سعدت جداً عندما أعلن رئيس الإذاعة المصرية محمد نوار، اختيار الصديق والمذيع الإعلامى الكبير رضا عبدالسلام كبير المذيعين بشبكة القرآن الكريم، ليشغل منصب رئيس أقدم إذاعة على مستوى العالم بين إذاعات القرآن الكريم والإذاعات الدينية، ويصبح بذلك أول مذيع من أصحاب الهمم الذى يتولى هذا المنصب الرفيع.
والإعلامى القدير رضا عبدالسلام غنى عن التعريف، فالملايين من المصريين المتابعين لهذه الإذاعة العزيزة على قلوبنا، يعرفون نبرة صوته المميزة منذ أكثر من 30 عاماً قضاها فى خدمة القرآن الكريم بدون كلل أو تعب بالرغم مما يعانيه من ضمور فى يديه منذ ولادته.
والبرامج الدينية التى قدمها رضا عبدالسلام لاقت نجاحاً كبيراً وقبولاً واسعاً وأكسبته شهرة واسعة لدى مستمعى إذاعة القرآن الكريم، خاصة “قطوف من السيرة”، و”مساجد لها تاريخ”، و”سيرة ومسيرة”، بالإضافة إلى الفقرة المفتوحة للإجابة عن تساؤلات وفتاوى المستمعين، بصحبة علماء أجلاء من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وأئمة وزارة الأوقاف.
وبالرغم من المعاناة التى تعرض لها رضا عبدالسلام منذ مولده بسبب ضمور فى الذراعين مما سبب له الكثير من المتاعب فى طفولته أثناء التحاقه بالمدرسة، حتى تعلم الكتابة بفمه وقدمه وأصبح من المتفوقين دراسياً، كما رواها لى من قبل فى إحدى لقاءاتى به، إلا أنه أثبت بحق أن الأمل فى الله كبير، وأن الإعاقة ليست سبباً فى اليأس، حيث كان يقول لي: “دائماً مع كل محنة تكون هناك منحة من الله عز وجل”.
أقدم التهنئة لصديقى الإذاعى المحترم القدير رضا عبدالسلام، على شرف رئاسة إذاعة القرآن الكريم، داعياً الله تعالى له بالتوفيق والسداد فى المحافظة على استمرار أداء إذاعة القرآن الكريم بدورها المنوط بها منذ نشأتها عام 1964 وهو المحافظة على القرآن والسنة، وتُبصرة الناس بأمور دنياهم ودينهم، والدفاع عن الإسلام والرد على الشبهات المثارة عليه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الأفكار المتطرفة والمتشددة البعيدة عن وسطية الإسلام سواء بالغلو والتشدد ++أو بالانحلال الأخلاقى والفكر الإلحادي.
وتحية وتقدير لصاحب “نقوش على الحجر” الكتاب الذى ألفه رضا عبدالسلام والذى يبحر فيه بسيرته الذاتية منذ ولادته والصعوبات التى واجهها، خاصة فيما يتعلق بالولادة والتعليم والزواج والعمل وتعاملات الناس، وحرمانه من الالتحاق بالإذاعة فى بدايات حياته، ولكن بالرغم من هذه المعاناة إلا أنه أكد فى كتابه أنه مع إرادة الله تعالى لابد أن يكون هناك تجاوب وجهد من الإنسان، وأن وجود الإعاقة فى حياته خلقت فيه كل هذا الطموح، وكانت سببا فى نجاحه، ولذلك استحق رضا عبدالسلام هذا التشريف الربانى بمنصبه الجديد، وننتظر منه الجديد دائماً بإذن الله.