في إطار الدور التوعوي والعمل على إذكاء الروح الإيمانية والوطنية ، ونشر الوعي الديني والمجتمعي احتفلت وزارة الأوقاف يوم الجمعة ١٩رمضان ١٤40هـ الموافق ٢٤ مايو ٢٠١9م بفتح مكة بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) عقب صلاة التراويح ، بحضور الشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني ، و الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات الوزارة ، والسادة الأئمة ، وجمع غفير من المصلين.
وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة أننا نعيش في رحاب أيام وليالي عظيمة في شهر رمضان ، احتفلنا بيوم بدر ، واليوم نحتفي بفتح مكة ، وفي غضون العشر الأواخر من رمضان تحتفل الدولة المصرية بليلة القدر وتكريم حفظة القرآن الكريم ، مما يؤكد أننا عند كل مناسبة دينية نقف معها لنعظم شعائر الله تعالى ، ونعمل على نشر صحيح الإسلام ، وذلك في مواجهة الإفراط والتفريط والغلو والتقصير ، مبينا معاليه أن رمضان شهر القرآن ، وعندما تحدثت السيدة عائشة (رضي الله تعالى عنها) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت : كان خلقه القرآن ، ووصفته قائلة : كان قرآنا يمشي على الأرض.
كما أوضح أننا يجب أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) , ومن أهمها : فضل التسامح ، مستشهدا بما فعله النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهل مكة عندما دخلها فاتحا منتصرا ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تحمل من أهل مكة ما لم يتحمله أحد ، وعندما تمكن منهم جميعهم قال لهم : ” ما تظنون أني فاعل بكم ؟، قالوا : خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم”، فقال (صلى الله عليه وسلم) قولته المشهورة : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها ، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) حريصا على حقن الدماء والسلم والتسامح ، مؤكدا أن هذه الرحمة هي التي سمَت بالرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات ، فديننا دين الأخلاق والمكارم ، ولنا في النبي (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة لقوله صلى الله عليه وسلم :” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وفي سياق متصل أكد وزير الأوقاف أننا مقبلون على العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) علمنا أن نلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر والتي تبدأ بهذه الليلة المباركة ، لذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله بالقيام والذكر والدعاء ، وأيقظ أهله للعبادة ، فحثهم على الاجتهاد في الطاعة و العبادة.
وفي نهاية كلمته أكد أننا لا بد أن نعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة ، فالتطرف والإرهاب الذي ترتكبه بعض الجماعات هو عبارة عن قراءة خاطئة للنصوص الدينية ، وهذا يتطلب منا ضرورة المواصلة في قراءة جديدة للتراث بفهم مستنير ، والهدف منه فهم حقيقة هذا الدين السمح الذي لا غلو فيه ولا جمود .