يسعى دعاة الإسلام دومًا إلى ترسيخ جمال المعاملة في النفوس، وجمال الخُلُق الذي يزيِّن السلوك. وشاء الله أن يظهر هذا الجمال مواكبًا لجمال التلاوة خلال حلقات برنامج “دولة التلاوة”. فترى جمال التعامل الراقي بين الكبير والصغير مصاحبًا لجمال الصوت والأداء. ومن هنا أصبح البرنامج وسيلة من وسائل الدعوة إلى “تصحيح المفاهيم”. وإعادة صياغة العلاقة بين الأجيال. وتجسيد للتواصل الرائع والحيّ بين أجيال مختلفة وثقافات عديدة.
لقد رأينا في أوقات سابقة اختراقًا للتواصل بين الأجيال. واضطرابا للمفاهيم بسبب الثقافات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة العلاقة بين الأجيال. والصراع بين الكبار والصغار. ونسمع مقولات يقولها البعض عن علاقتهم بكبار السّنِّ كقولهم: هم جيل ونحن جيل. رأي الكبير قديم لا يصلح لحياة اليوم. إنها أفكار تهيّئ الشاب لمفارقة الصلاح والتقوى. ومخاصمته للتوسُّط والاعتدال في المعاملة. والثورة على كل قديم بأشخاصه من أهل التراث والعلماء وكبار السنِّ.
انتبه! فإن القديم الصالح يكون بَرَكة للجديد النافع. فلا تنقطع عن الكبير. فرأيه صالح لجديدك ويومك. وفيه احترام وتوقير. وبَرَكة ومدد. وجمال خُلُق وأدب. وقد جلى لنا الجناب الأكرم ﷺ هذا المعنى فقال: «البَرَكة مع أكابركم» إنها بَرَكة ينمو ويترعرع بها وعليها الصغار.
إن “دولة التلاوة” يجسِّد جمالًا نابعًا من إنسانية الإنسان. ورضا الرحيم الرحمن. يؤكد ويحرص على تقديم نموذج لتماسك المجتمع بجمال أخلاق أفراده. فيقدِّم نموذجًا فيه الصغير يوقِّر الكبير والكبير يرْحم الصغير بعبارات الإشادة والدعم والإعجاب. يعكس الترابط الوثيق في حالة نورانية قرآنية إيمانية تقدِّم درْسًا حيًّا للمجتمع صِغاره وكباره، نموذج حيّ ينطق بما عناه الجناب المكرَّم ﷺ قصْدًا حينما قال: «ليس منّا من لم يرْحم صغيرنا ويعرف حقّ كبيرنا». فدولة التلاوة يؤكّد على هذا البيان النبوي الشريف الذي يهدف إلى تماسك أفراد الأسر والمجتمعات. ومعالجة مبارَكة للسلوكيات.
منصّة الحُكم في “دولة التلاوة” أهل فضل وهيئة. ولهم في ظلال هذا الحديث التكريم والتبجيل، فهم أهل علم نُجباء، وأصحاب تأثير في المجتمع ونُبلاء، لذلك يجسِّد البرنامج جمال المعاملة بين الجميع. وتبَجُّل أهل الفضل من سُنن الجناب المكرّم ﷺ فقد قال: «أنزلوا الناس منازلهم».
إن الروعة العجيبة التي تشعر بها عند مشاهدة “دولة التلاوة” أنك ترى هذا الجمال المتناغم بين المعاملة والأداء. وهذه البَركة والمدَد النابع من الوحي المتلو مصدر الخُلق الجميل. تعطينا إشارة إلى بَركة الوحي. بركة تستقيم معها حياتنا الاجتماعية. وتعتدل بها أخلاقنا في مواقف كثيرة نحتاج فيها إلى أنواره ومَدَدِه. “دولة التلاوة” دعوة إلى بناء جميل من الخُلُق والأداء.






























