بعد الحادث الإرهابي لقتل المسلمين المصلِّين في مسجدين بنيوزيلندا، زادت أسئلة الناس عن الإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب.
ولذلك وجب علينا أن نعرِّف الإسلاموفوبيا وهي كلمة مستحدثة، تتكون من كلمتي إسلام وفوبيا، وهي حديثة يُقصد بها: الخوف والكراهية الموجَّهة ضد الإسلام، كقوة سياسية تحديداً، والتحامل والتمييز ضد المسلمين.
دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 1997 عندما قامت خلية تفكير بريطانية يسارية التوجه تدعى رنيميد ترست، باستخدامه لإدانة مشاعر الكراهية والخوف والحكم المسبق الموجه ضد الإسلام أو المسلمين.
وبرغم استخدام المصطلح على نطاق واسع حالياً، إلا أن المصطلح والمفهوم الأساسي له تعرّض لانتقادات شديدة، عرَّف بعض الباحثين الإسلاموفوبيا بأنها شكل من أشكال العنصرية. وآخرون اعتبروها ظاهرة مصاحبة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر، والحقيقة أنه زاد استخدام المصطلح بعد أحداث ١١ سبتمبر ويعطي هذا المصطلح صورة نمطية مسبقة عن الإسلام والمسلمين تؤدي إلى خلق الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين، ويتم الترويج لها فى المجتمعات الغربية عن طريق أجهزة الإعلام وذلك بهدف الإثارة أو التوظيف السياسى، كما تثيرها الحركات العنصرية المتطرفة والأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة بهدف تخويف الناس من زيادة عدد المسلمين فى المجتمع الغربي والتأثيرات السلبية التي من الممكن أن تحدث من ذلك، وفى نفس الوقت تبرر الحروب العسكرية التى يشنها الغرب على بلاد المسلمين.
من ناحية أخرى أكثر أهمية، تجد أن الإسلامويين أنفسهم والجماعات الإسلامية المتطرفة تساهم بشكل كبير فى تعضيد المخاوف عن طريق العمليات الإرهابية فى مجتمعاتهم وخارج مجتمعاتهم وعن طريق الترويع اللفظى والترويج لأفكار عنيفة أو عدوانية أو لا تناسب روح العصر بالنسبة للمفاهيم الحديثة التى تقوم على التفاهم والتعايش!
وهذا ما يتم استخدامه من قبل أعداء الإسلام للتأكيد على صدق الصورة الإرهابية للإسلام والمسلمين، ويساهم الإعلام الغربي في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وذلك عن طريق زيادة نسبة الأخبار التي تأخذ اتجاهًا سلبيًا عن الإسلام والمسلمين بنسبة 68% عام 2015 مقارنة بـ 35% عام 2009.
وقد أرجع المحلِّلون هذا إلى زيادة انتهاكات جماعة داعش الإرهابية، كما أن هناك نظرة سلبية عامة تجاه الإسلام في وسائل الإعلام الغربية مما يساهم في تنامي الإسلاموفوبيا بصورة أسرع.
هذا التحيّز الإعلامي والشعبي ضد المسلمين يسانده في بعض الأحوال قادة أو سياسيون فيؤسسون لهذا النمط من الخطاب المعادي للمسلمين.
ومن تبعيات الإسلاموفوبيا، خوف الغرب من المهاجرين، خاصة المسلمين، لما ينتابهم من قلق بأن يكون بينهم إرهابيون أو خوفًا من نشرهم لأفكار متطرفة، وبالفعل بدأت بعض الدول مثل ألمانيا بفرض قيود على استقبال المهاجرين وتغيير سياسة “الباب المفتوح”، إلا أنه على النقيض من ذلك ورد خبر في BBC بعنوان “زوكربيرغ: فيسبوك ترغب بمكافحة خطاب الكراهية ضد المهاجرين” يفيد بأن مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، قال بأن موقع فيسبوك بحاجة لمواجهة أفضل لخطاب الكراهية ضد المهاجرين، ووصف “زوكربيرغ” المهاجرين بأنهم فئة بحاجة للحماية، وذلك خلال ندوة عامة بالعاصمة الألمانية برلين.