د. عمر هاشم: أحسنوا اسقبال ضيوفنا.. وقدِّموا صورة طيبة لمصر الأزهر والسلام
د. إسلام نصر الأزهري: تمسّكوا بأخلاق النبي.. وابتعدوا عن التعصب
تحقيق: جمال سالم
تشهد مصر يوم الجمعة المقبل- ولمدة شهر- حدثا قارّيا فريدا، وهو استضافتها لكأس الأمم الأفريقية، مما يعد فرصة ذهبية لتأكيد الريادة الأفريقية لمصر، التي تترأس حاليا الاتحاد الأفريقي.
وقد حث الإسلام علي ممارسة الرياضة وتشجيع المفيد منها بشرط ألا يؤدي الي ضرر في الدين أو الجسد، فماذا قال العلماء عن الرياضة ممارسة وتشجيعا؟ وماهي نصائحهم للجمهور المصري ولاعبي المتخب الوطني؟
يؤكد د. أحمد عمر هاشم- عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر- أن الإسلام يحث على ممارسة ومشاهدة الرياضة، سواء كانت ألعابا فردية أو جماعية، لأنها تساعد علي تنمية الجسم وتدريبه وإشغال الوقت وتهذيب السلوك وأخلاقه، وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم، بالاهتمام بما يقوي الجسد ويحفظهُ صحيحاً سليماً، ومن ذلك التربية الرياضية التي تسهم في بناء الجسد بناء سليماً فقال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير”.
وأشار د. هاشم، إلي أن الإسلام حث على ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة، فقد دعا النبي اليها ومارسها بالجري، عندما تسابق مع أم المؤمنين عائشة ،وعندما سبقته مرة وسبقها مرة قل لها “هذه بتلك” وكان صلى الله عليه وسلم يشارك الصحابة في الأعمال البدنية التي تؤدي تقوية للأجساد والمحافظة على سلامتها وذلك أثناء الغزوات، ولهذا فإن حكم الرياضة في الإسلام جائز، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شئ إلا بدليل قطعي وثابت، طالما لا تؤدي الي ضرر في الدين أو الجسم.
أوضح أن الفرق الأفريقية المشاركة في كأس الأمم الأفريقية بمثابة ضيوف لنا ويجب إكرامهم شرعا لأنهم دخلوا بلادنا ضيوفا ولهم حقوق الأمان والإكرام فقال رسول الله: “مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ”.
أخلاق النبوة
وأشار د. إسلام نصر الأزهري- المدرس بكلية أصول الدين طنطا، جامعة الأزهر- إلى القاعدة الشرعية العامة التى أرساها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله “لا ضرر ولا ضرار”، فطالما أن الرياضة ليست ضارة ولا تلهي عن عبادة أو تؤدي لنشر أمر محرم فهي حلال، ولاشك أن الجمهور المصري مطالب شرعا بالتشجيع المثالي والروح الرياضية وتشجيع اللعبة الحلوة كما يقولون، وعدم التعصب المقيت الذي لا يأتي بخير فقال النبي: “إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلا شانه” وقال: “إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه”.
وقال د. الأزهري: إن الإسلام جعل التبسم في وجه الغير صدقة، وهذا التبسم ليس قاصرا على العلاقة بين المسلمين وبعضهم وإنما يمتد إلي الأخوة في الإنسانية والضيوف كنوع من الإكرام وإظهار الألفة فقال صلى الله عليه وسلم “تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ”، وعن عبدالله بن الحارث رضي الله عنه قال: “مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم”.
وأوضح د. الأزهري، أن هذه البطولة الدولية التي يشاهدها الملايين في القارة الأفريقية وخارجها فرصة ذهبية لإظهار سماحة الأديان سواء الإسلام أو المسيحية، وتغيير الصورة السلبية عن الإسلام الذي يروّج لها دعاة الإسلاموفوبيا من أن الإسلام دين الدم والإرهاب ورفض التعايش السلمي مع الآخر، رغم أن اسم الإسلام نفسه مشتق من السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، ودار السلام من أسماء الجنة التي ندعو الله بها، ومصر تحديدا من الأماكن التي ربط الله دخولها بالسلام، فقال تعالى: “وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”.
ودعا د. الأزهري، إلي طباعة منشورات بمختلف اللغات الأفريقية للتعريف بمصر مهد الأديان السماوية التي يتعايش فيها بسلام، المسلمون والمسيحيون منذ الفتح الإسلامي حتى الآن، وهذا أبلغ رد علي دعاة الفتنة الطائفية حيث سيشارك كل المصريين في تشجيع منتخبنا أولا، ثم اللعب النظيف لبقية المنتخبات، فالروح الرياضية يجب أن ينشرها كل المصريين سواء الجماهير في المدرجات أو اللاعبين في الملعب أو النقاد عبر الفضائيات في تحليل المباريات.
وأنهى د. الأزهري كلامه، بدعوة الجماهير واللاعبين إلي التحلي بأخلاق الإسلام من تجنب الشتائم والاحتكاك بالاعتداء على الآخر سواء في الملعب أو المدرجات فهذه هي أخلاق النبي الذي وصفه الله تعالى بقوله “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” ووصف النبي نفسه قائلا “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وقد وصف الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله بأنه لم يكن فاحشا ولا متفحشا، لأنه القائل”إن من أخيركم أحسنكم خُلُقا” ووصفته أم المؤمنين عائشة فقالت: “لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح”.