“إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”، آية تطمئن المكلوم وتسانده وتعينه على مزيد من الصبر فتطوُق نفسُه إلى العِوَض والأجر لأن الله أكرمه بوعد من عنده، ومن أصدق من الله قيلا؟ وكذلك في كتاب الله العديد من آيات الوعود التي يختص بها الله عباده المؤمنين “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا”، ويظن البعض أن الوعد قد تأخّر وتحدِّثه نفسه أن متى نصر الله؟! بينما لم يتأخّر الوعد بل إن وعد الله نافذ لا محالة، ولكن هل انتبهت أنه هناك قيد ألا وهو لمَنْ هذا الوعد؟ اختص الله المؤمن الحق بوعده المؤمن الذي بَيَّن الله صفاته في القرآن في مستهل سورتى المؤمنون والفرقان وغيرهما، المؤمن الذي ناداه الله بنداءات الكرامة ليأمره وينهاه وعلى هذه الآيات يعرض كل منا نفسه يعرضها على مقياس القرآن: ماذا عن الخشوع في الصلاة والإعراض عن اللهو وحفظ العهود والأمانات؟ ماذا عن المسالَمة وقيام الليل وتوحيد الله والبُعد عن الشِّرك الخفي؟ ماذا عن تقوى الله والتزام أوامره واجتناب نواهيه، مربط الفَرس هو الإيمان، هو المؤمن الحق الذي يستحق وعود الله وعطاياه، ذلك الذي وعده الله بالعزّة والنصر “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا”. من وجد في نفسه تلك الصفات حمد الله وسأله الثبات، ومن لم يجد يجتهد ليكون من أهل تلك الآيات وتبلُغه وعود الله الحقّ.





























