طـــارق عبــدالله
جامع سادات قريش، هو أقدم وأول مسجد بني في مصر بمدينة بلبيس، وهو من أهم المعالم الإسلامية البارزة، بل يعتبر الـ15 فى الترتيب على مستوى العالم، ومن أهم المعالم الإسلامية البارزة.
أطلق عليه هذا الاسم تكريماً لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر، حيث استشهد من جيش المسلمين 250 صحابياً وتابعياً ممن ينتسبون إلى قبيلة قريش التى ولد فيها الرسول، ودُفنوا فيه.
جاء بناؤه بعد الفتح الإسلامى لها، ليكون أول مسجد يتم بناؤه ليس في مصر فحسب بل في إفريقيا كذلك.
المسجد تم بناؤه على يد عمرو بن العاص سنة 18 هـ، وتم ترميمه فى العصر العباسى فى عهد الخليفة المأمون وأطلق عليه جامع المأمون.
تبلغ مساحته نحو 3 آلاف متر مربع، ويحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، ويأتي “سادات قريش” في المركز الـ 15 فى الترتيب على مستوى العالم، باعتباره من أهم المعالم الإسلامية.
قبل الفتح الإسلامى كان يوجد 10 آلاف قبطى فى بلبيس وأرسل الأنبا بنيامين إلى عمرو بن العاص فى الشام يستنجد به بعد أن قتل الرومان 36 ألف قبطى فى الإسكندرية، وبالفعل حضر عمرو بن العاص لمصر، وكانت بداية الفتح هى مدينة بلبيس، ومر بقرية بنى عايد التى سميت «الكتيبة» الآن، ودارت بها معارك حربية، حتى وصل عمرو بن العاص لمكان مسجد السادات حاليا ودارت المعركة مع الرومان، وسميت معركة بلبيس، وعقب انتهاء هذه المعركة تم بناء المسجد فى السنة الـ18 من الهجرة فى العام الأول من الفتح الإسلامى؛ واشترك فى تحديد القبلة 25صحابيا، وتعتبر القبلة الرئيسية فى مصر وأقدم قبلة بعد المساجد الـ3 المسجد الحرام والأقصى وقباء ويعتبر مسجد السادات أول مسجد بنى فى قارة أفريقيا.
تم تجديد هذا المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة سنة 102 هـ، وفي العصر الحديث كاد المسجد الأثر الإسلامى, أن ينهار بعد إهماله، وقام الباعة الجائلون بتشويه جدرانه ذات الطراز المعمارى, إلى أن قام أحد رجال الأعمال بتطويره على نفقته الخاصة، ويتوافد عليه الآلاف من أبناء مركز بلبيس لأداء الصلاة فيه فى شهر رمضان الكريم.