بقلم الدكتور هانى سمير جزيرة
مدرس الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سيظلّ القرآن الكريم مصدر الهداية الأعظم للمسلمين، والنور الذي لا يخبو عبر الزمان. وقد لخّص أحد ضيوف دولة التلاوة هذا المعنى في عبارة موجزة بليغة: “لا خاسر مع القرآن الكريم”؛ فهي كلمة تعبّر عن حقيقة شرعية وتجربة إيمانية يلمسها كل من عاش مع كتاب الله تلاوةً وتدبّرًا وعملاً.
إنّ القرآن الكريم لا يمنح قارئه الثواب الأخروي فحسب، بل يهب قلبه الطمأنينة، ويقوده إلى الصلاح، ويهديه لأقوم السبل. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء: ٩)، وهذه الهداية تشمل العقيدة والعبادة والأخلاق والحياة كلها. كما قال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: ٨٢)؛ فالقلب الذي يعمره القرآن لا يعرف الضياع ولا الاضطراب.
وقد أكدت السنة هذا الفضل العظيم؛ فقال النبي ﷺ: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”، وجعل الخيرية مرتبطة به فقال ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه”. فمن جعل القرآن رفيقه، وامتثل أوامره، وتخلّق بأخلاقه، فقد نال خير الدنيا ورفعة الآخرة؛ إذ يكفيه شرفًا أن يكون من “أهل الله وخاصته”.
وهكذا يتبيّن أن مقولة “لا خاسر مع القرآن الكريم” ليست مجرد عبارة أدبية، بل حقيقة ثابتة؛ فكل من تعلّق بالقرآن ربح حياته وآخرته، وامتلأ قلبه نورًا وطمأنينة، وسار على طريق النجاة والفلاح. فطوبى لمن جعله منهجه ودستور حياته.





























