَّة البرلمان، وألا تتردَّد في اتخاذ القرار الصحيح عند تعذُّر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية سواء بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة من الانتخابات، أو إلغائها جزئيًّا في دائرة أو أكثر، على أن تُجرى الانتخابات الخاصة بها لاحقا.
كما طلب منها كذلك الإعلان عن الإجراءات المُتَّخذَة نحو ما وصل إليها من مخالَفات في الدعاية الانتخابية، حتى تتحقّق الرقابة الفعّالة على هذه الدعاية، ولا تخرج عن إطارها القانوني، ولا تتكرّر في الجولات الانتخابية الباقية.
من جانبها، لم تتوان “الوطنية للانتخابات” فى تأكيد وجودها وإبراز دورها وما تقوم به- بما يُمْليه عليه ضميرُها ورقابةُ المولى عزَّ وجلَّ- حيث عقدت مؤتمرًا صحفيًّا موسَّعا أكد فيه المستشار أحمد بنداري- مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات- أن “الوطنية للانتخابات” تُمثِّل “ضمانة لكل ناخب”، مشدِّداً على أن “صوت المواطن سيصل لمن يستحق”، وأن غرفة العمليات المركزية بالهيئة تتابع سير العملية الانتخابية على مدار الساعة لضمان نزاهتها وشفافيتها.
وأشار إلى أن تلك التجاوزات كانت تحت نَظَر “الوطنية للانتخابات”، وأن (بيان الرئيس قد منحها أريحية فى اتّخاذ قرارها).
مؤكّدا أن حاضر مصر ومستقبلها يُحدِّده شعبها الواعي العظيم، والذي يدرك أهمية انتخابات مجلس النواب، والتي يرسم بها مستقبل وطنه وأبنائه، مشيرا إلى أن مصر تضع بسواعد أبنائها، حجرًا جديدًا في صرح الديمقراطية الذي بدأت بناءه منذ سنوات عديدة.
ووصف “بنداري” التفاف المصريين حول وطنهم وحرصهم على حقوقهم الدستورية عبر المشاركة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، بأنه يعكس مستوى الوعي الكبير لدى الشعب المصري وتمسُّكه بالعملية الديمقراطية، مضيفا: “رغم كل التحديات التي تمر بها مصر، وما أحاط بالمنطقة من اضطرابات وعدم استقرار، إلا أن بلدنا مازالت تؤكّد ريادتها المستمَدة من خلال تماسُك أبنائها قيادة وشعبًا. إن الشعب المصري هو البطل الحقيقي، وقد ظهر ذلك جليًّا من خلال ما قام به فى الماضي القريب في الانتخابات الرئاسية وما تلاها من انتخابات مجلس الشيوخ، وهو الآن يلتفُّ حول وطنه متمسِّكًا بحقوقه الدستورية ليُقدِّم نموذجًا رائعا يُحتذَى في الأقطار الأخرى كافّة”.
وشدَّد “بنداري” على أن الهدف الأسمَى لدى “الوطنية للانتخابات”، أن تظل مصر منارة للديمقراطية والريادة في المنطقة والعالم، وأن ينعم شعبُها بالاستقرار والرخاء، في ظلّ قيادة حكيمة ورشيدة تضع مصلحة الوطن العُليا فوق كل اعتبار ومصلحة.
وهكذا “تحيا مصر” بتكاتف وتوحُّد كلّ أبنائها المُخلصين فى بوتقة “حبِّ الوطن”.






























