كتب- مصطفى ياسين:
نجحت الجهود النسائية اليمنية فى حل مشكلة إنسانية استمرت أكثر من 5 سنوات، ففي بادرة حسن نوايا من آل هذال، في محافظة مأرب، من أرض مملكة سبأ والملكة بلقيس، تم إعادة الطفلين فؤاد وفتحي المطهر، من محافظة تعز وتسليمهما لوالدتهما.
في خطوة إيجابية تدل على أصالة مأرب الحضارة ومكانة المرأة اليمنية التاريخية في هذه المحافظة وتمسّكها بالعادات والتقاليد الأصلية التي تؤمن بأهمية المرأة حيث توِّجت جهود ليلى لطف الثور، بالنجاح لحل قضية الطفلين وذلك عبر التجاوب الرائع لأسرة آل هذال، ممثلة بالشيخ ناجي هذال، الذي بادر بإرجاع الطفلين “فؤاد وفتحي المطهر” وتسليمهما لوالدتهما إكراما بحضورها إليهم مع سفيرة السلام “ليلى الثور” إلى منزل آل هذال طلبا لاستعادتهما.
قال الشيخ ناجي هذال: إننا نأسف لما حدث وقد أعدنا الأطفال لوالدتهما دون قيد أو شرط أو فدية كما يزعم البعض، فنحن أسرة عريقة لها تاريخها الذي يشهد له الجميع، ونؤكد بأن هدفنا لم ولن يكون إلا الدفاع عن حقنا، والذي للأسف لم نجد من ينصفنا أو يعمل على التقريب بيننا وبين آل المطهر، رغم محاولاتنا المستمرة حتى الآن للقيام بذلك.
أضاف: وعليه فإننا نمد أيدينا لأسرة آل المطهر لحل هذه القضية بشكل نهائي يرضي الجميع ونشكر “ليلى الثور” على جهودها في تقريب وجهات النظر فيما بيننا، ودورها الكبير في إعادة الطفلين لوالدتهما، وأيضا ما تقوم به حاليا من وساطة لحل مشكلة الأرض أساس الخلاف.
وتقدمت “ليلى الثور” بالشكر للشيخ ناجي هذال وكل أفراد أسرته على هذه المبادرة الطيبة وتجاوبهم المباشر معها لإعادة الطفلين، إلى أسرتهما إكراما لوجودها هي ووالدتهما كنساء في حل القضية بل وإعطاء الأطفال هدية “سيارة صالون ومبلغ مالي” كونهم يعتبرونهما جزءا من الاسرة الآن، والذي ينم عن أصالة وعراقة عادات وتقاليد وأعراف بلادنا الأصيلة التي تكرم وترفع من مكانة المرأة على مر التاريخ والتي لا يزال يتمسك بها أهل محافظة مأرب بشكل خاص.
أضافت: كنت على يقين عند مجيئي من أرض الكنانة إلى أرض الحضارة أرض بلقيس وأرض الحكمة، بأننا سنجد حلا لهذه القضية من داخل هذه الأرض الطيبة، فمنذ تدخلي في القضية قبل ما يقارب 5 أشهر وجدت تجاوبا كبيرا من قبل الأسرتين لحل قضية الأرض سبب الخلاف بينهم، وهذا من أهم أسباب النجاح.
كما أنني أشكر آل هذال، على تجاوبهم وموقفهم الإيجابي في الإفراج عن الطفلين دون قيد أو شرط كبادرة بل وإعطاء الطفلين ووالدتهما هدية ومبلغ مالي كونهم يعتبرون الأطفال جزءا من أسرتهم حاليا، وكبادرة حسن نوايا لآل المطهر للإقدام على حل القضية الأساسية محل الخلاف، وإنني ادعو من هنا آل المطهر بمد أيديهم لحل المشكلة بشكل جذري كما فعل آل هذال والتجاوب مع هذه المبادرة الطيبة.
تعتبر هذه القضية هي أحد أكبر قضايا الرأي العام في اليمن منذ العام ٢٠١٤ والذي تدخلت فيه العديد من الشخصيات والمنظمات مشكورين بهدف حل القضية التي أدت إلى نزاع وسقوط جرحى وقتلى واختطاف رغم لجوء الطرفين للقضاء الذي يعتبر مثالا حيا على أن فشل القضاء في حل قضايا الناس يؤدي دوما إلى تحويل أي نزاع إلى صراع مسلح عوضا عن العمل على تقريب الفرقاء وإنهاء القضايا بشكل يضمن حق وسلامة الجميع.