الإيمان يهذِّب السلوك الإنساني، ويقيم قواعد العدل، ويقضي على الشر والفساد، ويربط القلوب برباط المحبة والرحمة والمودة، ومتى وُجد الإيمان وُجد الأمن النفسي في حياة الفرد، والمجتمع.
والأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وهي الحصن الحصين لوقاية أفراده من الجرائم بأنواعها، فإذا كان هذا الحصن قوياً ومتماسكاً كان المجتمع فاضلاً نقياً من الشوائب.
ولذا جاء التأكيد على تربية الأولاد، والعناية بهم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]، وقال- صلى الله عليه وسلم-: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)؛ وقال أيضاً: (ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن)؛ فالأسرة إذا أحسنت في أداء رسالتها تجاه أبنائها فإنها تساهم في تكوين مجتمع فاضل بعيد عن الانحرافات والميل إلى الإجرام والإرهاب، وأما إذا أهملت الأسرة أبناءها فإنها تدفعهم من حيث لا تشعر إلى هاوية الغلو والانحراف والإرهاب.
وإذا تعاون البيت والمدرسة على رعاية الأبناء ومتابعتهم تحقق الخير لهم ولأسرهم وللمجتمع، ولعل من أهم ما يقوم به الوالدان والمدرسة ما يأتي:
(1) غرس الإسلام الوسطي، وتحذيرهم من الأفكار الوافدة والدعوات المضلِّلة.
(2) حماية الأبناء من الأفكار الدخيلة التي تتلون بألوان مختلفة وتتشكَّل بأهل التكفير والتفجير، وأصحاب الفكر المتشدد البغيض.
(3) تبصيرهم بأخطار السموم التي تبثّها القنوات الفضائية وينشرها الأقزام عبر الإنترنت، وفضح نوياهم الخبيثة لأنهم يريدون تدمير الوطن.
والحمد لله أن قيَّض الله لهذا البلد الجيش البطل, خير اجناد الأرض, الذين تحقق بهم قوله تعالي: (ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) (99) سورة يوسف.