الشيخ عباس صالح: واجب وطنى على الجميع
السيد الشريف: الطريق المثالي لاستكمال التنمية
د. عبدالهادى القصبى: حق دستوري.. الكل مطالب به
“خليك إيجابي” حملة أزهرية لتعزيز الانتماء والتوعية
تحقيق- إسراء طلعت
“الإيجابية” و”السلبية”، سلوكان متناقضان مردودهما ليس علي صاحبه فقط، بل يعود على المجتمع كله، فالسلبية هي أخطر آفة يصاب بها فرد أو مجتمع، بينما الإيجابية هي أهم وسيلة لنهضة أي أمة، الإيجابية في كل شيء سواء بالعمل الجاد أو الحرص على البلاد وإبداء الرأي فيما يدور فيها، وأن ينخرط المواطن مع وطنه في كافة قضاياه وأن يحرص على استقراره، لذلك دائما ما يدعو الدين الإسلامي إلى الإيجابية والمشاركة البناءة، وكان دائما الرسول- صلى الله عليه وسلم- يدعو للمشورة وأخذ الرأي في كافة الأمور التى تهم الأمة، ومن الخطوات الهامة التى تمر بها البلاد في الفترة الحالية، هى إجراء استفتاء على التعديلات الدستورية، التى ترسم خريطة مستقبل مصر وتضمن حقوق البلاد والعباد، ومن المهم المشاركة وإبداء الرأي فيها سواء بالموافقة أو الرفض، وبالرغم من أن ديننا الحنيف دائما ما يدعونا إلى المشورة فيما بيننا والإيجابية إلا أننا نجد أبواقا تدعو إلى المقاطعة والسلبية وعدم المشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية، و تردد عبارات “أنا صوتي اللي هيفرق”، و”لما أشارك إيه اللى هيحصل”؟!
“عقيدتي” ترصد في السطور القادمة، أهمية المشاركة في الاستفتاء وما يترتب عليه من آثار لصالح البلاد والعباد.
دعا وكيل الأزهر الشريف الشيخ صالح عباس، العاملين بالأزهر للمشاركة الإيجابية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مؤكدًا أن المشاركة في الاستحقاقات الوطنية واجب على جميع المصريين، مشيرا إلى أهمية دور إدارات الوعظ بالمناطق الأزهرية في توعية طلاب المعاهد الأزهرية بالحفاظ على القيم والأخلاقيات الإسلامية، مشددًا على ضرورة قيام وعاظ الأزهر بواجبهم الوطني، وذلك من خلال دعوة المجتمع للمشاركة الفاعلة والإيجابية في التعديلات الدستورية الحالية، حسب بيان صحفي صادر من المشيخة.
المصلحة الوطنية
يؤكد د. مختار جمعة- وزير الأوقاف- أن الإسلام لم يضع قالبا جامدا لنظام الحكم، وإنما وضع قواعد عامة من أهمها تحقيق العدل وتوفير حرية المعتقد والعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين في إطار الإمكانات المتاحة، فمتى تحققت هذه المبادئ العامة كان الحكم سديدا رشيدا، وتفصل القوانين المنظمة هذه القواعد العامة بما يضبط ويضمن تحقيقها وتحقيق أمن المجتمع وسلامه العام.
وأوضح د. جمعة، أن أمور السياسة وقيادة الدول من المتغيرات، والدساتير مبنية على المصلحة الوطنية وعقد المواطنة، وليست نصوصًا قرآنية، ودساتير المراحل الانتقالية تتأثر بطبيعة المرحلة وغالبًا ما تحتاج إلى التعديل، والمقارنة بين دساتير اليوم وأراء الفقهاء السابقين غير دقيقة، وينبغي أن تكون المقارنة بين المتشابه زمنًا فتكون بين الدستور العصري والسياسة الشرعية العصرية، وليست بين عصر حالي وعصور سابقة.
ويرى د. عبدالمنعم فؤاد- ممثل الأزهر الشريف في جلسة الحوار المجتمعي ورئيس أكاديمية الأزهر العالمية- أن الدستور ليس كتابا مقدسا، معبرا عن موقف مؤسسة الأزهر من التعديلات الدستورية، مؤكدا أن الأزهر يثمن هذه الخطوة، وعلى ضرورة المشاركة الفعالة والإيجابية في أى استحقاق وطني يخدم البلاد.
حق دستورى
ورد د. عبدالهادي القصبي- شيخ مشايخ الطرق الصوفية، زعيم الأغلبية بالبرلمان- على الداعيين للمقاطعة، موضحًا، أن المقاطعة “طريق سلبي”، قائلا: “أدعوهم لاستخدام حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم”، مؤكدا على ضرورة المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
ولفت إلى أنه من خلال جولاته في المحافظات، لشرح التعديلات الدستورية، لاحظ نسبة تأييد كبيرة بين المصريين، مضيفًا أن الجميع حريص على المشاركة في الاستفتاء لمواجهة المؤامرت التي تحاك ضد الدولة، مؤكدا أن المواطنين اطمأنوا للتعديلات بعدما فهموا طبيعتها وأهدافها خاصة أنها تصب في الصالح العام.
وتابع: لقد شرحت خلال جولاتي المواد الدستورية، التي سيتم تعديلها وأهميتها ومميزات كل مادة مقترحة بالتعديلات، لاسيما الكوتة التي تسمح بتمثيل جيد لكل من المرأة والأقباط، والشباب وذوي الإعاقة والمصريين في الخارج، ومن ثم دعوة المواطنين للنزول والمشاركة وإبداء الرأي عبر صناديق الاستفتاء”.
وأشاد “د. القصبي”، بما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسي من أمن وأمان، والذي أسفر عن زيادة كبيرة في أعداد السائحين، بالإضافة لرفع الحد الأدنى للمرتبات، وتفعيل العلاقات الخارجية.
وقال السيد الشريف- وكيل أول مجلس النواب، نقيب الأشراف-: إن جلسات الحوار المجتمعي في مجلس النواب أتاحت الفرصة لجميع أطياف المجتمع بكل حرية وتم الاستماع للرأي والرأي الآخر، مؤكدًا أن د. علي عبدالعال- رئيس مجلس النواب- أدار الجلسات بديمقراطية عالية جدا.
وأوضح “الشريف”، أن جميع الجلسات نشرت كاملة علي الشعب، وتم إرسال كل ما أثير فيها من مقترحات وآراء إلي لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، وكذلك الاستماع لمناقشات أعضاء اللجنة والتي تعد صياغة التعديلات لعرضها علي الجلسة العامة للمجلس لمناقشتها ماده مادة، وأخذ تصويت النواب مناداة بالاسم على تلك التعديلات.
وأشار الشريف، إلى أن هذه التعديلات لا تعتبر نهائية إلا بعد موافقة الشعب عليها وهو صاحب القرار النهائي، مؤكدًا أن هذه هي الضمانات الأساسية التي عبر عنها الدستور، فالشعب هو صاحب السلطة الأولي والأخيرة وله كل الاحترام.
وطالب الشريف، جموع الشعب المصري، بالمشاركة بإيجابية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة، مؤكدا أنه الطريق المثالي لاستكمال التنمية والنهوض بمستقبل مصر.
وحثَّ د. أسامة العبد- رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق- جموع المواطنين بالمشاركة الإيجابية والفاعلة في الاستفتاء.
ودعا د. العبد أبناءه من طلاب وطالبات جامعة الأزهر على المشاركة في صناعة مستقبل مشرق لبلدهم، يحصدون ثماره قريبا، مؤكدا أن الهدف الأول والأخير هو الصالح العام للدولة المصرية، موضحا أن العديد من دول العالم قامت بإجراء تعديلات دستورية أكثر من مرة، مشيرًا إلى أن التعديلات المطروحة على الدستور من شأنها أن تنعكس إيجابا على الوطن والمواطنين خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن هذه التعديلات تسعى إلى تمكين المرأة والفئات من ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأشار إلى أن التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد في مختلف القطاعات والمجالات، انعكست بدورها على الجميع، مشيرا إلى أننا في مصر الآن نعيش في مناخ ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان، وأن ذلك كله يعود بفضل الله سبحانه وتعالى إلى القيادة الحكيمة التي لا تدخر جهدا في السعي لنهضة البلاد نحو غد مشرق من أجل الأجيال الحالية والقادمة.
وأكد أهمية المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، خاصة وأنها تواجه هجوما من أعداء الوطن الذين يطلقون الشائعات المغرضة لإثارة البلبلة، مما يتطلب منا التكاتف جميعا حتى تمر سفينة الوطن بسلام
عرس ديمقراطى
وطالب صلاح حسب الله- المتحدث باسم مجلس النواب- المواطنين بضرورة المشاركة الإيجابية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قائلا: “انزل وشارك.. قل رأيك بكل حرية.. عايزين يوم الاستفتاء يكون عرسا ديمقراطيا يشهده العالم كله”.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي نجح في إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية بين الدول، وتحمل اعباء كبيرة اهمها برنامج الإصلاح الاقتصادى ومحاربة الفساد والقضاء على المحسوبية والانحياز للغلابة والحفاظ على البلد والخروج بها من سيناريو الفوضى الذي وقعت فيه العديد من دول المنطقة.
وأكد، أن استكمال عملية البناء يحتاج إلى إجراء تعديل دستورى يتناسب مع الظروف الحالية، خاصة أن دستور 2014 وضع في ظرف استثنائى كانت تمر به البلاد وتوجد به العديد من المواد تحتاج إلى تعديل.
وقال النائب عاطف عبدالجواد: إن التعديلات الدستورية ليست رفاهية إلا أن الهدف منها حماية شباب مصر ونسائها وأرضها من عمليات الاستعمار الجديدة التي تستهدف ضرب مفاصل الدولة وتركيع مصر لقوى خارجية تهدف لإذلال الشعب المصري وهو ما نرفضه كنواب عن الشعب، وكذلك ترفضه القيادة السياسية، ولهذا أري أن توعية الشعب بما يجب معالجته في الدستور الحالي هو بداية محاربة الاستعمار الجديد وإذابة جبال الثلج التي بنتها الجماعة الإرهابية ومن يقف وراءها.
وأكد “عبدالجواد”، أن الاستفتاء الشعبي علي التعديلات الدستورية هو الذي سيكشف أن الشعب المصري أكثر وعيًا ممن يريدون تزييف وعيه وفكره وإحداث الفتن.
مبادئ الشوري
وحث الشيخ يوسف السعداوي- مدير أوقاف العبور- الجماهير والحضور علي المشاركة الايجابية وعدم التباطؤ أو القعود عن الابداء بالرأي والمشاركة في الاستفتاء، داعيا الشباب أن يكون لديهم الوعي الكامل بما يواجه بلدنا الحبيب مصر من تحديات في المرحلة الحالية وعدم الانسياق وراء المشككين والمحبطين والتعاضد من أجل بناء وطننا الغالي مصر
وأكد أن الاستفتاء يعد من أهم مبادئ الشوري في الإسلام حيث أمر الله تعالى به رسوله في القرآن الكريم عندما قال (وشاورهم في الأمر…) ثم إن الاستفتاء يوضح الرؤية العامة للمجتمع حول تقعيد قواعد التعامل وما تطلبه المرحلة من تطوير لهذه القواعد وتأسيسها من جديد.
وتابع: ثم جعل القرار لولي الأمر بعد اكتمال الرؤيا لديه بما خوله الله تعالي من سلطة وحكم حيث قال تعالي (…فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
وناشد الجماهير ألا تعتمد ما يقال دون وعي وإدراك فإن من يرد أن يكون ايجابيا في مواقفه عليه أن يسأل ويفهم ما يجري ويستفهم عما لا يدرك هدفه حتي يصبح فعالا.
تعزيز الولاء
وأشار د. وجيه زكريا عمران- وكيل كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق- إلى أن التعديلات الدستورية تتوافق مع احتياجات المجتمع المحلي وتحقيقا للعدالة وترسيخ مبادئ الديمقراطية بما يسهم في تعزيز الولاء والانتماء للوطن، فالانتماء للوطن يتوافق مع الانتماء للدين بل ان حب الوطن مستمد من الانتماء الي الإسلام فهو قيمة إسلامية لبناء مجتمع قوي وقوة الانتماء للوطن تعزز الأمن بكل صورة وتحصِّن من الغزو الفكري، والمحبة للأوطان والانتماء للأمة والبلدان أمر غريزي وطبيعة طبع الله النفوس عليها وقد اقترب حب الأرض بحب النفس في القرآن الكريم.
وأضاف: قال الله عزَّ وجلَّ: (ولو أنَّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) بل ارتبط في موضع آخر للدين قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين)، ولما كان الخروج من الوطن قاسيا على النفس فقد كان من فضائل المهاجرين انهم ضحوا بأوطانهم هجرة في سبيل الله، وفي سنن الترمذي عن عبدالله بن عدي قال: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واقفا على الخرورة، فقال: (إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت) فالدفاع عن الوطن واجب شرعي وان الموت في سبيل الله شهادة، وفي قصة الملأ من بني إسرائيل (قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائنا).
وأكد أن المشاركة في التعديلات الدستورية واجب وطني على جميع فئات الشعب، فالتعديلات تهدف إلى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، كما تهدف إلى استكمال منظومة الإصلاح الاقتصادي وحماية الحقوق والواجبات لجميع المواطنين.
وطالب د. وجيه، الطلاب بالوقوف خلف الدولة المصرية وعدم إعطاء أي فرصة لقوى الشر لتحطيم الإنجازات التي تحققت على أرض مصر الغالية والوقوف صفا واحداً في مواجهة الفكر المتطرف التي يعتبر احد اهم أسلحة الإرهاب، وأصبح إلزاما وطنيا من الجميع ضرورة التلاحم بالتسلح الفكري عن طريق التوعية ونشر الإيجابيات ومحاربة الشائعات المغرضة.
الحقوق والواجبات
ويؤكد د. محمد عبدالرحيم البيومي- عميد كلية أصول الدين- أن هناك ضرورة لتوعية الطلاب داخل الكلية بمجموعة من القيم كالتوازن بين الحقوق والواجبات مثل التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية فهو واجب وليس حقا فقط، مشيرا إلى ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة والعمل من أجل رفعة مصرنا الحبيبة.
وأشار إلى أنه تم تدشين حملة (خليك إيجابي) لتعزيز الانتماء للوطن والتوجيه وتوعية الطلاب للمشاركة في التعديلات الدستورية 2019 مضيفا: ان الكلية قامت بنشر اللافتات والبنرات من أجل تحفيز الطلاب على المشاركة وتوعيتهم بحجم التحديات التي توجهها الدولة سواء في الداخل او الخارج.
وأكد د. البيومى، ان جهود الإصلاح والتنمية الشاملة التي يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمتجسدة على أرض الواقع حيث تم إنشاء ملايين الوحدات السكنية، وآلاف الكيلو مترات من الطرق والكباري، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، ومسجد الفتاح العليم وغيرها من الإصلاحات التي يلمسها القريب والبعيد.
وقال د. محمد الشحات الجندي- عضو هيئة كبار العلماء-: إن الإسلام دين الإيجابية، لا استسلام لأي شئ مهما كانت الظروف والعوائق، ولعل أبرز من تعرض لعوائق هم الأنبياء عليهم صلوات الله جميعًا، ومع ذلك واصلوا الرسالة ولم يركنوا أو يستسلموا لأمر ما.
وأكد أن القرآن الكريم تحدث عن الإيجابية في أكثر من موضع، قال تعالى: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ» (الأنبياء:90 )، وقوله: «وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ» (آل عمران:114)، وقال: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ» (آل عمران : 133).
وتابع: “إذا أردت أن تعلم الرجل الإيجابي فانظر إلى قوله تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (النحل:76)، فالله سمى الرجل السلبي في هذه الآية بـ«الكل» على مولاه، بينما الآخر الإيجابي وصفه بأنه «يأمر بالعدل» لأنه لا يهدأ ولا يكل ولا يمل حتى يحقق هدفه وغايته المنشودة”.
وأوضح، أن الإيجابية تعني بالأساس التعاون والصدق في سبيل دعوة واحدة وأمة واحدة، قال تعالى: «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء: 114).
وأشار إلى أنه من إيجابية الإسلام، أيضًا الحث على الوقوف بجوار الأمة ونهضتها، فليس المؤمن من يقول «أنا مالي»، وإنما يتمتثل طائعًا راضيًا لقوله تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ» (آل عمران: 110).
وقال العالم الأزهري د. إبراهيم رضا: إن الدستور في مجمله وثيقة تنظم شؤون المجتمع، أفرادًا ومؤسسات، ومن ثم فعملية تعديل الوثيقة من حين إلى آخر مطلب طبيعي وأمر ضروري، ولا يتنافى مع الدستور ذاته، الذي نص على طرق وآليات تعديله، مشددا على موافقته على جميع المواد محل الاقتراحات.
ومن جهته أكد د. محمود مهنى- عضو هيئة كبار العلماء- أنه يثق بالرئيس السيسى، معلنًا موافقته على فكرة تعديل الدستور بإلغاء كل المواد، التي تقف فى طريق نهضة مصر ونموها، داعيا جموع الشباب والفتيات إلى الحرص على بلادهم والسعي لما يخدمها في كل شئ.
وقال الشيخ سلامة زلط- مدير إدارة الأزهر التعليمية بالسنطة غربية-: إن الدساتير من صنع البشر ويمكن تعديلها أو حتى تغييرها بأكملها وفق متطلبات العصر وحسب ظروف الدولة، مؤكدا أن الدولة المصرية تحتاج إلى سواعد جميع أبنائها من أجل استكمال مسيرة التقدم والبناء.
وأكد أن الدستور الوحيد الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يمكن لأى كائن من كان أن يمسه من قريب أو بعيد بحذف أو تغيير أو تبديل هو القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة.
وأوضح أنه يجب علينا جميعا أن نتحد ونعمل للصالح العام وأن ننحى المصالح الشخصية جانبا وألا نترك أى فرصة لمن يريدون للأمة التشرذم والتفرق لأن المولى عز وجل يقول فى كتابه الكريم: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
وتطرق “زلط” إلى أهمية نبذ الشائعات المغرضة التى تريد تشويه صورة الدولة وتردد أقاويل كاذبة ما انزل الله بها من سلطان حول مواد الدستور، مطالبا جموع المصريين بضرورة القراءة بل الدراسة المتأنية لمواد الدستور قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع حتى يكون الشخص رأيه من رأسه ولا يترك فرصة لأى كائن من كان أن يتلاعب بأفكاره، وأن يكون لجموع المصريين دور فعال وإيجابي نحو التصويت على مواد الدستور من أجل مزيد من الرقى والتقدم والازدهار لوطننا العزيز.