يحرص فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في معظم المناسبات على الاجتماع بدُعاة مصر الذين يحملون رسالة الدعوة الإسلامية في بلد الأزهر منارة العلم ووسطية الإسلام المعتدل على مستوى العالم، والذي ينهل منه العلماء على مدار 1085 عاماً.
وخلال لقاء الرئيس مع حاملي درجة الدكتوراه من دعاة الأوقاف الذين سوف يلتحقون بالأكاديمية العسكرية المصرية في دورة علمية تستغرق العامين، أكد سيادته على أهمية هذه الدورة لتحقيق استنارة حقيقية، وإعداد علماء ربانيين مستنيرين مفيدين لوطنهم، ومجابهة التخلّف والتطرّف والغثّ، وزيادة الفهم وتحقيق بناء عقلي جامع مختلف عن كل العقول السابقة.
وشدّد الرئيس أيضاً على أهمية الاهتمام باللغة العربية كونها سوف تساعد على الفهم الصحيح للدين، مع إمكانية السعي كذلك لإتقان اللغات الأخرى. مطالِباً الأئمة أن يكونوا حرّاساً للحرية، بما في ذلك حرية الاعتقاد.
رسائل الرئيس السيسي للدُّعاة في غاية الأهمية، فهو يعلم يقيناً أهمية الدور الذي يقع على عاتق هؤلاء، كما تأتي في وقت نحن حقّاً بحاجة ماسّة لكل جهد مُخلص من علماء الأزهر والأوقاف لتوعية الناس بصحيح دينهم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتحذير من السلوكيات المرفوضة في مجتمعنا المحافظ، والحث على الأخلاق الفاضلة، وبناء الوعي المستنير، ومواجهة أي خطاب يدعو إلى التشدّد أو التطرّف.
كل ذلك بالتأكيد يصبّ في صالح الوطن ونهضة مصر التي ينظر لها العالم كل يوم باحترام وتقدير وإجلال، بعد الريادة التي تبوّأتها والمنْزلة العظيمة التي احتلتها على مستوى العالم أجمع.
ومن الرسائل التي أكد عليها الرئيس أيضاً، الاهتمام باللغة العربية كونها سوف تساعد على الفهم الصحيح للدين، وهي في رأييّ رسالة في غاية الأهمية لمن يعلم عظَمة هذه اللغة، ومن يُحافظ عليها سعياً لحماية وطننا العربي وفي القلب منه الدولة المصرية.
إن اللغة العربية تمثل ركيزة أساسية في حفظ الهُوية الوطنية، فهي الوعاء الذي يحمل تاريخ الأمة وقيمها وثقافتها، واللسان الذي نتوارث به تراثنا جيلاً بعد جيل، وهي لغة القرآن الكريم، التي اختارها الله عزّ وجلّ لتكون وسيط الوحي وحاملة رسالته الخالدة، تكريمًا للأمة وتثبيتًا لهُويتها. يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، في إشارة واضحة إلى المكانة الرفيعة التي تحملها هذه اللغة في تشكيل الوعي وبناء الفكر.
كما تبرز أهميتها في زمن تتسارع فيه التحولات الثقافية والتقنية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الحفاظ على الهُوية تحديًا حقيقيًا أمام موجات التغريب والذوبان. لذلك، فإن الاعتزاز بالعربية ليس مجرد قيمة ثقافية، وإنما واجب وطني وديني، لأن التفريط في اللغة هو تفريط في الذات، وفقدان للصِّلة بالجذور.
وأخيراً تؤكد التجارب العالمية أن الأمم التي حافظت على لغاتها حافظت على وجودها وخصوصيتها. ومن هنا، تأتي مسئولية الدُّعاة في تعزيز حضور العربية، وترسيخ استخدامها في الحياة اليومية، وغرسها في نفوس الأجيال الجديدة باعتبارها رمز السيادة والانتماء، وذلك من خلال الدروس الدينية وخُطب الجمعة.






























