اتهامات الغرب للإسلام بالإرهاب إدعاء باطل.. قدمنا صورة إيجابية عن المسلمين
الأزهر الحصن المتين ضد التطرف.. ومبعوثوه ينجحون في تصحيح المفاهيم المغلوطة
“العقول المهاجرة” عادت لتساهم في بناء الوطن في مختلف المجالات
حوار: فتحي الدويدي
تصوير: ياسر القناوي
كشف المهندس اسماعيل أحمد علي- رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج- عن دور المغتربين من أبناء مصر كقوة ناعمة تساهم في مد جسور التواصل بين مصر والعالم، مشيداً بالمبادرات الرسمية والشعبية للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية .
أكد علي الدور المهم للأزهر في تصحيح المفاهيم المغلوطة تجاه الإسلام والمسليمن في أوروبا، وقال: المصريون في اوروبا وأمريكا يعانون بسبب العنصرية بسبب الإتهامات الموجهة للإسلام بالإرهاب وهو منها براء .
تحدث في حواره مع “عقيدتي” عن جهود الدولة في دعم المصريين في الخارج وتذليل العقبات أمامهم وربطهم مع وطنهم، وفقا للدستور الذي يلزم، برعاية مصالح المصريين المقيمين بالخارج، وحمايتهم، وكفالة حقوقهم وحرياتهم، وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة نحو الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن.
وفيما يلي تفاصيل الحوار.

*المعلوم للجميع أن للمصريين في الخارج، دور كبير في دعم الإقتصاد الوطني من خلال تحويلاتهم المالية، لكن هناك دورا أكبر يغفله الجميع يتمثل في توطيد العلاقات بين مصر ومختلف دول العالم، كيف تقيم هذا الدور الحيوي، في ظل ما تمر بهد الدولة المصرية من تحديات؟
** المصريون في الخارج حسب آخرالتقديرات تجاوز عددهم 13 مليون، ويقفون على قلب رجل واحد خلف بلدهم، فهم- كما هو معلوم- أهم روافد منظومة بناء الاقتصاد الوطنى، من خلال تحويلاتهم من العملة الصعبة، والتي بلغت خلال العام الماضي بحسب بيان البنك المركزي ما يقارب من 30 مليار دولار، بارتفاع قدره 10.5% عن عام 2019، وذلك رغم التحديات التي خلفتها جائحة كورونا، وتعد تحويلات المصريين المقيمين بالخارج من أهم المصادر لتوفير النقد الأجنبي.
وكما ذكرت فإن للمصريين في الخارج دورا مهما في توثيق العلاقات مع الدول الأخري، فهم يشكّلون قوة ناعمة تساهم في مد جسور التواصل بين مصر ومختلف دول العالم، إضافة إلي دورهم في التأثير على صانع القرار في الدول التي يتواجدون فيها، وتوضيح الصورة الحقيقية لمصر لدي العالم الخارجي، وكذلك بعث رسالة على تماسك المصريين على قلب رجل واحد، وهو ما يمثل دوراً مكملاً للدبلوماسية الرسمية.
رؤية جديدة
*وكيف تنظر الدولة للمصريين في الخارج؟
** بحسب المادة 88 من الدستور فإن الدولة تلتزم برعاية مصالح المصريين المقيمين بالخارج، وحمايتهم، وكفالة حقوقهم وحرياتهم، وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة نحو الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن، وينظم القانون مشاركتهم في الانتخابات والاستفتاءات، بما يتفق والأوضاع الخاصة بهم، دون التقيد في ذلك بأحكام الاقتراع والفرز وإعلان النتائج المقررة بهذا الدستور، وذلك كله مع توفير الضمانات التي تكفل نزاهة عملية الانتخاب أو الاستفتاء وحيادها.
وقد شهدت الدولة في الفترة الأخيرة رؤية جديدة في التعاطي مع قضايا المصريين في الخارج، فقد شهدت إنجازات كبرى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدأت بعودة وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج للحكومة المصرية، لتصبح الجهة المختصة والمعنية بإدارة ورعاية شئون المصريين بالخارج، وجاء ذلك تلبية لنداءات المصريين بالخارج بهدف تكوين رأي عام وطني، يساند القضايا الوطنية والقومية والاستفادة من خبرات المصريين بالخارج في شتى مجالات التنمية، ولتدعيم الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينهم وبين الوطن الأم وبين بعضهم البعض، لوضع سياسة شاملة لهجرة المصريين للخارج في ضوء أهداف التنمية المستدامة وصالح البلاد، ووضع سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية وتشجيع سبل الهجرة الآمنة عبر العديد من من الفعاليات.
*وما الذي قدّمته الدولة للمصريين في الخارج خلال الفترة الماضية؟
** الفترة الأخيرة نجحت الدولة من خلال وزارة الهجرة تحت قيادة السفيرة نبيلة مكرم، فى العمل على العديد من الملفات وتبني مبادارات وبرامج نوعية لخدمة المغتربين المصريين فى الخارج، وتقديم الخدمات المتوعة لهم سواء في مصر أو الدول التي يقيمون فيها، فهناك مشروع ميكنة وتطوير الخدمات المقدمة للمصريين بالخارج، ومنظومة حل المشاكل والمعوقات التى تواجه المصريين بالخارج، وتشجيع ودعم المستثمرين المصريين بالخارج الراغبين في إقامة مشروعاتهم الاستثمارية بمصر، توفير مظلة تأمينية للمصريين بالخارج، إضافة إلى برامج ومبادرات ربط المصريين في الخارج بوطنهم، كل ذلك بالتعاون مع الإتحاد العام للمصريين بالخارج.
*وماذا عن دعم الإتحاد العام والاتحادات الفرعية للمعتربين في الخارج؟
** الاتحاد أنشئ 1985 بقرار وزارى مفصل، وهو الوحيد المنوط به التعامل مع المصريين بالخارج، وحرص الاتحاد على جمع المصريين بالخارج بجميع دول العالم، والعمل على ربطهم بوطنهم الأم، والمساهمة فى حل مشكلاتهم المختلفة المتعلقة بالإقامة والعمل.
وللاتحاد فروع فى أغلب الدول التى تضم أعدادا كبيرة من المصريين، وعلى رأسها السعودية والأردن وليبيا وإنجلترا والنمسا وأمريكا وبلغاريا وإيطاليا وفرنسا والكويت، ونتابع دائما مع رؤساء الجاليات المصرية بالخارج والقنصليات والسفارات أوضاع ومشاكل المواطنين، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات دورية لتصحيح الأفكار المضادة التى تنتشر فى الدول الخارجية، والرد على الشائعات التى تطلق حول الأوضاع فى مصر.
وجميع المبادرات والمشروعات التي تنفذها الدولة، الإتحاد دائما شريك فيها، ولعل من أهم المبادرات التي تمت خلال العام الماضي توقيع الاتحاد العام للمصريين في الخارج وجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة لبروتوكول تعاون مع البنك الزراعي المصري، ويضمن هذا البروتوكول توفير خدمات للمصريين في الخارج مثل تنفيذ مبادرة مشروعك عندنا، وتمويل المشروعات الزراعية والصناعية، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات في حدود ٧٥ % من رأس مال المشروع، وقد توقف هذا المشروع بصفة مؤقتة بسبب جائحة كورونا، ومن المتوقع إعادة تفعيله قريبا بالتعاون مع وزارة الهجرة .
مشاعر سلبية.. ولكن
*رغم ذلك إلا أن هناك حالة من عدم الرضا، والمشاعر السلبية لدى بعض المصريين خاصة تجاه البعثات الدبلوماسية؟
** بكل تأكيد هناك سنوات طويلة كرَّست الفجوة بين المصريين المقيمين في الخارج والوطن الأم، حيث شهدت العديد من الممارسات السلبية التى عكست عدم الاهتمام بهذه الفئة من أبناء الوطن، وشهادة حق فإن هناك تطورا كبيراً في الخدمات التي تقدم للمصريين في الخارج، ورغم أن هناك بعض المشاعر السلبية خاصة في الخدمات القنصلية في بعض الدول، إلا ان البعثات الدبلوماسية والإتحادات النوعية للمصريين في الخارج تبذل قصاري جهدها في تذليل العقبات امام المصريين، وهناك اهتمام بالمصريين في الخارج لربطهم بالوطن الام، وتتصاعد وتيرة الاهتمام بهم، للتوظيف الأمثل لهذا الفئة كقوة ناعمة ذكية لا يُستهان بها.
مشكلات عمالية
*خلال الفترة الأخيرة ومع جائحة كورونا ظهرت بعض مشكلات العمالة المصرية بالدول العربية، لدرجة أن بعضها أوشك أن يصل لأزمات دبلوماسية، كيف يمكننا مواجهة مثل هذه المشكلات؟
** بداية نؤكد أن تعاطي الجهات المعنية مع قضايا العاملين بالخارج يتسم بالموضوعية، ولا يمكن على الإطلاق أن يصل إلى أزمات دبلوماسية على الإطلاق، وهناك تضافر في الجهود بين وزارات القوى العاملة والهجرة والخارجية والاتحاد العام للمصريين في الخارج لتقديم الدعم للعمال المصريين في الخارج والعمل على حل مشاكلهم مع كفلائهم وتقديم الاستشارات والمساعدة القانونية لهم وإيجاد وسائل للتفاعل المستمر معهم وتوعيتهم بقوانين البلدان التي يعيشون .
ومعظم مشكلات العمل تدور في علاقة العامل المصرى وصاحب العمل أو المؤسسة التي يعمل بها، فضلا عن بعض المشكلات التي يتعرض لها المصريين بالخارج مثل عدم حصول العامل على حقوقه المادية .
الهجرة غير الشرعية
