ما أحلَى وأروَع وأجمل أن يشْعرَ المرْءُ بالتكريم من داخل بيته الكبير، خاصًّة إذا كان هو المسئول عن تقييم وتقدير الآخرين، وتوجيههم وإرشادهم إلى طريق الحقّ والصواب، بما يؤدّيه من دَور وطنى ودينى فى تشكيل رأى ووجدان الأُمَّة والإسهام فى صناعة مُستقبلها، بما يُمْليه عليه الضمير الوطنى والقِيم الدينية والإنسانية التى فَطَر الله تعالى عليها الإنسان. وبالتالى فهو أحْوَج ما يكون لمَن يُكرِّمه ويُقدِّره أيضا.
ولا شك أن هذا هو شعورنا جميعًا أُسْرة تحرير الصّحف القومية- وليس شعور الزملاء المُكرَّمين فقط- فى احتفال بيتنا الكبير (الهيئة الوطنية للصحافة) التى اسْتَنَّت سُنَّة حَسَنة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، وجميع الأعضاء الموقَّرين، باستحداث مسابقة “التميُّز الصحفي”، بهدف تحفيز الطاقات الصحفية وإحداث النُّقلة المطلوبة صحفيًّا وإداريًّا وعُماليًّا.
وكـ”درسٍ” عملي، وتكريم أهل الفضل والعرفان، قامت “الوطنية للصحافة” بإطلاق اسم الكاتبة الكبيرة “سناء البيسي” علي هذه الدورة الأولى، عِرفانًا بدورها الصحفي واحتفاءً بتاريخها المِهني، حيث كانت- ولا تزال- واحدة من جواهر تاج الصحافة القومية .
فضلا عن استحداث جائزة خاصة بتغطية افتتاح المتحف الكبير التي تألَّقت فيها الصحف القومية (يومية وأسبوعية، صحف ومجلات) ما كان محلَّ إشادة واحتفاظ، ما تطلّب تخصيص جائزة تليق بالحدَث، وفازت بها صحف (الجمهورية، الأهرام، الأخبار، الأهرام أبدو، الأهرام ويكلي) قِسْمة بينها جميعا، تثمينًا لجهدها في تغطية الحدث الكبير.
وقد احتضنت “الوطنية للصحافة” أبناءها المُكرَّمين- أمس الاثنين- فى احتفال أُسَرى رائع تمَّ خلاله تكريم الفائزين بجائزة التميُّز، والاحتفاء بهم، بمشاركة أعضاء الهيئة وقيادات المؤسّسات الصحفية القومية.
وأكد م. الشوربجي أن الصحافة القومية هي قوّة مصر الناعمة الحقيقية، والأداة الأكثر قوّة في تشكيل الرأي العام، حيث تستحوذ على أعلى معدّلات المصداقية طبْقًا لما أثبتته الدراسات العلمية، ولا نتعجّب إن قُلْنا: إنها تستحوذ على أكثر من 80% من سوق الصحافة بمصر. لافتا إلى أن الصحافة القومية ثَريّة بالمواهب والقُدْرات المؤهَّلَة للّحاق بالنُّقلة الإلكترونية المرجوّة. مشيرا إلى أن المؤسسات الصحفية القومية هي العمود الفِقري لصناعة الصحافة، ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربي، فمن خلال الكوادر المهنية بهذه المؤسّسات تشكَّلت كل التجارُب الصحفية بمصر والدول العربية، ومن خلال ما تمْلِكه هذه المؤسسات من أصول طباعية وإمكانيات توزيعية شقَّت كل الصحف الخاصة والحزبية بمصر طريقها إلى السّوق. وأن “الوطنية للصحافة” تدرك أهمية وقيمة المؤسسات القومية كركيزة أساسية لصناعة “الوعى الحقيقي”، ولذلك تُسابِق الزمن لتطويرها مهنيًّا، وحلّ مشاكلها الإدارية والمالية التى تراكمت عبْر أكثر من أربعة عقود.
واستمرارًا فى هذه السُّنَّة الحميدة، قرّرت “الوطنية للصحافة” إطلاق النُّسخة الثانية من الجائزة للأعمال الصحفية المنشورة في الصحف والمجلات والبوّابات الإلكترونية ابتداء من أول يناير وحتى نهاية يونيو المقبل.
واقتداءً من “عقيدتى” بمنْهج وسُنَّة “الوطنية للصحافة”، تمّ الاتفاق على تكريم قادَتها ومسئوليها وكلّ من ساهَم فى نموِّها وازدهارها، منذ صدورها 5 ديسمبر 1992، اعترافًا بالفضْل ورَدِّ الجميل، فى احتفالها ببدْء عامها الرابع والثلاثين- إن شاء الله تعالى- فى الـ 27 من ديسمبر الجارى، بجانب توزيع جوائز المسابقة الثقافية التى أُجريت طوال شهر أكتوبر الماضى، بالتّعاون مع مؤسّسة “مشْوار التنموية”، برئاسة د. صلاح الجعفراوى- رئيس مجلس الأمناء- بمقرّ الجريدة.





























