أقزام يسعون للشُهرة.. على حساب الشوامخ من العلماء
كتب- محمد الساعاتى:
أعرب محمد عبدالرحيم الشعراوى- حفيد الشيخ محمد متولى الشعراوى إمام الدعاة- عن حزنه جراء الحملات المنظَّمة التى يتعرض لها إمام الدعاة ما بين الحين والآخر.
وفى تصريح خاص لـ(عقيدتى) قال حفيد الإمام: إن عداوة إبراهيم عيسى لجدى قديمة، ترجع تفاصيلها إلى منتصف الثمانينيات، حيث كان جدى يقوم بعقد قران فتاة يتيمة فى إحدى قاعات القاهرة، وكان من بين المدعوّين إبراهيم عيسى، الذى ثارعندما وجد البعض يقوم بتقبيل يد مولانا الشعراوى، فراح يكتب مانشيتا عريضا يقول فيه: أنتم تؤلِّهون رأس بوتين العرب!
أضاف حفيد الإمام: ما يحدث ضد جدى كل فترة أصبح متوقعا حدوثه لدى الأسرة، من أجل ذلك لم أندهش ولم أُصدم من زمن يحاك كذب وإفك علي الإمام كأنهم أتوا بما لم يستطعه الأوائل.
فكم تم من اغتيال لأشخاص كثر من الأبرياء بإسم حرية النقد، وكم تتطاول الأقزام على قمم الجبال الشاهقات؟! متناسين أن الإمام الشعراوي هو الذي خاض معارك مع التطرف، ورغم كل ذلك يُتهم بأنه المؤسس للتطرف! وكأننا لم نسمع أنه تعرض لمحاولات اغتيال جراء العداء الذي تبناه في كل غلو في الدين الإسلامي والانحراف في الفكر التكفيري!
ومن منّا ينسي انتفاضة الإمام الشعراوى في مقولته الشهيرة عقب حادث الأقصر الشهير: من يقول عن مصر أنها أمَّة كافرة فذلك تحقيق العلم في أزهرها الشريف؟! وستظل مصر رغم أنف كل حاسد أو حاقد أو مدفوع هنا وخارج مصر.
أضاف الحفيد: الإمام الشعراوى هو الذي تصدي لكل فكر هدَّام بنشر الإسلام السمح يتّهموه وهو فى دار الحق. أي فروسية تنتهجوها في دخول معركة كل أسلحتها باطل وبهتان وإفك؟!
ويؤكد الحفيد أن الإمام ليس شخصا، بل الإمام أمَّة اهتدى علي يديه الكثير، وكل آية من القرآن الكريم، قال فيها خواطره بإعجاز، إعجاز المتمكِّن من مفردات اللغة العربية، الإمام يغوص في كلمات القرآن الكريم ليأتي لنا بكل جوهر نفيس، تكون سببا في معرفة معجزة الإسلام في القرآن. وسيظل نورا يهتدي به الحيران والعالم والطالب والدكتور والقاضي والفلاح والصانع وكل فئات المجتمع المصرى والعربى والإسلامى، مما لقّبوه بـ(إمام الدعاة) و(الإمام المجدد) و(فارس القرآن).
وبنبرة حزن وأسى يقول الحفيد: رغم تاريخ الشيخ الشعراوى المشرِّف أطلَّ علينا من يدَّعون الثقافة والفكر الحر بتطرف الشيخ الشعراوى، ورموه وهو إمام العصر وإمام الأمة الإسلامية بالباطل واتّهموه أنه ضد المرأة!
كيف وإسلامنا أول من أعطي المرأة المسلمة كامل حقوقها؟ وفي القرآن سورة باسمها هى سورة النساء؟
بل كيف يكون الإمام الشعراوي ضد التنوير وإعمال العقل وقرآن نتعبّد به دستور المسلمين ينادي (أفلا ينظرون)، (أفلا يعقلون)، (أفلا يتدبرون).
غياب الأمانة
ويتساءل الحفيد: أي فرية تحاك وادعاء باطل علي شخص الإمام؟! لقد أطل علينا من يرمي الإمام ويقول انه قال: إن الملك فهد خليفة الله
ألم يقرأ القرآن الكريم “إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة”؟ أدعوه لقراءة القرآن فقد غاب عنه أشياء في كتاب الله.
وفي مقالة يصرخ بأعلي صوته قائلا: الإمام ينادي بقتل تارك الصلاة!
ويُفنِّد الحفيد: إنه يأخد ما يخدم مقاله فقط بمبدأ “ولا تقربوا الصلاة” دون أن يكمل “وأنتم سكارى”، وقام بقص الكلام من سياقه قبل وبعد!
إن ناقل الرأي لابد أن يتسم بآداب النقل وأمانة الكلمة- والفيديو موجود- لقد قال الإمام الشعراوى: تارك الصلاة إنكارا يُستتاب، ثم يُترك شهرا، ثم يأتي إلي القاضي وهو من يملك الصلاحيات وليس علي المشاع يُستتاب وإن أنكر يُترك مدة أخري، ويأتي ثالث مرة إن صمَّم علي إنكار الصلاة يأخذ القاضي الحكم، وكان هذا في عصور قبل الدولة المعروفة حاليا بنظامها الحديث.
والإمام الشعراوي خاض معارك يشهد له بها التاريخ والقاصى والدانى، حيث لا يعرف الغلو والتطرف.
الثائر الحق
وحين قامت ثورة يناير وكانت شعارات الثورة مستمرة، لم يجدوا أحدا يطفئ الحمية المغرضة
إلا صوت الإمام الشعراوي وسمعنا “الثائر الحق”.
ويختتم الحفيد: ليست الحرية أن أنسب الباطل وقول الزور لإمام الدعاة تحت بند القلم الحر،
أي حرية في رأي كله ادّعاء واتهام باطل على رجل هو الآن بين يدي الرحمن لا يملك أن يرد الأذي؟! إن حب الملايين للإمام هو عزاؤنا، حب تراه بعد مضي 21 عاما من رحيله هو أيقونة يوم الجمعة، وصار مَعْلَما من معالِم رمضان، الإمام الذي تصدَّرت صورته في كل بيت ومحل، انه الحب، حب منحه الله لشخص الإمام الشعراوي لا يُمنح إنما يُوهب من رب الخلائق، وما زال الآلاف من الزوّار الكرام من دول العالم كله يأتون الي زيارة مقامه، عرفانا منهم أنه هاديهم إلي الإسلام، زوّار تكبّدوا مشقة المسافات من جميع أنحاء الدنيا، “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”.
سيظل الإمام نورا نهتدي به ولا ننسى رده البليغ على هؤلاء: من لم يُؤذ من الناس فقد نقص حظه من ميراث النبوة.