العلماء: لا يوجد نصٌّ شرعى يمنع المرأة من “التلاوة” أمام الرجال
كتبت- مروة غانم:
رحَّب علماء الأزهر بتصريح د. مايا مرسي- وزيرة التضامن الإجتماعي- بضرورة ضمِّ المرأة لبرنامج “دولة التلاوة”؛ والتى اقترحت مشاركة السيّدات والفتيات فى البرنامج ليَكُنَّ جزءًا من المشْهد القرآني، مُستشهدة بوجود قارئات بارزات للقرآن عبْر التاريخ المصرى مثل “منيرة عبده وكريمة العدلِيَّة”.
فيؤكد د. فتحى عثمان- أستاذ الفقه وعضو هيئة كبار العلماء- أنه لا يوجد نصٌّ شرعىٌّ يمنع المرأة من تلاوة القرآن الكريم أمام الرجال، مُستشهدا بنساء النبى- رضوان الله عليهن- واستدلالهن بآيات القرآن الكريم حينما كانت تُعرض عليهن مسألة من المسائل الفقهية ويستدعى ذلك الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية، فكُنَّ يقرأْنَها بلا حَرج.
أشار إلى أنه لا حَرج فى تلاوة النساء والفتيات للقرآن الكريم أمام الرجال، بشرط عدم تحسين الصوت وتنغيمه مع تطبيق قول الله تعالى: “فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ” (الأحزاب ٣٢) حتى لا يَستحسن الرجال صوتَهُنَّ بدلا من استِحْسَان كلام الله.
توافقه الرأى د. سمحاء عبدالمنعم أبو العطا- رئيس قسم الفقه بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- نافيًة وجود نصٍّ شرعيٍّ يمنع المرأة من تلاوة القرآن أمام الرجال مادامت مُلتزمة بالوقَار والضوابط الشرعية، أما المنع فيقع عندما يتحوّل الصوتُ إلى خُضوع بالقول أو أداء متكلَّف.
أضافت: التلاوة فى المسابقات والمحافل الرسمية منضبطة ومراقَبة وخالية من المظاهر المثيرة أو الأساليب المتكلَّفة، ومن ثمَّ فإن الأصل فيها الجواز.
وشدَّدت على ضرورة التزام المرأة بالضوابط الشرعية عند المشارَكة فى المسابقات القرآنية المختلفة، ومنها: الالتزام بالحِشْمَة والمظهر الشرعي، أداء التلاوة كما هى دون تليين مُصطنع أو تَكَسُّر متكلَّف، مع تجنُّب ما نَهى عنه القرآن صراحة فى قوله تعالى: “فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ”، والذى يعنى ترْك الترقيق المبالَغ فيه الذى يثير طمَع ضِعاف النفوس. بالإضافة إلى ضرورة أن تكون المشارَكة ضمن بيئة رسمية منظَّمة بعيدًا عن الفوضى أو الخلْوَة أو الاختلاط غير المنضبط.
أوضحت أن صوت المرأة ليس بـ”عَوْرَة”، مؤكّدة أنه ليس لهذا القول أصلٌ، بينما الثابت أن النساء كُنَّ يرفَعْنَ أصواتَهن بالكلام والسؤال أمام النبىّ والصحابةِ دون نكير.
أشارت إلى أن الشريعة لم تمنع الناس من مشارَكة أعمالها لمجرد احتمال، ولو كان رفْع المرأة لصوتِها حرامًا، لما سمَح النبىُّ للنساء بالسؤال والمشارَكة فى البيْعة. فلم تغب المرأة يوما عن حلقات العِلم والرواية والقراءات بل برَزَت عبر العصور نساء عالِمات تلقى العلمُ عنهنَّ كبارُ العلماء ومن أبرزهن: أمُّ الدرداء الصغرى، والتى كانت تدرِّس فى المسجد الأموى، وكان يحضر مجلسها الرجال والنساء، ومن تلامذتها عبدالملك بن مروان. وكريمة المرزوية: راوية صحيح البخارى، وكانت مقصدًا لكبار العلماء ورفعوا بها أسانيدهم.
وتعتبر “ستّ الفقهاء البغدادية”، و”ستّ العلماء” بنت عبدالرحيم من أشهر المُقرئات المُجازات وقد أخذ عن عِلمهنَّ رجال ونساء كثيرون بلا إنكار.
وأشادت “د. سمحاء” بمقترح وزيرة التضامن بمشاركة المرأة فى برنامج “دولة التلاوة” فهو يساعد على إبراز القُدوات الصالحة فى زمن تتصدَّر فيه نماذج غير منضبطة من نساء ومنصّات تسعى لطمْس هُوية المرأة المسلمة، فضلا عن أن المشارَكة تشجِّع على الإتقان والاهتمام بالقرآن مع إعادة إحياء الدور النسائى الشرعي فى التعليم والتلاوة.
وقد أجازت دار الإفتاء تلاوة المرأة للقرآن أمام الرجال لكن مع كراهة ذلك، موضّحة أن الأصل فى شئون النساء الستْر لكن تسجيل صوتها وبثّه لا كراهة فيه، فصوت المرأة “ليس عورة” إنما المحظور هو الخضوع بالقول الذى قد يسبِّب فتنة.






























