طالَب خبراء الآثار والتراث بضرورة تعزيز دور المُدن التراثية في التنمية المستدَامة وتحقيق التوازن بين التطوير والحفاظ على الهُويّة التاريخية.
المشروعات البحثية، مشددين على أهمية استمرار دعم المشروعات البحثية المتخصصة في مجالات المحافظة على التراث، وإتاحة نتائج الأبحاث للجهات والمؤسسات المعنية للاستفادة منها في خطط التطوير المستقبلية. مطالبين بالاستمرار فى الأبحاث المتعلقة بمجال الحفظ العمراني، الدراسات التاريخية، التراث الإسلامي واللامادي، من بينها: تقنيات البناء والترميم في المدن القديمة استدامة المدن التراثية، وثائق البرديات اليونانية والرومانية، تأثير العوامل البيئية على القاهرة التاريخية، قضايا التراث العربي عبر العصور.
جاء ذلك فى المؤتمر الدولي الخامس لكلية الآثار بجامعة عين شمس “المدن التراثية.. رؤية جديدة بين الأصالة والابتكار”، برعاية د. محمد ضياء زين العابدين- رئيس الجامعة- د. أماني أسامة كامل- نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث- د. حسام طنطاوي- عميد الكلية ورئيس المؤتمر- د. أحمد الشوكي- وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومقرر المؤتمر- بمشاركة نُخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين في مجالات الآثار، الترميم، الحفْظ وإدارة التُّراث.
أكد د. حسام طنطاوي، أن المؤتمر عُقد في ظروف خاصة تتوافق مع انطلاق الجامعة بقوة نحو جامعات الجيل الرابع ومواكبة المعايير الدولية، وعقب حصولها على الاعتماد المؤسَّسي من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. كما تتوافق من ناحية أخرى مع إيمان الدولة المصرية بقيمة التراث وأهمّيته، وحرصها على تكاتف الجميع للحفاظ على قيمة المدن التراثية وكنوزها، وسعيها جاهدة إلى الحفاظ عليها وإعادة صياغة رونقها وجمالها، وترحيبها بالتعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال بعد التوسّع في بناء المدن الحديثة وإنشاء العاصمة الجديدة.
وشدّد على أهمية دراسة المدائن التراثية، وبيان ضرورة الموازنة بين حماية التراث العمراني والاحتياجات التنموية والاقتصادية للمُدن المأهولة بالسّكان عامة والمصرية منها خاصة. مؤكّدا أهمية التراث العمراني ودوره كعنصر أساسي للهُوية البصرية والتاريخية للمدن، وإبراز القضايا والتحديات التي تواجه المدن التاريخية في مسيرتها نحو المستقبل وتقديم حلول مستدامة لتنميتها، والحاجة إلى استكشاف آفاق التقاطع بين الاستدامة والابتكار ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي واستخدام أحدث طرق وأساليب الترميم والحفظ والصيانة وأفضل الممارسات لإعادة التأهيل، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق والمشاركة المجتمعية. وتقديم فهم أفضل لهذه المدن مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الخروج بنتائج دقيقة، وتقديم حلول نافعة قابلة للتطبيق، وهو الأمر الذي تكشفه أهداف هذا المؤتمر ومحاوره والأوراق البحثية المقدَّمة.
المدن التراثية
ووصف د. أحمد الشوكي، المدن التراثية بأنها ليست مجرد مواقع تاريخية جامدة، بل هي– كما وصفها ابن خلدون– كائنٌ حيٌّ ينمو بالصنائع ويزدهر بالنشاط البشَري. مشيرا إلى أن التحدّي الأكبر الذي يواجه المدن التراثية هو تحقيق التوازن بين التطوير والحفاظ على الهُوية، موضحًا أن الاقتصاد الإبداعي والتكنولوجيا الرقمية يمكن أن يسهما في الترويج للتراث المصري عالميًّا عبر تقنيات الميتافيرس والواقع المعزّز، وتحويل المباني الأثرية إلى فضاءات ثقافية واقتصادية منتجة. مستعرضا ما تشهده مصر حاليًا من مشروعات كبرى لإحياء التراث، مثل: إحياء القاهرة التاريخية، تطوير سور مجرى العيون، مشروع الفسطاط، إضافة إلى المتحف المصري الكبير كـ”أيقونة عالمية”.
إشعاع فكرى ودينى
وأوضح د. ممدوح الدماطي- وزير الآثار الأسبق- أهمية مدينة هليوبوليس القديمة، التي كانت مركزًا للإشعاع الفكري والديني في مصر عبر آلاف السنين، والتي أثْرَت حضارات عديدة. مستعرضا مشروع حفائر الجامعة في منطقتَي المطرية وعرَب الحِصْن وأهم المعالِم والاكتشافات التي أعادت رسم صورة جديدة لمعابد الشمس ومخطَّط المدينة المقدّسة، مرجعا ما تحقّق من نتائج بأنه يعكس احترافية فريق الباحثين والطلاب، ويؤكّد الدور الحيوي للجامعة في حماية التراث وصون الهُوية المصرية، وتواصل العمل للكشف عن المزيد من أسرار هذه المدينة العريقة.





























