خلود حسن
يمثل التمكين الاقتصادي أحد المحاور الاستراتيجية التي توليها وزارة التضامن الاجتماعي اهتمامًا بالغًا في إطار رؤيتها الشاملة للتحول من مفهوم الرعاية والدعم إلى التنمية والاعتماد على الذات، استنادًا إلى قناعة بأن القضاء على الفقر لا يتحقق بالدعم النقدي وحده، بل من خلال العمل، وخلق فرص مدرّة للدخل، وتعزيز قدرات الأسر على الاستقلال المالي والمشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني.
وتركز الوزارة في جهودها على بناء منظومة متكاملة للتمكين الاقتصادي تستهدف الفئات الأولى بالرعاية، خاصة النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال توفير برامج تدريبية وتمويلية مرنة، وإتاحة خدمات الشمول المالي، وربط الدعم الاجتماعي بفرص التمكين الاقتصادي، إلى جانب تحفيز النساء على الانخراط في الأنشطة الإنتاجية وريادة الأعمال، وتعزيز بيئة الاقتصاد الرعائي وتوسيع نطاقه.
وتستهدف الوزارة بالتوجه في برامجها من الدعم والرعاية والحماية إلى التنمية والعمل؛ فكل أوجه الدعم لن تمكن الأسر من التغلب على الفقر، ولكن بالعمل فقط والتنمية وخلق مصادر دخل للأسرة يمكن أن تخرج من دوائر الفقر.
ونفذت وزارة التضامن الاجتماعي عددًا من التدخلات لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، منها التوسع في مشروعات التمكين الاقتصادي والإقراض والادخار لمستفيدي برامج التحويلات النقدية المشروطة.
وتعد الشراكة الناجحة بين وزارتي التضامن الاجتماعي وقطاع الأعمال العام والمجتمع المدني المتمثل في المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة “النداء” في مجمع الغزل والنسيج بغرب العزب بمحافظة الفيوم أحد الأمثلة الناجحة على تحول أسر برنامج الدعم النقدي المشروط “تكافل وكرامة” من تلقي الدعم إلى العمل والإنتاج، كما يلعب صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية والإنعاش الريفي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي دورًا مهمًا في هذا الأمر.
دور صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية والإنعاش الريفي في مجمع الغزل والنسيج.
يأتي هذا المشروع كأحد المشروعات التي نفذتها وزارة التضامن الاجتماعي من خلال مشروعات التنمية والتمكين الاقتصادي وصندوق دعم الصناعات والشراكات مع المجتمع المدني “مؤسسة النداء” لتمكين الأسر والفئات الأكثر احتياجًا خاصة السيدات.
وبناءً على النتائج الإيجابية التي حققها المشروع من حيث التشغيل وبناء القدرات وتحقيق عائد اقتصادي، عمل الصندوق على تطوير النموذج القائم وتحويله من تجربة محدودة إلى منظومة توسع وانتشار جغرافي، وذلك من خلال إبرام بروتوكولات جديدة للتوسعة في خطوط الإنتاج القائمة بمحافظة الفيوم، ومضاعفة عدد الأسر والسيدات والإنتاج، وإقامة وتشغيل خطوط إنتاج جديدة بمحافظات أخرى منها الوادي الجديد.
ويستهدف هذا التوسع تعظيم الاستفادة من الخبرات المتراكمة والبنية التشغيلية القائمة، وتكرار النموذج الناجح في محافظات جديدة، بما يسهم في خلق فرص عمل مستدامة، وتوسيع قاعدة المستفيدين، وتعزيز دور الصندوق كذراع تنفيذي للتمكين الاقتصادي من خلال التشغيل والإنتاج والتصدير، والمساهمة في رؤى الدولة والجمهورية الجديدة.
تمكين المستفيدين اقتصاديًا ورفع كفاءتهم المهنية: عبر تدريب وتأهيل الراغبين في العمل من مستفيدي برامج الدعم النقدي المشروط وغير المشروط “تكافل وكرامة”، وإكسابهم المهارات الفنية والإدارية اللازمة للعمل داخل منظومة إنتاج متكاملة.
خلق فرص عمل مستدامة: من خلال إقامة وتشغيل خطوط إنتاج للملابس الجاهزة بغرض التصدير، بما يسهم في توفير فرص عمل حقيقية وتحسين مستويات الدخل للفئات المستهدفة.
إقامة منظومة إنتاج متكاملة وقابلة للاستدامة: تشمل التجهيز، التشغيل، الإدارة، والتسويق، بما يضمن حسن استغلال الموارد وتحقيق عائد اقتصادي مستدام للمشروع.
تعظيم الاستفادة من الأصول والإمكانات المتاحة: من خلال توفير أماكن التشغيل والتجهيزات اللازمة، وحسن إدارتها وتشغيلها وفق خطط تنفيذية معتمدة.
أما دور المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة “النداء” في مجمع الغزل والنسيج بدأ العمل بالمشروع في إطار الشراكة والتعاون بين وزارتي التضامن الاجتماعي وقطاع الأعمال العام والمؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة “النداء” في إبريل عام 2023 بتدريب 250 مستفيدة، وكان قائمًا من خلال مؤسسة النداء فقط، ثم تم عقد شراكة مع شركة ياسمينا لصناعة وتصدير الملابس الجاهزة بداية من مايو 2024، وما تم تشغيله حتى ديسمبر الجاري 2000 سيدة من أسر تكافل وكرامة.
تتقاضى المستفيدة خلال فترة التدريب ولمدة شهر 2500 جنيه، بالإضافة إلى الانتقالات، ومع بداية العمل والإنتاج تتقاضى 3000 جنيه بخلاف الانتقالات، ووصل الراتب إلى 7000 جنيه للعمالة الماهرة، بالإضافة إلى المواصلات والخدمات الأخرى، مع زيادة شهرية على حسب إنتاج كل سيدة، ووصل إنتاج المصنع الشهري إلى 225858 قطعة .
قامت المؤسسة بتأسيس حضانة لأطفال المستفيدات والمستفيدين بالمصنع في سبتمبر 2024 لضمان استقرارهم في العمل حتى يطمئنوا على أطفالهم، وتستوعب الحضانة 120 طفلًا وطفلة، وتنتهج منهج التعلم من خلال اللعب.




























