حيث أكد الدكتور على منصور أستاذ الدعوة والثقافة الاسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة على أن المسئولية المادية للأب تجاه أبنائه أمر لا جدال فيه عملا بقول النبى صلى الله عليه وسلم :” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” وليس هذا فحسب فقد حذر صلى الله عليه وسلم من التهاون فى رعاية الأبناء حيث قال صلى الله عليه وسلم :” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ”
مسألة اجتهادية
وحذر أستاذ الدعوة والثقافة الاسلامية من مخاطر عدم قيام الاباء بمسؤليتهم نحو أبنائهم والتفريط فى عدم تزويجهم بحجة أنهم بلغوا سن الرشد مؤكدا أن هذا الكلام لا يستقيم شرعا ولا عرفا موضحا أن هذه المسألة مسألة اجتهادية وللعرف دور كبير فيها .
الولى الشرعى
وفيما يتعلق بالبنات قال : الأب هو الولى الشرعى للبنت فهو الذى يؤدبها ويرعاها ويعلمها فهذه أمانة فى عنقه لابد أن يوفيها على أكمل وجه وجزاؤه عند ربه لقول النبى صلى الله عليه وسلم :” من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة وهناك رواية أخرى للحديث لا تقتصر على البنات فقط بل تدخل الأخوات التى لا عائل لهن غيره حيث تقول هذه الرواية :” فمن عال ثلاث أخوات أو ثلاث بنات أو بنتين أو أختين . ” فواجب الأب أن ينفق على بنته منذ ميلادها وحتى انتقالها لبيت زوجها هذا فيما يتعلق بالبنات أما بالنسبة للأبناء الذكور فلا يختلف الأمر كثيرا فالاب عليه الانفاق عليهم من مأكل وملبس ومشرب وطوال مرحلة تعليمهم على قدر سعته وبعد انهاء تعليمهم يحتاجون للزواج والعفة وصيانة النفس , وهنا يجب على الأباء القيام والمساعدة فى ذلك لا سيما اذا كان الأب موسرا والأبناء غير قادرين , ويخشى عليهم الفتنة عند تأخر سن زواجهم ويكون ذلك من تمام مسئولية الاب التى كلفه الله بها فحاجة الأبناء لمساعدة الاب هنا تكون أكثر من أى وقت أخر
.صلاح الذرية
وأوضح أن الاب الذى يساعد أبناءه على الزواج يسهم فى إعفافهم فضلا عن دوره الكبير فى بناء أسرة سليمة تكون امتدادا لذريته الطيبة والصالحة فى هذه الحياة عملا بقول الله عزوجل فى سورة الطور :” والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيئ ” فهذه الأية الكريمة تشير الى أن صلاح الذرية ينتفع به الأباء والأبناء على حد سواء فيرفع الله عزوجل منزلة الأبناء لدرجة أبائهم فى الجنة تكريما لهم , ثم يرفع درجة العبد بدعاء ولده الصالح له لقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف الذى رواه أبو هريرة والذى يقول :” إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح فى الجنة فيقول : يا رب , أنى لى هذه ؟ فيقول باستغفار ولدك لك ”
تفضلا وليس إلزاما
أما الدكتورة فتحية الحنفى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فقالت : الأب مسؤول مسؤلية كاملة عن ولده حتى يبلغ فاذا صار بالغا عاقلا انتهت ولاية الأب عنه وأصبح مسئولا عن نفسه وهذا يكون بعد انتهاء مرحلة التعليم حتى يستقل الولد بنفسه , واذا أراد الزواج فالاب غير ملزم شرعا بتجهيزه ومساعدته على الزواج إنما يكون ذلك من باب الفضل والتكرم من الاب وليس من باب الإلزام وكل على قدر سعته .
وبالنسبة للإناث فأكدت أستاذ الفقه بجامعة الأزهر على أن ولاية الأب على بناته لا تنتهى حتى مع البلوغ وكذا انتهاء مرحلة التعليم وعملها انما تنتهى عند الزواج وانتقالها لولاية زوجها ورعايته , وفيما يتعلق بالتجهيز فالزوج ملزم بتجهيز مسكن الزوجية بكل ما يحتاج اليه حتى أنه ملزم بتجهيز الزوجة بكل ما تحتاجه من ملبس وغيره ولها الحق فى التصرف فى الصداق المسمى كما تشاء وليس لتجهيز المنزل انما هو ملك خاص لها أما ما جرى العرف عليه من مساعدة الاباء فى تجهيز بناتهم فلا غبار عليه فالعادة تصير شرعا اذا لم تحل حراما لكن لابد من التعقل عند شراء متعلقات الزواج وعدم المبالغة حتى لا ترهق الأسر ويصير الزواج عبئا كبيرا يسهرب منه الشباب والاباء على حد سواء.