مشروعنا القومى بناء القيم الأخلاقية
غلق الكليات التى لن تحصل على الجودة
للأسف كتب بعض الاساتذة دون المستوى العلمى المطلوب
حوار: مروة غانم
حذر د. غانم السعيد- عميد كلية الإعلام، المشرف العام على المركز الإعلامى بجامعة الأزهر بالقاهرة- الكليات التى لم تحصل بعد على الجودة من أن الوقت ليس فى صالحها، مؤكدا أن من ضمن أهم قواعد الهيئة القومية للاعتماد والجودة أن يتم غلق الكليات التى لم تحصل على الجودة، فى خلال عدة سنوات مقبلة، ولن يتم التحاق أى طلاب بها، مشيرا الى أنه كان من أشد المعارضين لفكرة الكتاب الموحد فى بداية الأمر لكن بعد اطلاعه على مؤلفات الكثير من الأساتذة بالجامعة وجد أشياء لا ترقى لتخريج أزهرى متمكن من تخصصه يليق باسم وتاريخ جامعة الأزهر.
مبديا تحفظه الشديد على الخطاب الإعلامى الحالى الذى يعمل على هدم القيم وضياع الأخلاق
“عقيدتى” التقت به داخل مكتبه بكلية الإعلام، وناقشت معه الكثير من القضايا المتعلقة بجامعة الأزهر والشأن العام فكان هذا الحوار.
• ما هو تقييمك للخطاب الإعلامى الحالى وإلى أى مدى تراه يلتزم بمواثيق الشرف الإعلامى؟
** فى حقيقة الأمر، لدى الكثير من التحفظات على الخطاب الإعلامى فى السنوات الأخيرة فالإعلام هو قاطرة الوطن الذى اذا ما تم توظيفه التوظيف الصحيح ووجه الرأى العام التوجيه السليم لقضايا الوطن الحقيقية، يستطيع أن يجعل أبناء الشعب يتفاعلون مع خطط الدولة فى التقدم والتنمية بل ويساندون الدولة فى تحقيق أهدافها، لكن ما ألاحظه أن هذا ليس هدفا استراتيجيا لدى الكثير من وسائل الإعلام فى بلادنا فقد اهتموا وانشغلوا بسفاسف الأمور وتوافهها عن قضايا الوطن الحقيقية التى كان يجب أن يكون كاشفا عنها وموضحا لها، فالمواطن لا يرى الإنجازات التى تحدث على أرض الواقع ولا يعلم شيئا عن المشروعات الضخمة التى يتم إنجازها وكل معلوماته منحصرة فى إطار المكان الذى يعيش فيه، فالإعلام انصرف الى القضايا الفرعية التى تحدِث بلبلة للرأى العام, فالإعلام يبحث دوما عن الأشياء غير المألوفة وتغيب عنه إنجازات الوطن، هذا بالإضافة الى تحول بعض البرامج الهامة لمذيعين وإعلاميين ذات ثقل الى صوت زاعق مليئ بالألفاظ السوقية والمبتذلة الخادشة للحياء، هذا غير السب والقذف الذى نسمعه على لسان مقدميها ناسين أومتناسين الأسرة المصرية الملتزمة التى تستمع له والتى يقوم بخدش حيائها بطريقة مستفزة.
الانهيار الأخلاقى
• الى أى مدى ترى الإعلام يتحمل مسئولية الانهيار الأخلاقى والقيمى الذى نراه فى الشارع؟
** حقيقة أن لا أحمِّل الإعلام مسئولية هذا بشكل كامل لكنه يتحمل جزء مهم منها, فالإعلام يستطيع إما بناء منظومة الأخلاق أو هدمها, فهو للأسف الشديد أصبح فى السنوات الأخيرة دون المستوى فى بناء الشخصية المصرية والحض على الأخلاق والتمسك بها، فهناك أناس لديهم هدف أساسي يعملون من أجله وهو هدم ما تبقى لنا من أخلاق، وذلك من خلال تقديم النماذج المبتذلة كما نرى على الشاشات المختلفة بل وتعزيز هذه النماذج من أجل ترسيخها فى نفوس الشباب.
التخبط والارتباك
• ألا تتفق معى أن هذا يعنى أنه لا يوجد استرتيجية يسير عليها العاملون فى الحقل العمل الإعلامى؟
** للأسف الشديد هذه هى الحقيقة الواضحة أمام الجميع فقد اختلط الحابل بالنابل ولم يعد للتخصص وجود وهذا سبب التخبط والارتباك الذى نراه من الكثير ممن يعتلون المنابر الإعلامية المختلفة, فالعشوائية فى العمل هى السبب فى كل ما نراه من سلبيات على الساحة الإعلامية والهدف الأساسى هو تحقيق الربح وارتفاع نسبة المشاهدة بغض النظر عما يتم تقديمه وبغض النظر على أثر ذلك على الناس والعلاقات الاجتماعية والمنظومة الأخلاقية، لذا أطالب أن يكون مشروعنا القومى القادم إصلاح منظومة القيم حتى تنجح كل مشاريعنا القومية لأنه بإصلاح القيم ستُبنى الأخلاق وتعزز وسنجد الجميع يتقن عمله ويراعى ضميره وستختفى كل السلبيات التى نعانى منها فى كل مكان وسينهض هذا المجتمع ويرتقى بحب أبنائه له وبعملهم, فقد أصبحنا بكل أسف أسوأ سفراء لديننا وتعاليمه السمحة الراقية التى تحث على الفضيلة وإتقان العمل وحسن التعامل مع الآخر والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد لخص النبى صلى الله عليه وسلم رسالته فى قوله: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
الانحدار باللغة
• وأنت أستاذ أدب ونقد إلى أى مدى تحمِّل وسائل الإعلام مسئولية الانحدار باللغة العربية على الشاشات المختلفة؟
** فى حقيقة الأمر الانحدار باللغة العربية مشكلة كبيرة لا يمكن أن تتحملها مؤسسة واحدة فهذه المشكلة توزع على كثير من الأطراف، بداية من الأسرة التى نبت فيها هذا الإعلامى, فحينما تبنى الأخلاق والقيم وتربى أبناءها على حب اللغة والافتخار بها وتؤسس بشكل صحيح تنتج إعلاميا ناجحا وعلى خلق يؤثر فى غيره بشكل إيجابى، كما أن للمدرسة دورا لا يستهان به فى تعزيز اللغة العربية والارتقاء بها فالأسر للأسف الشديد تتسابق فى تعليم أبنائها اللغات الأجنبية ولا تعير العربية أدنى اهتمام وهذا ما جعل أبناءنا يعانون الضعف الشديد فى اللغة وصارت ألسنتهم أعجمية ولم يعد للغة القرآن رصيد لديهم! ناهيك عن الخطاب الإعلامى المبتذل الذى انحدر باللغة انحدارا لا مثيل له، فكل هذا بالطبع جعل اللغة العربية لغة القرآن الكريم غريبة بين أهلها وهذه هى الطامة الكبرى.
• هل تتفق مع من يطالبون بعمل قاموس للغة العامية، وهل فى ذلك خطورة على لغة القرآن الكريم؟
** هذه دعوة قديمة متجددة الهدف منها أن يكون للعامية شأن، حتى وصل الأمر الى استبدال الحروف العربية باللاتينية لكن هذه الدعوة تمثل خطورة بالغة على اللغة العربية لأنه مع مرور الوقت اذا ما تم إقرارها والاعتراف بها وصارت لها مؤسساتها وكيان سننفصم مع مضى الوقت عن لغتنا الفصحى، فإذا كنا نصر على العربية رغم انه أصبح بيننا وبينها انفصام الآن، فما بالنا حينما تعطى للعامية دورا وقيمة بدلا من الفصحى؟! سيأتى زمن بلاشك ينعزل فيه الناس عن الفصحى وستصير بالتبعية لغة كتب ومعاجم، واذا ما حدث هذا لا قدر الله سيكون هذا أول انفصام عن القرآن الكريم سننعزل عن دستورنا ولن نستطيع فهمه!
لذا أسأل من يتبنى هذه الدعوات: ماذا فى اللغة العربية من صعوبة حتى تدعون الى العامية؟ فالعربية هى أيسر اللغات التى تستطيع أن تكيف نفسها مع العصر ومع الزمن ومع الاسلوب ومع المجتمع الموجودة به، كما أنها أكثر اللغات مرونة وتنوعا فى المفاهيم والألفاظ والتعبيرات وهذا يمثل ثراء لها وتميزا كما أنها لغة اشتقاقية.
*لكن البعض يتهمها بالجمود والصعوبة؟
** هذا اتهام باطل شكلا وموضوعا وفى غير محله، فالصعوبة من وجهة نظرى فى الابتعاد عنها، فالاطفال فى رياض الأطفال وفى مراحل التعليم الأولى لا يعرفون عن العربية ما يعرفونه عن اللغات الأجنبية الأخرى مع كل أسف، فكيف بهذا الطفل يحب العربية ويتقنها وهى على الهامش بالنسبة له وسيصير بعد ذلك بلاشك أعجميا لأنه لم يتعلم العربية ولم يعرفها كما ينبغى سواء فى أسرته التى تتحدث معه دائما باللغة الأجنبية ليتقنها، لذا صارت العربية غريبة بين أبنائنا وأى غريب لابد أن يكون صعبا، فلو جعلناها لغة حياة كما كان حالها فى الماضى لم تعد صعبة ولم يشكو أحد منها.
انقلاب الموازين
• للأسف الشديد لم تعد اللغة العربية غريبة فقط بين أبنائها فقد أصبحت النظرة لها نظرة متدنية، فما السبب فى انقلاب الموازيين بهذا الشكل؟
** هذه هى الحقيقة المُرة، فالأمة العربية تعيش حالة من التخلف والانحدار الحضارى لم تشهده من قبل، وفى حالة التخلف هذه أصبحنا نقتات من الغرب أغلب الأشياء فصارت كل المنتجات أجنبية وافدة إلينا وقد ترتب على ذلك الشعور بالدونية وصرنا منبهرين بالحضارة الغربية لغة وثقافة وكل شئ، لذا اصبحنا ننظر الى اللغات الأجنبية نظرة إجلال وتقدير ونحرص على الاقتراب من اهلها، فتعلمنا لغتهم وتخلينا عن لغتنا العربية! فهذا من منتجات الغزو الفكرى والثقافى للمجتمعات الاسلامية، فبعد أن كان الغزو بالسلاح تطور وأصبح بالكتاب، فكنا نرد على الكتاب بكتاب آخر لكن اليوم صار كل شئ مفتوح ومباح وصار العالم كله منفتحا على بعضه ووسائل الغزو لا حصر لها ومحاولات الاستقطاب غير محدودة، فصرنا سوقا رائجا لكل ما هو غربى يفعل بنا ما يشاء وكيف يشاء! لذا ظهر الإلحاد بصورة غير مسبوقة بين الشباب العربى فى الآونة الأخيرة لأن آليات التشكيك فى الدين والثوابت لا تنتهى وهناك مخططات تنفذ بحذافيرها لفصل الشباب المسلم عن دينه فأخطر شئ يواجهه المجتمع المصرى الآن هذه الموجة من الإلحاد فهو أخطر من الإرهاب من وجهة نظرى لأن المتطرف دينيا أو الإرهابى يكشف عن نفسه سريعا سواء بأفكاره أو بتصرفاته، كما أنه يمكننا أن نعيده للطريق الصحيح، أما الملحد فلا يكشف عن نفسه، فمن الممكن أن تجد ملحدا فى أى أسرة وهى لا تعرف عنه شيئا ويظل على إلحاده فترة من الزمن لأنه غير معروف وغير مرتبط بأى قيمة.
محاورة الملحد
• مشكلة الملحد أنه لا يصلح أى شخص لمحاورته حتى بعض علماء الشريعة يعجزون عن ذلك فكيف نستطيع تقييد الإلحاد ونحن لا نمتلك الأدوات؟
** هذه حقيقة فمحاورة الملحد شئ ليس باليسير, والأزهر أول من تنبَّه لوجود موجة الإلحاد فى مجتعنا، لذا أقام ندوات حول الإلحاد وكان تركيزها حول توجيه الرأى العام حول خطر الإلحاد, وصحيح أن الملحد يحتاج شخصا ذا مواصفات خاصة حتى ينجح فى محاورته ورده عن أفكاره التى يتبناها، فهو يحتاج لمحاور لديه قدرة على الاستدراج ولديه الأدلة والبراهين العلمية أكثر من النظرية والخطاب العقلانى، بمعنى السير معه فى نفس الخط وصولا الى الحقيقة التى تنقض كل أفكاره، فهو على سبيل المثال يتشكك فى وجود الله، لذا قمنا بتنظيم ندوة تحت “حقائق العلم فى مواجهة الإلحاد” كان المحاضر فيها أستاذ بكلية الطب وساق الأدلة العلمية التى بفرضياتها تنتهى الى أن وراءها إله قادر مقتدر، فالأزهر فطن الى هذا ويبذل جهدا كبيرا فى التصدى لهذه الموجة العاتية من الإلحاد.
مواجهة الشائعات
• تعد جامعة الأزهر من أكثر الجامعات التى تتعرض للشائعات، فهل لدى الجامعة استراتيجية للمواجهة؟
** مصر بكل مؤسساتها تتعرض لكل ألوان وأنواع الشائعات، المقصود منها تقويض الهمم ومحاولة زعزعة الثقة، وباعتبار ان الازهر من أكبر القوى الناعمة لمصر فى الداخل والخارج فله نصيب كبير من هذه الشائعات, لذا المقصود من الشائعات ضرب المؤسسة التى هى احدى مؤسسات الوطن الصلبة لإسقاط الوطن بالكامل فلا يمر يوم إلا وتجد شائعة حول الازهر، لذا أرى سرعة الرد على الشائعات مع الشفافية الشديدة وتقديم ما ينفى ما يقال، وهذا ما يقوم به المركز الاعلامى، لكن ترك الشائعة اياما دون الرد عليها هذا ما يساعد على ترسيخ واستقرارها بين الناس، لذا اى رد بعد ذلك غير مجدى لان وراء هذه الشائعات منهجية ومخطط ينفق عليه آلاف الجنيهات لفقدان الثقة فى كل شئ.
المنع من الكلام
• هل من تفسير لقرار رئيس الجامعة بمنع الأساتذة من الحديث فى وسائل الاعلام المختلفة إلا بعد الحصول على تصريح رسمى من الجامعة، فإن لم نأخذ العلم عن علماء الأزهر المعتدلين فمن من نأخذه؟
** أولا أن كلمة منع هذه تم فهمها خطأً لأن أى مؤسسة من مؤسسات الدولة ومن بينها الأزهر الشريف لا يصح لأحد أن يتكلم عن مؤسسته الا بموافقة المؤسسة التى ينتمى اليها حتى لا يتسبب فى إلحاق الضرر بها، وصحيح أن للأزهر خصوصية تختلف عن باقى مؤسسات الدولة، فالناس تتلقى عنه الفتاوى والآراء الفقهية المختلفة والعلم فيما تجهله، لكن السؤال المطروح ان الذى يسمح له بالحديث فى وسائل الإعلام المختلفة لابد أن يعى المسئولية الملقاة على عاتقه، لأن الذى يخرج على الناس ويرتكب خطأ غير مقصود تنقلب الدنيا كلها على المؤسسة ككل ولا يحاسب الشخص الذى خرج منه هذا الكلام، وقد شاهدنا ذلك فى حالات كثيرة وتم تحميل الأزهر أخطاء هؤلاء لأن البعض يفتقد المواءمة المطلوبة بين الواقع الموجود والفتوى فقد يفتى فتوى بعيدا عن الواقع المعاش فيحدث لغطا وجدلا كثيرا داخل المجتمع، رغم ان الاسلام هو دين الحياة المتجدد، لكن حينما يخرج علينا شخص بفتوى غريبة موجودة لدى العلماء القدامى لأسباب تتعلق بهم وبظروفهم لكنها لم تعد توائم العصر الحالى توجه السهام للطعن فى الاسلام وفى الأزهر الشريف، لذا وجب على مؤسسة الأزهر أن تنتقى من يخاطب الرأى العام، فالأزهر اليوم يدفع ثمن أخطاء فتاوى لأناس لم يسقطوا الفتوى على الواقع وجاءوا بآراء قديمة وشاذة وطرحوها على الرأى العام، وكان من أشهر هذه الفتاوى، إرضاع الكبير التى قلبت الدنيا رأسا على عقب ونالت من الأزهر ما نالت منه، فهذه مسائل افتراضية فى الفقه لكن تم طرحها على الناس وأحدثت حالة من البلبلة داخل المجتمع، لذا انتقاء الأزهر جامع وجامعة لمن يتحدث للناس عبر وسائل الاعلام المختلفة قرار صائب حفاظا على هيبة ومكانة الأزهر وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
تنقية التراث
• هذا الحديث حول الفتاوى الشاذة والغريبة يجعلنا نتطرق الى قضية تنقية التراث خاصة أنه يوجد فريقان، فريق يؤكد أن التراث الاسلامى لا يوجد به ما نخجل منه لذا لا يرى ضرورة فى تنقيته، وفريق آخر يطالب بضرورة تنقية التراث من الشوائب والأمور التى لم تعد موجودة فى زماننا، فإلى أى الفريقين تنتمى؟
** بالطبع أنا مع تنقية التراث بكل أشكاله وإعادة النظر فيه، حينما تقرأ رأيا فقهيا فى أحد كتب التراث يقول بأن “من أكل حديدة فى نهار رمضان لا يفطر!” فهذا أمر مستبعد لأن حدوثه صعب، وهذا ما نطلق عليه أامورا افتراضية، لكن العلماء توقعوا إمكانية حدوثها لشخص بعد عشرات السنين، فهذا الامر النادر الحدوث لابد أن يكون له مرجعية وسند فى الفقه الاسلامى حتى لا يُتهم الاسلام بالجمود والقصور، فمن عظمة الاسلام أن به كل الحلول لكل الأمور وكل الأشياء حتى المسائل الافتراضية، فهذا شئ مشرِّف، لكن تحفظى على من يطرح هذه الأمور الافتراضية على الرأى العام، فهذه أمور تثار بين العلماء لأنهم يفهمون المراد والأهداف والمقاصد، لكن عامة الناس لا يفهمون ذلك، لكن وجود هذه الامور فى تراثنا لا يعنى أنه متخلف أو به ما يعيبنا، فالتراث الاسلامى فخر لنا، وكانت هناك مخططات لتشويهه, ففى عصر الدولة العباسية كانت هناك مجموعات ينفق عليها آلاف الجنيهات من قبل اليهود كانت تعمل فى سراديب تحت الأرض من أجل تشويه التراث الاسلامى، مثل كتب الإمام البخارى والإمام مسلم فكانوا يدسون أشياءا ليست من عمل الامام البخارى حتى إن استقرت هذه الأمور فى نفوس المسلمين يأتون بعد ذلك ليطعنوا فيها رغم أنها من وضعهم، وذلك من أجل التشكيك فى كل أحاديث البخارى حتى يفقد الناس الثقة فى الامام البخارى ويتشككون في كل ما جاء فى كتابه رغم ان الحقيقة ان الإمام البخارى برىء تماما من هذا الحديث فقد دس عليه دسا وتم وضعه لإسقاط البخارى حتى لا يبقى للأمة مرجعية فيوجد حديث موجود فى صحيح مسلم يقول أنه جاء على لسان النبى صلى الله عليه وسلم يقول فيه: “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” والمقصود هما عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام “أبو جهل” وكان معروفا عن عمرو بن هشام أنه رجل شاذ وكان أهل مكة يعرفون ذلك جيدا فكيف يدعو النبى بهذه الدعوة، فهذا أمر غير منطقى، فقام اليهود بوضع هذا الحديث فى صحيح مسلم ليفتروا على النبى ويقولون أنه يستعين بشواذ قومه لينصروا دينه ويصير الاسلام دين الشواذ، للطعن فيه فجاء عالم أزهرى وأكد بالادلة والبراهين كذب هذا الحديث، لذا تنقية التراث ليست مسؤلية أى شخص انما هى مهمة العلماء المتخصصين فأنا أطالب بمراجعة كل كتب التراث.
الكتاب الموحد
• موضوع إقرار الجامعة للكتاب الموحد على الكليات المناظرة أحدث حالة من الجدل داخل الجامعة ورفضه الكثير من الأساتذة مبررين ذلك بأنه ضد الإبداع ويقيد حرية الفكر فما تعليقك على ذلك؟
** صحيح أن فكرة الكتاب الموحد أثارت ضجة داخل الجامعة ليس عند الكل لكن لدى البعض، لكن بعد فهم المقصد والهدف اقتنع الجميع بها وأقروها وأنا كنت من أشد المعارضين لفكرة الكتاب الموحد لكن بعد اطلاعى على كتب بعض أعضاء هيئة التدريس ببعض الاقسام أصبت بحالة من الذهول! فبعض الاساتذة لا يلتزمون بالمقرر الذى أقرته الجامعة وآخرون يغالطون فى عدد صفحات الكتاب، وعدد ثالث يقدم البحث الذى تقدم به لترقيته ويقره كمنهج علمى على الطلاب، فكل هذه مخالفات ظهرت امام اللجنة المشكلة لبحث كتب الأساتذة وقد أثر ذلك بالطبع على مستوى الطلاب فى الكليات المختلفة رغم ان اللائحة واحدة والمقررات واحدة لكن لم يلتزم الجميع بالتعليمات والضوابط، فليس من العدل أن يتخرج الطلاب من نفس الكلية وليسوا على نفس المستوى العلمى.
والجزء الآخر يتعلق بالجودة، فمن أهم قواعد منح الكليات شهادة الجودة ان يكون هناك كتاب موحد بضوابط علمية معينة لان الكليات التى لن تحصل على الجودة سيتم اغلاقها وسيتوقف التحاق الطلاب بها، فكان لابد من إقرار الكتاب الموحد لصالح الطالب وصالح العملية التعليمية، أما من يبحثون عن الإبداع والتميز العلمى والأدبى فقد أعلن رئيس الجامعة عن مبادرة الألف كتاب بحيث يعطى الأساتذة الفرصة الكاملة للكتابة كما يشاءون على أن تساعدهم الجامعة فى النشر والطباعة بشتى الطرق، فنحن بصدد هيكلة هذه المبادرة لخروجها للنور قريبا بعد وتوضيح ملامحها.