هناك بعض الأسئلة المتكررة والخاصة بالنساء في شهر رمضان ومنها السؤال الخاص بأخذ الحبوب لمنع نزول الدورة الشهرية حتى يتسنى لها الصيام ولا تفطر، ولهذه أقول لماذا تتعمدي أذى نفسك والله غني عن أن نعذب انفسنا فالدورة أو (الحيض ) دم فاسد وقد اخبرنا الله العليم بهذا (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى) وكتم نزوله يحمل كتم الأذى بالجسم ففيه ضرر والرسول يقول: «لا ضرر ولا ضرار» هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء. يزيد على هذا ما نشاهده بالتجربة من اضطراب الجسم والرحم والدورة طوال الشهر فينزل على كثير منهن الدم متقطعا قبضات ونقط منذ تبدأ في أيام الدورة وحتى نهاية الشهر فلا تعرف المرأة هل هي على طهر أم لا؟ وهل صيامها صحيح وصلاتها ام لا؟ وهل عليها قضاء أم لا؟ وتظل في حيرة حتى تقضي ما تشك فيه ولا تطمئن لصحته من صيام وصلاة وغالبا ما يكون ضعف ما كانت ستقضيه بدون تناول الحبوب، ولذا أرى أن على المرأة أن تبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، لذا فعلى النساء ألا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم والله قد جعل لها فسحة في ذلك ويتقبل منها قضاء ما فاتها بعذر ويعطيها نفس الثواب غير منقوص. وهناك بعض النساء والفتيات حديثات البلوغ إذا حاضت في شهر رمضان تصوم ولا تفطر خجلا من أن يعلم أحد بحيضتها أو يظن بها السوء وأنها لا تصوم، ولكنها بعد انتهاء شهر رمضان تصوم أياماً مكان الأيام التي حاضتها، ولهذه أقول لماذا تعذبين نفسك ولا تأخذين بالرخصة وتيسري أمرك؟ فصومك وانت حائض لا يصح، ولا يجوز لك فعله، وأيام صومك هذه لا فائدة منها فهي كمن يصلي بلا طهارة، فالمرأة إذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها ولكن عليها أن تستتر في اكلها وشربها حتى لا تضع نفسها موضع الشبهة ، وعلى المجتمع والمحيطين بالنساء أن يتفهموا أن المرأة لها ظروفها الخاصة وأن يحسنوا الظن بالناس ونذكرهم بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ…)).