حوار: جمال سالم
محمد الساعاتي
رغم أن رحلتي الإسراء والمعراج من المعجزات الكبرى التي كرم الله تعالى بها نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن هناك تساؤلات كثيرة مرتبطة بتصرفات مختلفة من المسلمين بل وغير المسلمين تجاهها ما بين مغال ومفرط ومبتدع، كما أن فيها من الدروس والعبر ما يصلح حال الأمة، يأخذ بها من التخلف إلي التقدم، ومن الإحباط إلي الثقة بالله والأخذ بالسباب، هذه القضايا وغيرها طرحناها في حوارنا مع الداعية الإسلامي المتميز د. عصام الروبي، الذي جاءت إجاباته واضحة ودقيقة.
* هناك من يرى الاحتفال بالإسراء والمعراج بدعة، كيف ترد على هؤلاء؟
** هؤلاء الذين يرون أن الاحتفال بالإسراء والمعراج بدعة واهمون ومتشددون ومغالطون ويعانون من الجهل المركَّب لأنه ليس من البدع لأن النبي ثبت عنه في الصحيح كان يخص يوم الاثنين وتحتفل ويحتفي به ويقول “ذلك ولدت فيه” فهذه المناسبة العطرة لو أننا احتفلنا بها وأقمنا ذكراها وعظمناها وذكَّرنا أولادنا بما حدث فيها لنبينا من الكرامات، فهذه من السُنة الحسنة وليس من الابتداع في شئ، حتى لو كانت بدعة فهي من قبيل البدعة الحسنة ورسول الله يقول: “من سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ”. وبالتالي لا يمكن أبدا أن نقول عنها أنها بدعة أو سنة سيئة.
الرد علي المشككين
** ما ردكم علي من يشكك في المعجزة كلية رغم النصوص الشرعية الثابتة عنها؟
** هؤلاء لا عقل لهم لأن الإسراء ثابت بنص الآية القرآنية “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” وأيضا في قول الله تعالى “لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا” فيها إشارة إلي المعراج، كما أن المعراج ثابت في بداية سورة النجم، وبالتالي فإن هؤلاء الذين ينفون هذا إنما ينكرون أمرا ثابتا ومعلوما من الدين بالضرورة كما أنهم ينكرون أمرا ثابتا بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، فأمثال هؤلاء نستعيذ بالله من شرهم وحقدهم الدفين.
فهم خاطئ
** ما رأيكم في الذين يحوّلون الذكرى للأكل والشرب فقط؟
** هذه الذكرى العطرة ليست للأكل والشرب والرقص المسمى ذكر والشطحات والنطحات، فهذا كله بعيد عن الصواب وإنما فعلا علينا أن نأخذ الأسوة والقدوة من الإنسان الكامل في ذكره ومولده نبينا، فعلينا أن نأخذ بأخلاقه التي قال عنها الله تعالى “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” والتحلي بأخلاق النبي في كل أمور حياتنا أمر الهي حيث يقول سبحانه “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ” أن يصدق بعضنا بعضا وأن نصل إلي درجة اليقين ونزداد إيمانا لنكون كما قال الله تعالي “وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا”.
أما مسألة الشك والريبة في قدرة الله فهذه مسألة مرفوضة، ولعل الناظر في هذه الرحلة يرى أن الله تعالى أثبت عمليا في مجال اليقين العقائدي أن الله على كل شئ قدير، وصدق الله تعالى إذ يقول سبحانه “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا” ويقول “وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” فهذه المسألة نحتفل بها من خلال احتفائنا بالنبي وأن نقتدي بسنته القولية والفعلية والتقريرية والوصفية والخلقية والأخلاقية، فهذا في المقام الأول، أما مسألة الأكل والشرب والذكر وما يفعله بعض الناس فهذا بعيد عن مظاهر الاحتفال.
إصلاح الأمة
* كيف نستفيد من المعجزة في إصلاح أحوال الأمة؟
** نستفيد من هذه الذكرى العطرة في إصلاح واقعنا وأحوالنا من خلال الإيمان ما يلي:
أولا: أن الله طوى الزمان والمكان كليهما للنبي الكريم، وفيه إثبات لقدرة الله تعالى ما لا يعد ولا يحصى.
ثانيا: بيان أهمية المسجدين ،أعني المسجد الحرام والمسجد الأقصى لهذه الأمة فينبغي أن نحافظ علي مقدساتنا وان نعلي من قيمة هذه الأمكنة الغالية المطهرة التي أولاها ربنا سبحانه وتعالي اهتماما وعناية ورعاية كبيرة.
ثالثا: لابد أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله سبحانه وتعالى وأن نجعل هذه الرحلة أمام أعيننا في أنها بمثابة التأييد وما يسمي المعجزة الباهرة التي أيد الله بها الله تعالي النبي.
رابعا: لابد أن نعلم أن المحنة يعقبها المنحة، ففي بداية الدعوة عاني النبي كثيرا حيث ماتت زوجته أم المؤمنين خديجة، وكذلك مات عمه أبو طالب، وذهب إلي ثقيف يدعوهم إلي الله فكذبوه ويسمى هذا العام بـ”عام الحزن” ثم بعد هذا أراد الله أن يسرّي عنه ويكرمه بهذه الرحلة القدسية الأرضية السماوية المشرفة، فهنا نقول: أيامنا لا يمكن أن تكون علي وتيرة واحدة، لعل اليوم نعاني من محنة وابتلاء، ولعل الغد أن يكون أفضل إن شاء الله، فالمحنة يعقبها منحة وهدية من الله سبحانه وتعالى، وصدق الله تعالى إذ يقول “إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.
دعاة الاستسلام
* كيف ترى من يربطون بين استعلاء الصهاينة وضعف الأمة بأننا على أعتاب تحقق أحاديث نهاية الزمن وقتال المسلمين لليهود وتحقق النصر لنا في النهاية مما يؤدي الي شيوع روح الاستسلام والخمول والرضا بما هو كائن حتى أن البعض يدعو بأن يهدم الصهاينة المسجد الأقصى، فما ردكم علي هذا الفكر المعوج؟
** للأسف هؤلاء الذين يدعون إلي الاستسلام والخمول والرضا بما نحن فيه من الضعف والهوان ويقولون جاء الزمان الذي علا فيه اليهود مصداقا لتأويلهم وتفسيرهم في آيات سورة الإسراء “وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”، فهم هؤلاء الآية الأولى فهما خاطئا فلا يمكن أبدا أن نؤولها لتكون في زماننا لأن الله تعالى أعلم: هل يا ترى تكون في زماننا أم بعد زماننا؟ علم ذلك عند الله، ولكن ما عليه أهل العلم أنها تكون في آخر الزمان، وأرى أن آخر الزمان هذا لم يأت بعد وعلمه عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، ما علينا أبدا أن نستسلم وأن نذل لأن الله تعالى يقول “فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ” ويقول الله تعالى أيضا “.. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ” فما ينبغي أبدا أن نستسلم أو أن نذل أو أن نستضعف بل ينبغي أن نعيش في قوة وفخار بحضارتنا وماضينا وأن نحافظ علي تراثنا وأن نتقوى وأن نكون جميعا يدا واحدة للبناء، وكما نعلم كما يقول الشاعر بشار بن برد:
متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدم
علاج الإحباط
كيف تربط بين حالة الإحباط التي تعيش فيها الأمة الآن وبين عام الحزن الذي عاشه الرسول وأعقبه الله بالإسراء والمعراج؟
** رسولنا لم يكن محبطا في أي فترة أبدا، بالعكس فقد رأيناه مجاهدا حامدا شاكرا صبورا مرابطا، ولذلك نقول بأن مسألة المقارنة بين واقعنا الآن وما كان عليه الرسول في عام الحزن هذه المسألة لا أربط بينهما على الإطلاق، لأننا نعاني من ضعف وهوان واستسلام وأشياء كثيرة لابد أن ننفض التراب عن أنفسنا وأن نعيد إلي أنفسنا ثقتنا في الله أولا وأن نكون جميعا يدا واحدة نحو التقدم البناء وأن نتكاتف للتخلص من أمراض الأمة حتى نصبح امة واحدة لها كلمتها ورايتها الواحدة ومكنتها حينذاك نعود إلي الخيرية التي قال الله عنها “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” وهناك أقلام مأجورة تحاول أن تبث فينا روح الضعف والاستسلام “لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا” فهذا إرجاف لا يفعله إلا ضعاف الإيمان.
الأخذ بالأسباب
* هل ننتظر فرجا إلهيا دون الأخذ بالأسباب، أم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ وكيف نغير ما بأنفسنا؟
** ننتظر فرجا إلهيا لأننا لم نأخذ بمقومات الفرج حتى نناله يقول الله تعالى “ومن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” فهل نحن فعلا اتقينا الله وصبرنا ورابطنا كما قال ربنا “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ان تحقق فينا هذا يتحقق فينا قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ” فهذا وعد من الله فمن نصر الله نصره الله، أما من خذل الله خذله ربه، علينا أن ننصر الله اولا من انفسنا وأن نأخذ بالأسباب وأن نغير أنفسنا ونصطلح مع الله ونتوب اليه توبة نصوحا ولا نغتر بدنيانا ونثق في الله حق الثقة ونتوكل عليه ونعتصم به ونفوض الأمر كله اليه ونجمع بين الأصالة والمعاصرة ونحافظ على تراثنا ونفهم فقه الواقع الذي نحن فيه وفقه الموازنات والأولويات والمآلات حتى نزدهر ونرقى ونتقدم أما إذا ظللنا كما نحن فالضريبة ستكون مرة.
كيفية التغيير
* هل التغيير فوري أم تدريجي؟ وهل التغيير من القمة- أي الحكام- أم القاعدة- أي الرعية- أم العكس؟
** مسألة التغيير لا تكون فورية إنما بالتدرج، وانها تكون قائمة على الأخذ بالأسباب، وأن يبدأ كل منا بنفسه وبمن يعول مع أسرتك فأحسن شأنها اولا علمهم مكارم الأخلاق والقيم الحضارية، إن تعلموا هذا منك سيعلمون جيرانهم وأصدقاءهم وغيرهم وبالتالي الخير ينتشر في الناس، فكيف يتأتي التغيير ونحن لم نغير ما بأنفسنا أولا يقول الله تعالي “وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ”.
تربية الأولاد
* كيف نربي أولادنا على فهم رحلة الإسراء والمعراج وفيها أمور قد لا تدركها عقولهم؟
** نربيهم أولا على المكانة التي حظي بها النبي عند ربه، وكيف أن الله شرَّف نبيه الكريم بأن نسبه إلي عبوديته فقال “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ” والانتساب إلي عبودية الله شرف وعزة وكرامة ومهابة ولهذا نسب الله كل الأنبياء إلي عبوديته لأنها شرف، أما العبودية لغيره مذلة وتبعية وانكسار وانهزام، ونعلمهم كيف كشف الله تعالى لهذا النبي بعض الحجب وأطلعه على بعض الغيب وأكرمه بذلك وجعل الله هذه الرحلة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وكيف حقق الله الإمامة للنبي حين صلَّى بكل الأنبياء والمرسلين وختمهم به فقال سبحانه “إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ” نعلِّم أولادنا ما في مقدور عقولهم أن يفهموه.
سمعنا وأطعنا
** هل ترى أن التسليم بقاعدة “سمعنا وأطعنا” خير من الجدل العقيم حول كون المعجزة بالجسد والروح أم الروح فقط؟
** المسألة ليست في حاجة إلي جدال لأنها محسومة لأن “العبد” هو مجموع الجسد والروح في مكان واحد “فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ” في رحلة المعراج، أما الإسراء “أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ” فعبد في الرحلتين روح وجسد معا ثم يقول الله “وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ”. فالمعراج والإسراء لم يكونا معا رؤية منامية بدليل قول الله في سورة النجم “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى” فالبصر لا يزيغ وقت النوم وإنما يزيغ وقت اليقظة، ولو كانت رؤية منامية ما كذبوا الرسول، وإلا فأين الإعجاز فيها؟