طاهر إبراهيم: الأندية.. خط الدفاع الأول ضد التفسُّخ
اللواء ممدوح مقلد: حماية أبنائنا التزام عائلى قبل البرلمانى
سوهاج- مصطفى ياسين:
الاجتماع الطارئ لعمومية نادى الشروق الرياضى، بحى الكوثر، محافظة سوهاج، برئاسة طاهر إبراهيم طاهر- وكيل وزارة الشباب سابقا- فجَّر العديد من القضايا الاجتماعية والرياضية، التى يعانى منها المجتمع السوهاجى المعاصر، أخطرها انتشار الكافيهات والمقاهى بشكل خطير، وغياب الأندية الاجتماعية التى يلجأ إليها أفراد الأسرة لقضاء أوقات الترفيه والتواصل العائلى، وتفريغ طاقة الشباب بدلا من التسكّع فى الشوارع، والوقوع فى براثن أصحاب الأفكار المتطرفة.
“عقيدتى” سجَّلت بالقلم والصورة، ما دار فى الاجتماع الذى تحوَّل إلى ما يشبه “المحاكمة الشعبية” وعُقد لبحث ما يواجهه النادى من مشكلات جمَّة تقف دون استكمال منشآته وبنيته التحتية، وهو الأكبر على مستوى مصر من حيث المساحة التى تبلغ 14 فدانا، وفى ظل القيادة السياسية التى تولى الشباب والرياضة اهتماما كبيرا.
فى بداية الاجتماع، الذى حضره اللواء ممدوح مقلد- عضو لجنة الأمن القومى بالبرلمان- عصام مقلد- نقيب المهن الرياضية بسوهاج- م. جمال طه عبيد، المستشار أحمد أبو الفضل- رئيس محكمة صدفا- وعدد كبير من أبناء المحافظة من مختلف المستويات والوظائف، وقدَّمه الزميل طه الهوى- مراسل المساء- وافتتح بآيات الذكر الحكيم للشيخ زكريا السيد مزيد.. استعرض طاهر ابراهيم طاهر، مسيرة كفاحه مع إنشاء النادى التى استمرت 19 عاما، ورغم إقامته للعديد من المنشآت الرياضية والشبابية بالمحافظة إلا أنه لمَّا ينجح بعد فى إتمام هذا البناء الاجتماعى الرياضى الذى يحتاجه المجتمع السوهاجى، مشيرا إلى أن النادى يرأسه شرفيا د. أحمد عزيز- رئيس جامعة سوهاج- وبحاجة للدعم من القيادات الشبابية وعلى رأسهم د. مصطفى مدبولى- رئيس الوزراء- ود. أشرف صبحى- وزير الشباب والرياضة- حيث يعتبر الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط كافة، لأنه يمنح العضوية المجانية للأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة وأبناء وأسر شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم فى سبيل رفعة وحماية الوطن من الإرهاب والتطرف.
غزو الكافيهات!
وأعرب طاهر، عن خشيته من تحوّل شوارع وميادين سوهاج إلى كافيهات ومقاهى ترتادها كل الفئات والأعمار، وكذا الفتيات والسيدات، فى ظل عدم وجود نادى اجتماعى مناسب سعرا وخدمة، يوفر الفرصة لاستخراج طاقاتهم وإبداعاتهم، خاصة وأن وزارة الشباب لا تتأخر على كثير من الأندية ومراكز الشباب على مستوى الجمهورية، لكنها لم تنظر لسوهاج نظرة اهتمام بشبابها وشيوخها ونسائها!
واقترح أحمد طوغان- عضو الجمعية- الاستعانة بشركات التسويق اعتمادا على الجهود الذاتية بإنشاء المحلات والمولات التجارية حول سور النادى ومن دَخْلِها يتم تمويل الإنشاءات دون انتظار دعم الوزارة.
وطالب الكابتن عبدالرؤوف الضبع- مدرب كرة قدم- بسرعة الانتهاء من إقامة هذا النادى حتى يستوعب الشباب والأهالى بدلا من إهمال الشباب وتعرّضهم للانحراف السلوكى أو الفكرى وحماية النشء من الاتجاهات والأفكار السلبية.
وتساءل بهجت محمد أبو ضيف: أين نذهب بأبنائنا وأُسرنا للترفيه عن أنفسنا فى مكان يستوعب ويستثمر طاقات شبابنا، وأغلبنا نتأذى من المناظر والسلوكيات المنتشرة داخل الكافيهات الموجودة حاليا دون رقيب أو حسيب؟!
سوهاج زمان!
وأعرب نور محمد عبدالجليل- خريج تربية رياضية- عن حسرته على حال المحافظة التى كانت فى السابق مصدرا لتعليم أبناء المحافظات المجاورة، وخرّجت أجيالا وأبطالا فى كل الألعاب، والآن نخشى على ضياع أبنائنا وانحرافهم نحو أفكار متطرفة، وضرب مثلا بتجربته الشخصية حيث رفع علم سلطنة عُمان 19 مرة عالميا وهو حاليا لا يجد فرصة فى بلده لتدريب الأجيال الناشئة؟! قائلا: يكفينا لإتمام إنشاءات النادى سعر لاعب واحد محترف!
منطقة بِكْر
وأشار هانى الأشول- مدير إدارة مركز ومدينة سوهاج للشباب والرياضة- إلى أن كل المنشآت الرياضية بالمحافظة تحتاج حلولا جذرية وبنية أساسية تتخطى النظم واللوائح المعرقِلة- وهذا ما يتجه فكر الدولة إليه حاليا- بحيث يتم استثمار المنطقة، بعد أن أصبحنا بلد الكافيهات والمقاهى ولا يوجد أى مكان ترفيهى عائلى، وهذا ما يوفره النادى الذى نحن جميعا فى أشد الحاجة إليه، مؤكدا أنه تم تخصيص وإنشاء العديد من المنشآت الرياضية بالمحافظة لكنها فى حاجة إلى المزيد، خاصة وأنها منطقة بكر وقابلة للنمو السكانى، ويمكن استثمارها فى إعداد وتدريب المنتخبات الوطنية قبل مشاركتها فى الدول الشبيهة مناخيا لسوهاج.
الاستثمار البشرى
وأكد هشام عبدالقادر- وكيل نقابة المهن الرياضية- أن الملاعب والأنشطة التربوية والرياضية ضرورة مُلِحَّة بل هى عوامل جذب مهمة لتعمير الصحارى سكانيا، مُعربا عن تخوّفه من ترك المجال للاستثمار الذى قد ينحرف عن المسار الصحيح، لذا فلا مناص من الدعم الحكومى حماية للنشء والأخلاق الرياضية، فالاستثمار البشرى هو أهم وأفضل بنود الاستثمار.
واقترحت م. وفاء أحمد على- بديوان عام المحافظة- اللجوء للحصول على تمويل من البنك الدولى باعتبار النادى مشروعا خدميا وسياحيا، كما حدث مع مقابر الحواويش.
وتساءلت د. دينا طاهر: أين الوزارة من توجيهات الرئيس السيسى بدعم الشباب وتمكينهم وتأهيلهم فى حين أن أبناءنا لا يجدون نصيبا من الأنشطة الرياضية؟!
ركود شبابى!
ووصف م. محمد على خضر- عضو مجلس إدارة نقابة المهندسين- الحال بأنه “ركود” شبابى تام نظرا لعدم وجود متنفَّس رياضى ترفيهى، مؤكدا أن الدولة هى الأحق بالاستثمار فى الشباب والرياضة وليس غيرها.
حق لا صدقة
وبلهجة المواطن البسيط تساءل الحاج عبدالصبور أحمد محمد- رجل أعمال-: أين حقنا كمواطنين من دخل وزارة الشباب، فهذا حق وليس منَّة ولا صدقة، ويكفى أن المحافظة بها 62 قرية من ضمن المائة الأكثر فقرا على مستوى المحافظات، فهل هذا يليق؟! متى ننقذ أبناءنا من غول الكافيهات ونوفِّر لهم ناديا محترما يستوعبهم ويستخرج طاقاتهم؟!
حديث من الواقع
ثم تحدث الضيوف، بعد زيارتهم لمقر النادى، فقال على السيسى- رئيس القسم الرياضى بالمصرى اليوم-: هذه مأساة وجريمة رياضية لا تتفق وتوجّه القيادة السياسية، خاصة وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى مهتم جدا بالرياضة بل هو رياضى من الطراز الأول، وإن كانت هناك مخصصات مالية للأنشطة الرياضية إلا أنها للأسف توزَّع بـ”الحب”! وافترح البدء بالاعتماد على الجهود الذاتية وتأجير أسوار النادى.
وأيَّده عثمان سالم- مدير تحرير الأخبار- واصفا جهود “طاهر ابراهيم” بأنها حرَّكت المياه الراكدة، والوضع يفرض التحرك الإيجابى والتكاتف الجماعى.
وطالب جمال البدراوى- نائب رئيس تحرير المساء، رئيس القسم الرياضى- بتضافر كافة جهود أبناء المحافظة لعودة الرياضة لسابق عهدها ومخاطبة رئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة لوقف التجاهل المتعمد تجاه الرياضة وأبناء سوهاج.
توسيع الدائرة
ودعا مصطفى ياسين- مدير تحرير عقيدتى- للتنسيق بين أعضاء البرلمان عن المحافظة والمسئولين، وتشكيل لجنة مصغرة لتبنى المشروع والعمل من هذه اللحظة مع الجهات المعنية، مع توسيع الدائرة بحيث تشمل وزارات الأوقاف والأزهر والكنيسة والتضامن، باعتبار أن النادى يقدّم خدماته لفئات ذوى القدرات الخاصة والأيتام وأسر الشهداء، وطلب المزيد من القوات المسلحة التى أقامت بالفعل المبنى الإدارى، مؤكدا أن إقامة المنشآت الرياضية هى السبيل الأضمن لحماية الأجيال الناشئة من الانجذاب للتيارات المتطرفة.
وطالب عاطف عبدالعزيز- رئيس القسم الرياضى بالأسبوع- لتكاتف الجهود الشعبية والرسمية وراء هذا المشروع الخدمى الرياضى حتى يظهر للنور.
نادى فريد
وأوضح محمد الجلال- أمين الصندوق، وكيل وزارة الاستثمار سابقا- أن النادى يضم حاليا 700 عضو بقيمة اشتراك سنوى 60 جنيها، ويعتبر الوحيد فى المنطقة لخدمة حى الكوثر ومدينة سوهاج بالكامل.
وأعرب حسام محمود- عضو مجلس الإدارة- عن أمله فى انتهاء من إقامة المنشآت الخدمية والرياضية بالنادى لصالح الشباب والرياضة بالمحافظة.
التزام برلمانى
وبعد أن استعرض البرلمانى اللواء ممدوح مقلد، عددا من القضايا الرياضية والخدمية المتعلقة بالمحافظة، وأنه قدَّم اقتراحا برغبة إلى البرلمان لتخصيص 20 فدانا للأنشطة الرياضية فى الامتداد العمرانى للمحافظة إلا أنه فوجئ برد المسئولين بالمحافظة أنهم ليسوا بحاجة إليها! لكنه أعلن التزامه أمام أعضاء الجمعية العمومية بمطالبة وزير الشباب بدعم النادى ماديا للانتهاء من البنية التحتية والإنشاءات اللازمة، حماية لأبنائنا من الانحراف الفكرى أو السلوكى، فهذا التزام عائلى وأُسرى قبل أن يكون التزاما برلمانيا.
وفى النهاية، لننتظر ما تسفر عنه الأيام المقبلة لإنهاء قضية نادى “الشروق” الذى يضم فى مجلسه أعضاء من مختلف الأعمار فى تجسيد لتواصل الأجيال، بالإضافة إلى السابق ذكرهم، هناك: عبلة الهوارى- عضو البرلمان- إبراهيم يونس، حسام محمود، أحمد مصطفى، صابر إبراهيم، كارم محمود.