أكد فضيلة د. محمد عبدالستار الجبالى- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- أن ضحايا قطارى سوهاج وعقار جسر السويس، وغيرهم من ضحايا الحوادث المختلفة، هم من الشهداء، لأنهم خرجوا لتحصيل الرزق الحلال، ومن ثمَّ فهم يدخلون تحت منزلة الشهداء، فالحديث النبوي الشريف يقول فيه سيدنا رَسُولُ اللَّه ﷺ: “الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه”.
وأشار د. الجبالى الي أن أنواع الشهادة متعددة فى الإسلام، فهناك شهيد الدنيا والآخرة وهو الذى مات فى معركة بين المسلمين وغيرهم، لنصر دين الله وإعلاء كلمته، وهناك شهيد الآخرة فقط، وهو كل من قُتل دون ماله أو دون عِرضه، وهناك شهيد آخر هو شهيد الدنيا فقط، وهو من قاتل رياء ونفاقا، حيث سئل النبى: الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل لإعلاء كلمة الله فمن هو الشهيد؟ فقال: “من قاتل لإعلاء كلمة الله”.
استطرد د. الجبالى: إذا نظرنا إلى ضحايا قطارى سوهاج فنجد أنهم جميعا خرجوا لتحصيل الرزق الحلال، ولاشك أن هؤلاء ماتوا فى هذه الحادثة الفجيعة مخلِّفين أهلا ومالا ووطنا، لا لشئ إلا لتوفير حياة كريمة لهم ولذويهم.
ومن ثمّ فإننا نراهم وإن رحلوا بأجسادهم فهم معنا بأرواحهم أحياء، عملا بقول الله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
وأكد د. الجبالي أن مما يزيد من منزلة الشهيد أن النبى رغم أن الله غفر له ذنبه إلا أنه كان دائما وأبدا يتمنّى الشهادة عندما يقول: وددت لأُقتل فى سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل (3مرات)، لما أعدّ الله سبحانه وتعالى من المنزلة الرفيعة فى الجنّة للشهيد.
جاء ذلك ردا على سؤال أحمد جابر- من سوهاج-: هل صحيح لأن ضحايا الحوادث والهدم، مثل حادث قطارى سوهاج، وانهيار عقار جسر السويس مؤخرا، هم من الشهداء؟!