كتب- محمد الساعاتى
حرص د. محمد حامد إبراهيم- وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة الشرقية- على إلقاء درس العصر بمسجد الإمام د. عبدالحليم محمود- شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله- بالسلام مركز بلبيس شرقية، فقال: تدور الأيام دورتها، وتتوالى الشهور، ويهل علينا هلال أفضل الشهور على الاطلاق وهو شهر رمضان، وكلما أقبل هذا الشهر الكريم استقبله المسلمون بالفرح والسرور، والبشر والحبور، يرجون فيه رحمة العزيز الغفور، فهو منحة ربانية، وعطية إلهية، تُضاعف فيه الحسنات ويعظم الثواب، ويغدق الله على عباده النفحات، ويفتح لهم أبوابًا من الخير والمغفرة، وتفتح فيه أبواب الجنة فلا يغلق منها باب، وتغلق فيه أبواب النار فلا يفتح منها باب، وتغل فيه الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل- فهذا أوانك- ويا باغي الشر أقصر- فلا مكان لك في هذه الأيام الطيبة- فيقبل أهل الإيمان على ربهم.
أضاف: ورمضان هو شهرُ الانتصارات والفتوحات، إذ منَّ الله تعالى فيه على الأمة الإسلامية بالنصر على أعدائها في المعارك التي خاضتها قديمًا وحديثًا، منذ عصر النبوة إلى عصرنا الحاضر، وفي ذلك دلالة على أن رمضان ليس شهر تكاسل وتقاعس؛ بل هو شهر جد واجتهاد ونشاطٍ وإقبالٍ على كل ما يرضي الله تعالى.
ففي رمضان نصر الله المؤمنين ببدر وهم قلة في العدد والعدة، حيث يقول سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران 123: 126].
وفيه كان فتح مكة الذي ضرب فيه النبي أروع المثل حين قال لأهل مكة: يا أهل مكة، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال النبي: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وفيه كان توفيق الله لقواتنا المسلحة الباسلة في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م، وجاء هذا النصر بعد مقدمات من العمل والكفاح وبشريات بالتأييد والفتح، ومن هذه البشريات أن شيخ الإسلام د. عبدالحليم محمود كان يخطب الجمعة قبيل بدأ المعركة من فوق المنبر فرأى أحد الجنود يدخل الجامع الأزهر بزيّه العسكري بالجامع الأزهر الشريف، فقطع الإمام خطبته وخاطب الجندي بهذه الكلمات: تكبّرون، تعبرون، تنصرون، ثلاث مرات ثم استكمل خطبته وتوالت البشريات بالنصر.