حوار: مروة غانم
أكد الدكتور إمام رمضان إمام أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر فى أول حوار صحفى له مع “عقيدتى” بعد الواقعة الشهيرة التى هزت أركان جامعة الأزهر، بل هزت أركان المجتمع كله أنه التزم الصمت وعزف عن الظهور فى كل وسائل الإعلام المختلفة رغم الإلحاح الشديد من القائمين عليها حفاظا على دينه وصونا لمكانة الأزهر الشريف الذى يشرف بالانتماء إليه، لكنه ينتظر من شيخ الأزهر أن ينصفه ويرد له كرامته واعتباره.
كان الأسبوع الماضى موعد الدكتور إمام رمضان مع محاضرة الإحسان والإسلام والإيمان، لكن حدث مالا يحمد عقباه وانقلبت جامعة الأزهر رأسا على عقب وانتشرت فيديوهات على كافة مواقع التواصل الاجتماعى لطالب أزهرى يخلع بنطلونه إرضاءً لأستاذه، وتبارت المواقع فى نشر الفيديو وكيل الاتهامات للأزهر والقائمين عليه وكان النصيب الأكبر من السب والقذف من حظ أستاذ العقيدة.
“عقيدتى” تواصلت معه لتوضيح ملابسات الموقف .. ليس دفاعا عنه إنما لإعطائه الفرصة لتفسير ما حدث، فكان معه هذا الحوار:
الصدمة
ماذا حدث بالضبط يوم الخميس الماضى طالما أن طريقة التمثيل طريقة معتادة بالنسبة لكل وللطلاب ؟
ما حدث يوم الخميس مثل صدمة لا مثيل لها عندى فقد كان لدى محاضرة لطلاب الفرقة الأولى يوم الخميس وكان عنوان المحاضرة ” الإحسان والإيمان والاسلام ” وبعد ما تحدثت كثيرا عن الحياء والإيمان وعلاقتهم الكبيرة بحسن الخلق والخوف من الله ومراقبته فى كل صغيرة وكبيرة دون الخوف من غيره طلبت من بعض الطلاب كالعادة أن يحضروا عند المنصة وطلبت منهم أن يخلعوا بناطيلهم فى محاولة منى لقياس مدى استيعابهم للمعلومات النظرية التى شرحتها مقدما ومارست عليهم شتى أنواع التهديد فتوعدتهم بترسيبهم فى المادة إن لم يرضخوا لطلبى لكنهم أبوا ورفضوا بشدة وتمسكوا بحيائهم وأعلنوا إصرارهم على حفظ كرامتهم وعدم خدش حياءهم وحياء زملائهم،
فما كان منى إلا أن وجهت لهم التحية وطلبت من الجميع ان يشجعوهم على حسن خلقهم وكان وقت المحاضرة قد أوشك على الانتهاء، فطلب أحد الطلاب منى أن أمنحه فرصة مثل زملائه وقبل أن أنتهى من كلامى كان قد خلع بنطلونه، فذهلت من رد فعله وتحديته إن كان يستطيع أن يخلع “بوكسره” وأنا على يقين أنه لن يفعل ذلك لكنه خيب ظنى وقام على الفور بتنفيذ ما قلت بمنتهى الوقاحة وانعدام الأخلاق،
لكننى تلمست له أن مازال لديه بعضا من الحياء والخجل خاصة انه كان يرتدى “فانلة طويلة ” كانت تدارى عورته، لكن الصدمة الكبرى أن قام هذا الطالب برفع فانلته أمام زملائه بل وقام بتحيتهم وصعقت من هذا الفعل المشين المتجرد من كل اشكال وألوان الحياء والخجل والأخلاق
فلم أتصور أن طالبا بجامعة الأزهر يحفظ القرآن الكريم يمكن أن يفعل هذا الفعل المشين لكننى صدمت أيضا فى الطلاب الذين قاموا برفع تليفوناتهم لتصوير هذا المشهد البذىء وندمت على أن كل حديثى معهم عن الأخلاق والحياء راح هباء، وما كان من الطلاب إلا أن قاموا برفع الفيديو الذى تم استقطاعه ونشروه على كل الصفحات وانقلبت الجامعة رأسا على عقب وتم استدعاء العميد والوكيل لمقر رئاسة الجامعة وطلبوا منى عدم مغادرة الكلية، ولم يوجه إلى أى كلام، ولم يتم الاستماع إلى دفاعى وتم أخذ الموضوع بمظهره وليس جوهره.
مخالفة قانونية
لقد صدر قرار بإيقافك عن العمل ثم فصلك من الجامعة فهل تم التحقيق معك قبل إصدار هذين القرارين ؟
** للأسف الشديد لم يتم إجراء أى تحقيق معى يوم صدور القرارين فقد صدر قرار الإيقاف عن العمل يوم الخميس ثم قرار الفصل يوم الجمعة، وهذا غير قانونى على الإطلاق وبعد ذلك تم استدعائى للشئون القانونية للمثول للتحقيق يوم السبت الساعة التاسعة صباحا لكننى رفضت المثول للتحقيق لأن ما حدث غير قانونى، فكيف يتم إصدار الحكم قبل سماع الدفاع،
لذا أتوجه لفضيلة شيخ الأزهر وأقول له: أنت صاحب مقام رفيع وكبير ليس فى مصر وحدها إنما فى العالم كله وأسأله: لمصلحة من اتخذت قرار فصلى من الجامعة ؟ .. هل لمصلحة العدل أم إرضاء للرأى العام ؟ وأؤكد له بأن أولادى سيقفون أمام الله عزوجل ليسألوه لماذا ضيعتنا ؟؟ .
هل تعتزم التوجه للقضاء للعودة إلى عملك؟
** لن أتاجر بدينى ولا بأخلاقى وسأظل محافظا على الأزهر الشريف الذى أشرف بالانتماء إليه لكننى حريص على سمعتى ورد اعتبارى وصون كرامتى التى دنسها الكثيرون دون علم، فقد تم اتهامى بالشذوذ والمرض النفسى على كافة المواقع كما أننى حريص على قوت أولادى، فليس لدى مصدر رزق غير عملى بالجامعة، ورغم أن قرار الفصل لايترتب عليه الحرمان من الراتب إلا أن الإجراءات الإدارية الخاطئة التى تنفذ داخل الجامعة تقوم بمنع الراتب لمن يتم فصله وهذا خطأ قانونى سوف أسعى لمحوه.
تعليقك
وأنت أستاذ لمادة العقيدة والأخلاق، ما هو تعليقك على تجرد هذا الطالب من حيائه وخلقه والقيام بهذا الفعل المشين ؟
** حقيقة أنا صدمت من رد فعل هذا الطالب لكننى إذا كنت قد جردته من ثيابه فكشفت عورته فقد هتك ستر الأمة كلها، فنحن نعيش حالة من الانهيار الخلقى والعقائدى لا مثيل له، فهناك طلاب ليس فى جامعة الازهر وحدها إنما فى كل الجامعات يتباهون بكشف عوراتهم أمام زملائهم.
هل تم التواصل بينك وبين أحد فى الجامعة بعد الواقعة ؟
** حقيقة كل زملائى لا يكفون عن التواصل معى ومتضامنين معى ويؤازرونى، لكن حدث موقف غريب لم أتوقعه، فكما قلت من قبل تم استدعائى للتحقيق يوم السبت الماضى وبعد خروجى من إدارة الجامعة توجهت إلى كلية التربية للحصول على بعض متعلقاتى لكننى فوجئت بأمن الكلية يطاردنى ويمنعنى من الدخول، وهذا ما أحزننى،
فحتى إن كنت مفصولا من الكلية فمازالت التحقيقات مستمرة ومازلت عضوا بهيئة التدريس ومازلت منتميا للأزهر الشريف.
هل تعرضت من قبل لأى عقاب داخل الجامعة ؟
** بفضل الله تعالى منذ أكثر من 25 سنة وأنا أعمل بجامعة الأزهر ولم توقع علىٌ عقوبة واحدة فكل مؤلفاتى وكتبى يعرفها القاصى والدانى وكثير من الطلاب يأتون للكلية بحثا عن مؤلفاتى فهى مكتوبة بطريقة بسيطة وسهلة فى الفهم والاستيعاب لكننى منذ سبع سنوات تم إصدار قرار بمنعى من تدريس مواد معينة وتم انتداب أستاذ آخر لتدريس هذه المواد فكانت هذه إهانة لا مثيل لها فثأرت لكرامتى وقمت بالاعتصام بمقر إدارة الجامعة لمدة ثلاثة عشر يوما كى تتراجع إدارة الكلية عن هذا القرارالظالم .