صفات اليابانيين تتفق مع الإسلام.. والتعليم الجاد سر نهضتهم
أُنسِّق وحدة الترجمة اليابانية.. وأُترجم كلمات وكتب الإمام الطيب
أسّست قسم اللغة اليابانية بجامعة الأزهر.. بالتعاون مع مؤسسة اليابان بالقاهرة
حوار – جمال سالم:
تعد التجربة اليابانية فريدة في النهضة والتقدّم وقهر الدمار والخراب الذي تعرّضت له اليابان في الحرب العالمية الثانية، عند ضرب مدينتي هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية، وقد اتخذوا من العِلم والعمل الجاد وسيلة للنهوض والدخول في مصاف الدول الكبرى.
كما أن الشعب الياباني فيه كثير من الصفات الطيبة التي أمر بها الإسلام، ولهذا فإنه يحتاج إلى مزيد من الجهود لتعريفه بالإسلام الصحيح والسمح وتغيير الصورة النمطية المغلوطة عنه لدى الشعب الياباني المتأثِّر بالإعلام الأمريكي، الذي يسيطر عليه “اللوبي الصهيوني” ويعمل من خلاله على نشر الإسلاموفوبيا.
من هنا تأتي أهمية الحوار مع د. أميرة سعيد- المكلّفة من مشيخة الأزهر ودار الإفتاء المصرية- بإنجاز مشروع هام لخدمة الإسلام، والتي قامت بتأسيس قسم اللغة اليابانية وآدابها منذ نحو تسعة أعوام وتقوم حاليًا بالإشراف الأكاديمي عليه بكلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر.
*في البداية نود التعرّف على رحلتكم مع اللغة اليابانية حتى وصلتم إلى ما أنتم عليه الآن؟
** تخرجت من قسم اللغة اليابانية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة، ثم حصلت على الماجستير من جامعة القاهرة في تخصص “أدب الطفل في اليابان” ثم الدكتوراة في تخصص “سلسة الروايات الطويلة في أدب النشء واليافعين في اليابان” من جامعة تسوكوبا اليابانية عام 2012، كأول (فتاة) باحثة مسلمة مصرية عربية شرق أوسطية تحصل على درجة الدكتوراة في الأدب الياباني من اليابان، وتمت معادلة الدرجة من المجلس الأعلى للجامعات المصرية، كما حصلت مؤخرًا على الدبلومة العليا في ترجمة الآداب من معهد الدراسات العليا لترجمة الفنون والآداب والوسائط الفنية بأكاديمية الفنون، وهي الدبلومة الأولى من نوعها في مصر.
عملت مترجمة في الهيئة العامة للاستعلامات وكنت أترجم المقالات اليابانية إلى اللغة العربية سواء كانت علمية أو سياسية أو اقتصادية، أي مقالات متنوعة من جرائد يابانية ويتم نشرها في دوريات الهيئة العامة للاستعلامات، وبعد ذلك عملت في الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وكان أهم ما تولّيته بعد ترجمة الإجراءات والمستندات إلى اللغة اليابانية، هو ملف المنظمات اليابانية بهدف توطيد العلاقات الاستثمارية بين الهيئة والمنظمات اليابانية المناظِرة، وشاركت في العديد من الفعاليات المشتركة في مصر واليابان، إلى جانب عدد من المؤتمرات الرئاسية والوزارية محليًا ودوليًا.
ثم استقلت من العمل الحكومي من أجل التدريس بالجامعة والعمل بالسلك الأكاديمي، وأقوم بالتدريس منذ حوالي ١٤ عامًا، درَّست في أقسام اللغة اليابانية وآدابها والترجمة في كلية الألسن، جامعة عين شمس، ثم كلية اللغات والترجمة التي تحوّلت بعد ذلك لكلية الألسن، جامعة أسوان، ثم درّست بكلية الآداب جامعة بنها، وأسَّست بمفردي جناحا للغة اليابانية بمعهد القوّات المسلّحة للغات بالقاهرة- التابع لوزارة الدفاع، ودرّست ببرنامج الساعات المعتمَدة تخصص الترجمة اليابانية بجامعة القاهرة، وبالتوازي عام 2018 أسّست قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر بالتعاون مع المؤسسة اليابانية بالقاهرة، ودرّست بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكذلك كلية اللغات والترجمة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ومنسق لتدريس اللغة اليابانية في مركز اللغات الأجنبية والترجمة التخصصية بجامعة القاهرة، إلى جانب التدريس في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأهرام الكندية، ثم أعدت افتتاح قسم اللغة اليابانية كلغة ثانية في المعهد العالي للسياحة والفنادق بالسادس من اكتوبر.
وشاركت في وضع لائحة برنامج الدراسات العليا في أكثر من قسم للغة اليابانية وآدابها والترجمة. وأنا حاليَا المشرف الأكاديمي على قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، ومنسّق وحدة الترجمة باللغة اليابانية بمركز الأزهر للترجمة التابع لمكتب فضيلة الإمام الأكبر، وأشارك في مجموعة عمل مشتركة للترجمة بين كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، إلى جانب القيام بالتنسيق والترجمة اليابانية للكتب الدينية المختلفة وكلمات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في المناسبات الدينية المختلفة، تحت مظلة مركز الأزهر للترجمة.
الترجمة الدينية
** كيف بدأت العلاقة بينك وبين الترجمة الدينية
**بدأت عام 2006، عندما قمت بترجمة مقال لسيدة من أوائل المسلمات في اليابان، وكانت كتبت مقالا عن “الإسلام في اليابان وتجربتها”، وأستاذي هو من طلب أن أترجم هذا المقال، وبالفعل تم نشره في هذا التوقيت في كتاب “الإعجاز في القرآن والسُّنَّة” وهو كتاب غير دوري يصدر عن جمعية الإعجاز في القرآن والسنّة بمصر، ويعد أول نشاط ترجمة لي بالمطلق في مجال الترجمة الدينية، وبعد ذلك وتقريبا عام2006- 2007، كانت تجربتي الأولى لتدريس اليابانية من داخل أكاديمية “ناريتا” بمصر، والتي دشَّنت مشروعًا لخدمة الدعوة الإسلامية، حيث أُوكلت لي مهمة مراجعة بعض الترجمات اليابانية عن الإسلام والتي تم إدراجها في دليل مختصر ومبسَّط عن الإسلام باليابانية، رحم الله صاحب هذه المبادرة، وبعد سنوات تلقّيت اتصالًا من المؤسسة اليابانية في القاهرة بشأن افتتاح قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر 2018 وكان هذا على خلفية توصيات خرجت بها الزيارة الأولى لفخامة السيد رئيس الجمهورية إلى اليابان خلال شهري فبراير ومارس 2016، وحيث شرفت بأنني شاركت في الوفد الوزاري لوزارة الاستثمار، الذي زار اليابان على هامش هذه الزيارة الرئاسية التي وُصِفت بالتاريخية، وبالفعل تم تأسيس القسم تحت رعاية مشيخة الأزهر وبالتعاون مع مؤسسة اليابان بالقاهرة.
ومما لاشك فيه أنه يُرجَى لهذا القسم أن يكون منصة لتدريس الترجمة الدينية باللغة اليابانية في مصر والمنطقة، وكنت قبل سنوات تلقيت نسخة من معاني القرآن الكريم مترجمة لليابانية، حيث بدأت أقرأ معاني كلمات الآيات بل حفظت الكثير منها باليابانية، ومن هنا تعرّفت للمرة الأولى، على مَوَاطِن إبداع ذات طابع خاص بين اللغتين العربية واليابانية.
ثم تأسَّس مركز الأزهر للترجمة، وهو معني بترجمة كلمات فضيلة الإمام الأكبر من العربية إلى كل اللغات، بالإضافة إلى الكتب التي يصدرها المركز ويعتمدها بالتنسيق مع المشيخة حتى تترجَم من العربية لليابانية لتكون وسيلة دعوية للإسلام، ومن هنا انطلقت الرحلة وبدأ التعمّق تدريجيَا، حيث ترجمت كلمات كثيرة لفضيلة الإمام أنا وزملائي، وباعتباري منسّق الوحدة فكان- ولازال- معي زملاء يعملون في نفس الوحدة وترجموا كلمات كثيرة، وقمنا سويًا بترجمة كتاب “التعريف بالإسلام”، ويعد أول كتاب معتمَد مترجَم باليابانية يصدره مركز الأزهر للترجمة، وبفضل الله شرُفت بترجمة كتاب لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر “مقوّمات الإسلام”، كأول كتاب معتمَد تصدره المؤسسة الأزهرية مترجمًا إلى اللغة اليابانية، وجاري طبعه حاليًا، بالاضافة إلى كلمات كثيرة في المناسبات الدينية المختلفة، وكذلك كلمات الإمام عندما يقوم بزيارة لدولة من الدول أو يحضر مؤتمرات خارجية وكل ما يتعلّق بأنشطة الدعوة الإسلامية بالأزهر في الداخل والخارج، وبعدها بوقت قصير طُلب مني التعاون مع مجمع البحوث الإسلامية في مشروع كبير ونطاقه ممتد بين المجمع ودار الإفتاء ومشيخة الأزهر، وأنا الوحيدة المكلَّفة فيما يخص اليابانية بهدف الدعوة للإسلام.
المشروع الكبير
*وماذا أنجزت من هذا المشروع الكبير؟
** بدأ منذ سنوات، وهو مشروع كبير أوشكنا على الانتهاء منه بإذن الله، وعندما ننتهي منه ويبصر النور أكيد سيكون معروفًا للجميع، ونسأل الله أن يكون في القريب ولابد له من دراسة شاملة قبل البدء بخطوات العمل والتنفيذ، وأعمل ضمن فريق عمل أعضاؤه جامعيون متخصصون.
*نودّ التعرّف على التواصل الثقافي بين الثقافة العربية والإسلامية مع الثقافة اليابانية؟
** اليابان دولة مهمة جدًا في الشرق الأقصى، ومصر دولة محورية ومركزية في الشرق الأوسط، ولهذا أرى أن من يدرس اليابانية محظوظ أنه يجمع بين ثقافة الشرقين، كما أن اليابانية لغة ثرية بالمترادفات وتباري العربية في جمالها، وإن كانت العربية لا توجد لغة تماثلها أو تتفوّق عليها، واليابانية هي لغة ثقيلة فيها أكثر من أبجدية والنحو والأدب فيها ثري جدا لدرجة أن سنوات قليلة لا تكفي ليشعر الإنسان أنه متمكّن من تلك اللغة خصوصًا أن هذه اللغة نحن لا نتعلّمها في مدارسنا قبل الدراسة الجامعية، ونقابلها للمرة الأولى في الجامعة، ولذلك كم تمنّيت أن يتم تدريس اليابانية، التي تستهلك مجهودا غير اللغات المنتشرة، ليس فقط على مدار أربع سنوات، وإنما تعامَل معاملة كليات الطب والصيدلة والهندسة من حيث سنوات الدراسة لأن أربع سنوات غير كافية أنهم يدفعوا بناطق ومتحدث للغة اليابانية وملم بكل تفاصيلها إلى الترجمة، وما أدراك ما صعوبة الترجمة بين العربية واليابانية.
التجربة اليابانية
* التجربة اليابانية من الدمار الشامل خلال الحرب العالمية الثانية إلى نهضة عالمية، كيف نستفيد منها والتي يعد عمادها العنصر البشري؟
** الشعب الياباني نجح أن يصدِّر للعالم نمط وصورة الشعب المثالي، بعض الثقافات والشعوب تأخذها الحميّة وفي لحظات الغضب والثورات تدَّعي أن لديها جانبًا يمكنها به أن تدافع عن نفسها من منظور صارم أو عنيف، وهناك أناس يتباهون بذلك للأسف، إلا أن اليابانيين صدَّروا للعالم أنهم مُسالمون، وأن الاختلافات لديهم آمنة، وليسوا مثل الشعوب التي لديها حميّة أو كما يقال “دمَّها حامي” ولو عندهم مشكلات أو خلافات أو نقاط ضعف أو نقص لا يتم بيانها في العلن، فمثلا يوم العمل لديهم مثالي، الموظّف مجتهد وجاد من بداية اليوم لنهايته، والعمل لديهم ليس جزءا من الحياة فقط بل إنهم يتنفّسونه من شدّة الصِّلة به، فالعمل عند اليابانيين هو في حدّ ذاته حياة وله قدسية، وعندهم انضباط وضمير يقظ وتقدير للوقت والمحافَظة عليه، وحباهم الله بطبيعة جميلة جدا، وهناك أماكن بها تجد المواسم الأربعة تظهر بوضوح، سبحان الله! واستطاعوا أن يبنوا الدولة في سنوات قليلة بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى أن آخر وأقوى هزّة أرضية مدمّرة حدثت عندهم عام ٢٠١١ استطاعوا تعمير البلد بعدها بنحو عام واحد فقط، وهم محبّون للطبيعة ويحافظون على نظافة الأماكن ويعتزّوا جدا بلُغتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم لدرجة تجعلهم لا يثقوا بسهولة في فرد يتحدّث اليابانية أو متخصص في العلوم الإنسانية اليابانية إلا بعد أن يثبت جدارته باجتهاد شديد وبعد معاناة، بمعني أن من كثرة ما يحبّون لغتهم فهم متّصلين بها جدًا ويعرفون صعوبتها ويتعجّبوا أن يجيدها أحد بسهولة، ولهذا يروّجوا لتعلّم اليابانية ويساعدوا على هذا، ولكن ليس الهدف الأساسي أن يتحدث غيرهم اليابانية فحسب، ولكن يهمّهم أن من يتعلّمها يستخدمها في جوانب تدعم الحياة سياسيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا أو إنسانيًا الخ، ولا خلاف أن هناك كثيرا من العادات والتقاليد يحافظ عليها اليابانيون الإسلام هو الأساس فيها .
أمثلة حيَّة
*مِثْل ماذا؟
** الانضباط والنظافة وحُسن المعاملة والمحافظة على الكلمة والوعد والاهتمام بالحيوانات الأليفة والكائنات الضعيفة وعدم السؤال فيما لا يعني، واحترام الطرف الآخر له أولوية كُبرى لدى اليابانيين، فهم على سبيل المثال لا الحصر، يعتبرون العميل أو الزبون الذي يشتري من السوبر ماركت أو الكافيه أو يشتري ملابس من محلّ، وكل من يذهب لمكان تقدَّم له خدمة فيه، يعتبرونه كما لو كان في مكانة مقدّسة، إن جاز التعبير، ولذلك هم يطبّقون شعار “الزبون على حقّ ولو كان مخطئًا”، صاحب المكان هو من يشكر الزبون لأنه نفَّعه، معتبرًا أنه هو السبب في أن العمل بالمكان مازال قائمًا، لدرجة أنك لو دخلت في أي مكان ستجد أسلوب التعامل وشُكر الزبون يكاد يكون نمطيًا وموحّدًا في جميع الأماكن تقريبًا، وحتى في المدارس ملابسهم موحّدة وهذا يظهر من خلال الدراما اليابانية لأنهم جميعًا شعب متّسق مع بعضه ويشبهون بعضهم البعض في السلوك وطريقة المعيشة، وأي مكان تذهب إليه في اليابان تجد كل الناس يتعاملون بنفس الطريقة، حتى في أماكن العمل ووضعية المكاتب والحياة الوظيفية بأنواعها واحدة تقريبًا، بمعني أنك كلما ذهبت إلى مكان ستشعر كما لو كنت ذهبت لهذا المكان قبل ذلك، من شدّة التشابه والنمطية في الحياة العامة والمجتمعية، وغير ذلك من التفاصيل الدقيقة التي يصعب حصرها، وهذا يعد من أهم ما يميّز الشعب الياباني.
ليست مثالية جدًا
* معنى هذا أنها دولة مثالية في كل شئ وكأنها قطعة من الجنّة، كما يقول البعض؟
** من واقع معيشتي في اليابان فهي مثل أي دولة، وإن نجح اليابانيون في أمر أفضل من غيرهم، فهم نجحوا في تصدير صور إيجابية عنهم للغير، بعيدًا عن السلبيات الموجودة في المجتمع، كغيره من المجتمعات، وهذا لا يعني أن المجتمع الياباني خالي من السلبيات، بالعكس فإن من عاش مع اليابانيين لفترة طويلة، قد يستشعر أنه شعب قاسي بعض الشيء بسبب الطبيعة الجغرافية التي يعيش فيها والتعامل معه لابد أن يكون بحساب، والغلطة لا تُغتفر بسهولة، وأحيانا كثيرة لا تُغتفر حتى ولو كانت بسيطة، فضلًا أنهم نمطيون ويخطّطون جيدًا وبدقّة لكل شيء، وربما أجبرتهم الحياة والطبيعة على ذلك. وفي كل الأحوال لا يمكننا أن ننكر أن اليابانيين قادرون على المحافظة على كل ما هو جيّد وجميل وتصدير صورة مثالية عن وطنهم، وفي هذا الأمر يشهد لهم بالتميّز والتفرّد.
عشق الحضارة المصرية
*ما أهم ما يحبّه اليابانيون في مصر؟
**الحضارة المصرية القديمة، قولًا واحدًا. فاليابانيون يعشقون الحضارة المصرية القديمة وبدون مبالَغة فهم من أكثر الشعوب في العالم التي تقدّر وتحب هذه الحضارة ويدفعون بسخاء من أجل مشاهدة آثارها ومعالِمها والتعرّف عليها.
الإسلام في اليابان
*وماذا عن الإسلام في اليابان؟
**يوجد نحو ٢٥٠٠٠٠مسلم وعدد المساجد والمراكز الإسلامية، ومطاعم ومحلات الأكل الحلال، بل المدارس الدولية الإسلامية، في ازدياد ملحوظ، وأسأل الله أن يجعلنا ممَّن يُسهم في نشر الإسلام باليابان على النحو المرغوب.
* يُقال إن المرأة اليابانية تطبّق تعاليم الإسلام مع زوجها، فهل هذا صحيح؟
** الزوجة اليابانية في النهاية مواطن ياباني، وهذا المواطن اعتاد على أن يجتهد بكل ما لديه من قوة في تأدية مهامه على أكمل وجه، فاليابانية ليس لها ميزة زيادة أكثر من كونها امرأة خصَّها الله بأن تكون زوجة وأمًّا رحيمة مثل أي زوجة وأمّ، ولكنها كمواطنة يابانية نشأت وتربَّت في اليابان فهي بطبعها إنسانة دؤوبة مجتهدة، أما عن معلومة الطاعة العمياء للزوج بلا جدال فهي ليست كما يتصوّر البعض، ربما كان هذا موجود قديمًا، أما في عصرنا الحالي فاليابانية كأي زوجة لها ما لها وعليها ما عليها.
* التعليم والعمل سرّ تفوّق اليابان، فما هو أهم ما يميّز التعليم عندهم؟
** التعليم الياباني مميّز يقوم على الانضباط في الدوام المدرسي/ الجامعي واحترام المعلِّم وتقدير أهمية التعلُّم، وتم نقل التجربة اليابانية في التعليم إلى المدارس اليابانية المستحدَثة في مصر وبعض المدارس التي تطبّق نظام الأنشطة اليابانية المدرسية الخاصة، هذا وتتصدَّر الجامعات الحكومية المنظومة الجامعية في اليابان والجامعات الخاصة تأتي في المرتبة التالية حيث لازال سائدًا أن الجامعات الحكومية هي التي يدخلها المتفوّقون، كما أن اليابانيين ليس لديهم هاجس الثانوية العامة ولكن عندهم امتحانات قوية جدا للالتحاق بالجامعات، والتالي فإن من يدخل الجامعة الحكومية يكون من المتفوّقين، ومن هنا فإن التعليم الحكومي له جودة وثقل ويفخر به كل من يدخله.
*ماذا عن العمل في اليابان؟
**أما عن العمل، فالشعب الياباني هو شعب عاشق للعمل الجاد والمتقن والتخصص عندهم مثالي في كل الوظائف ويتميّز اليابانيون بأن لديهم ضمير وانتظام ومراقبة، وعندهم صبر وجدّيّة.
وهذا لا يعني أن اليابانيين لا يترفّهون مثلا، فيوميًا بين الساعة ١٢ و١ ظهرَا تعد فترة للراحة وتناول الغذاء، وهو أشبه بوقت الإفطار في رمضان لدينا، أي أن الكلّ يأكل في وقت واحد تقريبًا، ويتوقّف عن العمل أو الدراسة وحتى وإن كان يوم عطلة يقضيه في المنزل أو ربّات البيوت في المنازل، على سبيل المثال، فهذا الوقت محدّد لا يتغيّر طوال العام.
كذلك تتنوّع الأجازات والمناسبات الوطنية والثقافية والموسمية خلال العام، وهكذا فالشعب الياباني يوازن في يومياته بين وقت العمل والراحة مما يعمل على انتظام وزيادة إنتاجيته في مختلف المجالات.
كلمة أخيرة
**أشعر بالفخر بأنني أنتمي إلى المؤسسة الأزهرية، من خلال المشروعات والترجمات التي أعمل بها تحت مظلة مشيخة الأزهر ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية ومركز الأزهر للترجمة، وإذ أتطلّع إلى تأسيس قسم مُناظِر لتدريس اللغة اليابانية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أدعو الله أن أكون أهلًا لكوني مؤسّس قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية اللغات والترجمة، وأن أكون على قدر مسئولية الإشراف الأكاديمي والثقافي عليه والتدريس به وكل ما أُكلَّف به من مهام تحت عمادة د. خالد محمد عباس- عميد الكلية والقائم بأعمال رئيس القسم- كما أتطلَّع إلى تدشين برنامج الدراسات العليا بالقسم في المستقبل القريب.





























