فى مثل هذا اليوم من أيام رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة التقى فى «بدر » جمع من المؤمنين وهم قلة، وجمع من الكافرين وهم كثرة، فكان نصر الله للمؤمنين – رغم قلتهم – معجزة كبرى وآية عظمي.
ورغم أن المسلمين كانوا قلة فى العدد والعتاد، إلا أنهم كانوا يحملون سلاحاً من أخطر الأسلحة التى غفل عنها الكافرون، كانت معهم قوة معنوية عالية، لو استعرضوا بها البحر ليخوضوه لخاضوه دون خوف أو وجل.
ولكانت معهم إلى جانب ذلك قوة الله التى لا تقهر، ومن كان الله معه فالنصر حليفه لا محالة.
استشار النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه ليتأكد من روحهم المعنوية فقالوا كلاماً كله إيمان وثقة وشجاعة وبطولة «امض يا رسول الله لما أمرك الله، والله لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، إنالصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله .»
إلى جانب هذه القوة الهائلة فى أصحاب رسول الله كانت قوة الله الذى سخر الأرض والسماء لخدمتهم وأرسل إليهم الملائكة يثبتون قلوبهم.. واجتهد النبى صلى الله عليه وسلم فى الدعاء ان ينجز الله له وعده.
هذا هو السلاح الذى خاض به النبى صلى الله عليه وسلم معركة «بدر الكبري » وهو سلاح متكامل قوامه الاستعداد المادى والتسلح المعنوى والاتصال بالله تعالى عن طريق الإيمان العميق والعمل الصالح فكان النصر من الله تعالي.
وإذا كانت المعركة بين الإيمان والكفر والحق والباطل لا تنقطع ما دامت هناك حياة، فعلى أهل الحق ان يتسلحوا بما تسلح به رسول الله وأصحابه فى معاركهم الأولى وألا تصرفهم كثرة نوع السلاح عن طلب الأنواع الأخرى وهى سلاح الروح العالية والصلة القوية بالله تعالي.
إن العالم الإسلامى يعيش اليوم معارك ضارية يشنها تجار الحروب ومصاصو الدماء فى كل الميادين السياسية والحربية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والدينية، ولكل معركة سلاحها الرهيب والمتطور..
فعلينا ان نستيقظ حتى لا نؤخذ على غرة وان نتسلح بما استطعنا من قوة مع التركيز على سلاح الحق والإيمان فهما أقوى الأسلحة حتى يسدد الله خطانا على طريق الحق والصواب.
وختاماً:
قال تعالي: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يحزنكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده »
صدق الله العظيم آل عمران 160