شاء الله تعالى أن أحضر المسابقة القرآنية “مزمار الوافدين” التي تنظمها جمعية “سفراء الهداية” وشعارها “خدمة طالب العلم شرف لنا” حيث تستضيف الجمعية عدد 105 طالب ،و68 طالبة، و 62 أسرة وافدة بالقاهرة ،و90 طالبا بكلية القرآن الكريم بطنطا.
حددت الجمعية هدفها منذ إشهارها بوزارة التضامن الاجتماعي برقم 7287 لسنة 2008 لرعاية طلاب الأزهر الوافدين وتعمل على دعم ومشاركة الأزهر في تزويد العالم الإسلامي بالدعاة والعلماء تحت مظلة بروتوكول تنفيذي يحدد مجريات العلاقة مع مؤسسة الأزهر من خلال تحقيق الريادة في الرعاية التربوية والإنسانية للوافدين.
أعلنت الجمعية من بدايتها أن رسالتها بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة للطلبة وتأهيلهم ليكونوا سفراء للهداية في بلدانهم والاهتمام بالمتميزين منهم، مع التسلح بقيم: الأمانة والصدق والمسئولية والشفافية والنزاهة واحترام كرامة الإنسان والالتزام بالقوانين والقواعد المحلية.
شاهدت مستويات متميزة في حفظ القرآن بأصوات رائعة كلها خشوع وجمال، وتولت التحكيم لجنة محايدة من علماء القراءات وخبراء المقامات والإنشاد الديني التي وقفت كثيرا مذهولة بقوة وجمال أداء الوافدين والوافدات- من مختلف المراحل العمرية- وكأني أرى عمليا الترجمة الحقيقية لقول الله تعالى “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع آخرين”.
للأسف ينشغل إعلام الدول العربية بمسلسلات وأفلام تستهدف تفريغ الصيام من معانيه حتى يصبح مجرد امتناع عن الطعام والشراب فقط مع النوم نهارا والسهر ليلا دون أي مراعاة للأخلاق! حتى رأينا خيام الإفطار والسحور والراقص، والسهرات الغنائية التي تحارب كل ما يدعو إليه الإسلام!
تعجبت من تنافسنا في تعليم أطفالنا الغناء والرقص والألعاب ونفرح كثيرا بهذا حتى أننا إذا سألنا أولادنا وبناتنا عن القدوة بالنسبة لهم؟ لقالوا: المغني فلان، والمغنية أو الراقصة فلانة، أو اللاعب فلان! والهدف الرئيسي الشهرة والمال، ونادرا ما نجد طفلا أو شابا يقول أن مثله الأعلى العالم فلان- أيا كان تخصصه وليس الدين فقط- علي النقيض وجدنا الوافدين الأوزبك يضعون برنامجا لتحفيظ الأطفال في 90 يوما ويتم تطبيقه عمليا، كم رأينا أعاجم يحفظون القرآن بأحكامه دون أن يعرفوا كلمة عربية واحدة، اللهم لا تجعلنا ممن قلت فيهم: “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم”.