وضع الله سبحانه وتعالى أسسا ومعايير لاقامة المجتمع منها أن تسود روح الحب والود والأخوة والتسامح والسلام بين أفراده
امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر »..
الروح
هذه هى الروح التى أراد الأسلام أن يبثها فى أتباعه ..أما أن تنشأ العلاقات على الفرقة والتنازع والاختلاف والافساد فهذا ما حاربه الاسلام ..
وتعتبر الاشاعة سببا رئيسيا لبث الأخلاق المذمومة فى المجتمع لهذا فان من الواجب على من يتصدى لعلاج أية مشكلة اجتماعية أن يعلم أن الجو الذى يمارس فيه نشاطه لايخلو من غيوم وضباب ومن عواصف وأنواء
ترويج الشائعات
حيث يعيش الفضوليون الذين يخوضون فى الباطل ويستمرئون تناقل الاخبار المغلوطة ويتاجرون بالكلمة المسموعة والمقروءة والمرئية يروجون بها الشائعات ويفترون بها الاكاذيب.
من هنا كان لابد لكل مصلح أن يهيئ النفوس لقبول منهجه ويكون يقظا متنبها لكل عاصفة تهب من حوله فيعد العدة بالتوعية الصادقة والاعلام الجاد الهادف الذى يستهدف تنقية الجو وفسح الطريق لأشعة الحق التى تتضح بها الرؤية وتزول الغشاوة وتنكسر حدة العاصفة ..
قادة الاصلاح
وليكن فى ذلك متأسيا بقادة الاصلاح الذين أرسلهم الله مشاعل نور تهدى السالكين الى الطريق المستقيم ..
فقد وجدوا من قومهم مقاومات عنيفة بدأت باختلاق الأكاذيب وترويج الشائعات عنهم طعنا فى أشخاصهم ورفضا لمنهجهم واحتقارا لدعوتهم .
ان الأديان وكما تشد من عزم المصلحين بالثبات وصدق اليقين تتوجه الى الناس بالتحذير من اختلاق الشائعات التى تعرقل مسيرة الاصلاح .فالكذب افتراء يدعو الى الفجور والفجور يدعو الى النار .
خطورة الكلمة
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة هو منها براء يشينه بها فى الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة فى النار حتى يأتى بنفاذ ما قال » أى بالدليل على صحة اشاعته.
وقد وجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم الى خطورة الكلمة فعن ابن مسعود – رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لايبلغنى أحد من أصحابى عن احد شيئا فانى احب أن اخرج اليكم وأنا سليم الصدر .»
اختلاق الشائعات
وكما تحذر الأديان جميعها من اختلاق الشائعات تحذر أيضا من التسرع فى تصديقها وتنبه الى الرجوع الى المصدر الصحيح للتأكد من صدق ما يشاع لأن الأشاعات كالنار فى الهشيم قد تأكل الاخضر واليابس..
فليتق الله كل من يضع العراقيل فى طريق المصلحين وليواصل المؤمنون الصادقون مسيرتهم واثقين بنصر الله وتأييده انه نعم المولى ونعم النصير .
وختاما
قال تعالى «ياأيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .»
صدق الله العظيم
(الحجرات آية 6 )