في سبعينيات القرن الماضي أذاعت الإذاعة المصرية، مسلسلاً مع بداية شهر رمضان، يحمل اسم (سُها هانم رقصت علي السلالم) لفؤاد المهندس وشويكار، وما أن سمع الناس الحلقة الأولي حتي ارتجت أرض مصر- رجالا ونساءً، ساسة ونواب مجلس الشعب- لما يحمله المسلسل من بذاءات وإيحاءات مُخلَّة، وكان صوت شويكار في مقدمة المسلسل كفيل بضياع ثواب صيام رمضان لكل من سمعه، كما وصفه الشيخ كشك- رحمه الل-ه في ذلك الوقت بأن صوتها يُنقض الوضوء!
لم تجد الحكومة مفرّاً من الهجمة الشرسة التي ارتجت لها جدران مجلس الشعب، إلا أن يعلن المرحوم عبدالمنعم الصاوي- وزير الإعلام وقتها- توقف إذاعة المسلسل.
وفي أواخر القرن الماضي عرض التلفزيون المصري مسلسل (العائلة) والذى حمل مشهدا ينفي فيه أحد ثوابت الإسلام، وهنا انتفض الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق- شيخ الأزهر- وأصدر بيانا شديد اللهجة محذرا فيه الدولة من الفجور في العداء لدين الله.
وجرت اتصالات علي أعلى المستويات بين الأزهر ومؤسسه الرئاسة، الأمر الذى دفع الدولة إلي تصوير مشهد جديد يعالج ما عرض في الحلقة السابقة، وتم بالفعل تصوير المشهد وعرضه في اليوم التالي مباشرةً.
والآن في هذا الزمن- تعرض الفضائيات الخاصة- العديد من المسلسلات والبرامج الهابطة، التي تهدف إلي الهبوط بالذوق العام إلي أدني مستويات الانحطاط، مسلسلات وبرامج تُعرض في شهر رمضان ولا تراعي شهر رمضان، شهر العبادة، شهر الصوم، شهر التراويح!
صنَّاع هذه المسلسلات عزموا علي صرف الناس عن روح هذا الشهر الكريم، بالإيحاءات الجنسية المُسِفَّة والألفاظ الخارجة والمخلّة.
وكأن صناع هذا الفن الهابط، أو نقول: (الفن المأجور) يحاولون الوقوف ضد شرع الله وأخلاق القرآن ونهج رسول الله والفضائل والمُثل، وصد الشباب عن منهج الخالق سبحانه وتعالي؟!
الغريب في الأمر أنه لم يُحرِّك هذا الفجور ساكناً! لم يتحرك عضو واحد بمجلس الشعب، منادياً بوقف هذا النهر النتن الذى يغرق فيه شباب وبيوت مصر!
لم يتحرك مسؤول بالأوقاف ضد هذا الضياع لشبابنا، وصرفهم عن منهج الله، وكأن هذا الأمر لا يعني خطباء الأوقاف من قريب أو بعيد! حتي لم يلمزوا بكلمة ضد هذه السفاهات والتفاهات والسفالات! وكأنهم يقولون أن الدولة تنتهج هذا المنهج وليس من المقبول أن نعاديها، أو أن نكشف عورات هذا الفجور!
والأجمل: أن نهض الشباب والرجال والنساء علي وسائل التواصل الاجتماعي ليهاجموا من هاجم الله ويكيل الكيل لمن يهوّن عليهم روح الشهر العظيم، ويُسفِّهون من يحاول أن يضيّع علينا عبادة قلَّما تحدث خلال أيام السنة!
نهض الشباب الذى أُريد له أن يغترب عن دينه، يعلن لهؤلاء الفجرة أن دين الله باق، ومنهج رسوله حي في قلوبهم وسلوكهم، وإذا جَبُن الرجال فها نحن الشباب.