أكد الباحث السعيد أحمد المصرى ، إمام وخطيب بالقاهرة،أن الاسلام حث على تنظيم النسل ورفض الكثرة العشوائية التي تكون أقرب الي غثاء السيل .. وثمن جهود الدولة في نشر الوعي الديني والرعاية الطبية للحد من مخاتطر المشكلة السكانية التي تحولت الي نقمة تعوق التنمية..جاء ذلك في رسالته التي حصل بها على درجة الماجستير من معهد الدراسات الإسلامية تحت إشراف ومناقشة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تحت عنوان:”تنظيم النسل فى ضوء الخطاب الفقهى والدعوى المعاصر”.
**المقصود بتنظيم الأسرة ؟.
**المقصود بتنظيم النسل:أن تكون أحوال الأسرة وحياتها فى أفضل صورة يمكن العمل على تحقيقها، سواء كان ذلك من ناحية حال الزوجين، أو من ناحية حال الأولاد وطرق معيشتهم ومستواها، والعناية بهم ورعايتهم حتى ينشأوا أجيالا تكون بعيدة – بقدر الإمكان – عن مشقات ومصاعب الحياة ، وما ينطبق على الأسرة ينطبق على الدول ،فمثلا: هناك دول هى في حاجة إلى الكثرة البشرية،لأن وسائل الإنتاج والرقي فيها تحتاج إلى هذه الكثرة القوية المنتجة الرشيدة، وأمثال هذه الدول يقال لها: مرحبا بهذه الكثرة القوية المؤمنة العاقلة ، وهناك دول لا تحتاج إلى الكثرة في عدد أفرادها،لأن هذه الكثرة موجودة فيها،ولأن إمكانياتها لا تتحملها فضلا عن الزيادة، ولأن السواد الأعظم من أفرادها يعيش على جهود القلة فيها، ولأنها مع كثرتها تستورد من غيرها معظم ضروريات حياتها.
الحالة المصرية
** ما مدى انطباق ذلك على مصر؟.
**نحن في مصر نعاني من محدودية الموارد، وزيادة الإنفاق، نظرا للزيادة الرهيبة في عدد السكان، والتي تبلغ مليونا وثلث المليون من المواليد الذين تستقبلهم بلادنا كل عام الأمر الذى لو استمر على هذا المعدل، فإن جميع خطط التنمية على جميع المستويات ستتوقف، وتضطر البلاد إلى الاستدانة لإطعام الأعداد الغفيرة التي تتزايد عاما بعد عام من السكان ، ومن هنا فإن مصلحة الأمة في ظل هذه الظروف الخطيرة تحتم ضرورة اللجوء إلى تنظيم الأسرة، للحد من هذه الزيادة المخيفة حتى يمكن توفير أسباب العيش الكريم للمواطنين، وضمانا لاستمرار جهود التنمية على جميع المستويات ، وقامت الدولة بدورها في التوعية الدينية والطبية.
سبب الاختيار
**لماذا اخترت هذا الموضوع ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها هذه قضية خلافية ؟
اخترت هذا الموضوع لأهميته لأن موضوع تنظيم النسل أو الأسرة من الأهمية بمكان خاصة في بلد كبير كمصر من حيث مكانتها وعدد سكانه الذي يزيد عن المائة مليون نفس وهو عدد مخيف في بلد موارده محدودة،وتنميته ضعيفة،مما يحتم علينا – تحقيقا لمصلحة الأمة في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد – ضرورة اللجوء إلي تنظيم الأسرة للحد من هذه الزيادة المخيفة، ليساعد ذلك على إيجاد حياة كريمة لكل المواطنين،خاصة أن هذا الأمر أباحه الإسلام ولم يحظره – إذا اقتضته المصلحة- حيث إن جانبا كبيرا منه متعلق بأمور الدنيا التي أُمِرنا بأخذ التدابير في شئونها على وفق ما نراه صالحا لحياتنا،تحقيقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “أنتم أعلم بأمور دنياكم” ولكثرة الأقاويل حوله فكثيرا ما كان يثار بين الحين والآخر على المستويات(الثقافية والفكرية والدعوية) من تساؤلات حول هذا الموضوع:هل تنظيم النسل مباح، أم محظور؟. وهل هو محل اتفاق بين العلماء أم لا؟. وأن هذا الموضوع مع أهميته لم يحظ بمؤلفات تناسب حجمه، ولا باهتمام العلماء به، خاصة في الزمن الماضي، فنجد عددا قليلا من علماء الإسلام – على كثرتهم – هم من كتبوا فيه، دون إحصاء لجميع مسائله، أو أن يفردوه بالتصنيف.
النظرة الإسلامية
**ماذا يميز النظرة الإسلامية عن غيرها فيما يتعلق بقضية تنظيم النسل ؟
**إن الإسلام ينظر إلى النسل أو الأولاد على أنهم هم ثمرة القلب، وإحدى زينتي الحياة الدنيا التي ذكرها الله في كتابه، وقد تمنى الذرية جميع الناس حتى الأنبياء أنفسهم، ولأهمية نعمة النسل فقد تمنى الأنبياء عليهم السلام من الله أن يرزقهم الذرية الصالحة، وأرشد الله عباده إلى طلب الصالح من الذرية لتكون قرة عين لهم فى الدنيا ونفعا لهم فى الآخرة وتعمر بهم الحياة ويمتد بهم النسل .والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:”تناكحوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة “.