متابعة- جمال سالم :
أوصى المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمته كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بطنطا تحت عنوان:« موقف أهل السنة والجماعة من التيارات والمذاهب الفكرية (الجهود–المناهج– القضايا) بضرورة بتكثيف وتكامل الجهود لمواجهة تيارات الغلو والتطرف والتكفير والإرهاب والفهم الخاطئ للدين ، وكذلك تيارات الغلو في العقل ، والمغالية في العلم والتيارات الوافدة..ودعا المؤتمر إلى الوقوف في وجه الدعوات المشبوهة مثل الدعوة إلى الديانة الإبراهيمية – عبادة الشيطان – التفسير المادي للتاريخ الدعوات النسوية – الجنس الثالث وغيرها من الدعوات الهدامة المخالفة للدين والأخلاق والعرف.
طالب المؤتمر باستكمال البحث في موضوع أهل السنة والجماعة وموقفهم من التيارات والمذاهب الفكرية لأن ما لم يتم بحثه في هذا الموضوع أكبر كثير مما تم بحثه ، وأن الأجيال الجديدة واقعة بشكل مريع تحت تأثير كثير من هذه التيارات ، ولهذا يجب على أهل السنة والجماعة سرعة مواجهتها بشكل علمي ومدروس لن منهجهم قائم على الوسطية والإعتدال ونبذ الغلو بكل صوره ،وكذلك ضرورة تحرير مصطلح التطرف إذ ليس كل تدين تطرفا ، كما أن الإسلام دين يدعو إلى اليسر ورفع الحرج.
وأكد المؤتمر في توصياته أهمية منهجية التفكير العلمي لدى علماء أهل السنة والجماهة في عصور ازدهار الإسلام بشكل نستطيع أن نفيد منه في العصر الحلضر ، وكذلك يجب الحذر من التأويلات الباطنية للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وأن البديل هو الإنضباط مع أصول التفسير التي قررها علماء أهل السنة ، مع التنبيه أن هذا الخطر ما زال قائما في تأملات الحديثيين للنص القرآني ، وهي تأويلات تنسف النص ذاته ، وكذلك التصدي بدور العلماء نقد القاديانية ” الأحمدية ” والرد على أفكارهم العقدية لخاطئة ، مع التأكيد على أهمية الحوار الكتحضر الذي يعد ركيزة أهل السنة والجماعة في التعامل مع المخالفين وأن الأصل عندهم هو السلم لا الحرب ، مع التأكيد على الدعوات المروجة للفقر وترغب فيه المسلمين ، وضرورة الموازنة بين بين القيم والحضارية والمعنوية ، والعمل على امتلاك المسلمين القوة الإقتصادية والنهضة الحضارية ، واستكمال جهود العلماء في نقد المذاهب المنحرفة في النواحي العقدية والإجتماعية والفكرية والإقتصادية ، وعلى كل من يريد معرفة موقف الإسلام أن يتوجه لدراسة تلك الجهود ، مع الإشادة بالجهود المخلصة للعلماء في مواجهة التطرف الفكري المنسوب للدين ، ويبين خطورة النظر الي مظاهر التدين على أنها بيئة خصبة للتطرف .
شهد جلسات المؤتمر مناقشات ساخنة بين الباحثين والحضور حيث ترأس الجلسة الأولى الدكتور يحي ربيع وتحدث فيها الدكتور فتحي الزغبي عن “موقف مؤرخي الأشاعرة من حديث افتراق الأمة والفرقة الناجية “، والدكتور محمود شعبان عن”موقف القرآن الكريم والسنة من الفرق والنفرق ، ، والدكتور محمد عبد الله متولي” دور أهل السنة والجماعة في مواجهة التطرف الفكري لدى التيارات المنحرفة والمذاهب المتطرفة ،والدكتور أحمد يسن حسن عن ” التأويل الباطني – المنهج – الخصائص – المقاصد وموقف أهل السنة منه ” ، أما الجلسة الثانية ترأسها الدكتور جميل تيعلب وتحدثت فيها الدكتورة عزة رمضان العابدة عن ” التربية الإيمانية والإلحاد الجديد..ثنائية التأثير المتبادل ، والدكتور السيد حسين طنطاوي عن “مناهضة علماء السنة والجماعة للشيوعية خلال الفترة من 1919- 1977” ، والدكتور رمضان حميدة أبو علي عن “الدعوة الى الفقر.. دراسة نقدية في ضوء التراث الفكري للشيخ محمد الغزالي” ، والدكتورة نانا جلال حجاج عن “انتقاص الفصحى وموقف أهل السنة والجماعة منه قديما وحديثا” ، والدكتور محمود عامر عن ” عقائد الشيعة الإمامية ومروياتهم وأثرهما على طبيعة الصراع في الواقع المعاصر” ،
والجلسة الثالثة ترأسها الدكتور عبد الفتاح خضر وتحدث فيها الدكتور أحمد اسماعيل أبو شنب عن ” منهج النقد العلمي عند الإمام الغزالي .إشكاليات التفكير وقواعد المنهج .. دارسة تحليلية لمواجهة التيارات الفكرية في عصره ” ، والدكتور رضا محمد الدقيقي عن ” دور علم الكلام الجديد في نقد الإلحاد المعاصر..الدكتور يحي هاشم فرغل نموذجا ” ، والدكتور حسام الدين عاطف علام عن ” الدبلوماسية الدينية وبناء السلام ..مقاربة فقهية إسلامية في ضوء منهج أهل السنة والجماعة “،والدكتور محمد على إبراهيم عن ” جوانب نقد الإشتراكية العلمية في فكر الشيخ محمود شلتوت”، والدكتور محمود محمد حسان عن ” من جهود إمام أهل السنة أبي منصور الماتريدي في الرد على الملحدين “