هل الناس متساوون في الرزق؟! هل فعلا مقولة (إن لكل واحد ٢٤ قيراطا بيأخدهم)؛ لها أصل في الدين؟ وهل الأرزاق مقسمة بالتساوي أم أن الله فضل وميز أناسا عن أناس
أجاب د. محمد إبراهيم العشماوي- أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر-: في الحديث الشريف: “إن روح القدس- جبريل- نفث في روعي- أوحى إلي- أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها”.
وفي التنزيل العزيز: “والله فضَّل بعضكم على بعض في الرزق، فما الذين فُضِّلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهم، فهم فيه سواء”.
فأفاد الحديث أن الإنسان لا يموت حتى يستوفي جميع رزقه، ولا ينقص منه ذرَّة!
وأفادت الآية أن الله فضل بعض الناس في الرزق على بعض، كما فضل السادة على العبيد، والملوك على المماليك، والرزق أعمّ من أن يكون مالا أو عيالا أو جمالا أو عقلا أو متاعا أو غير ذلك، والواقع يشهد بالتفضيل!
ومقتضيات التفضيل تابعة للمشيئة الإلهية، لا للإرادة البشرية، والمشيئة الإلهية مبنية على الحكمة التي يعجز العقل المجرد عن الاهتداء إليها!
وعليه فإن المقولة المذكورة صحيحة، بالاعتبار المذكور، وليس من شرط حصول الأربعة والعشرين قيراطا لكل إنسان إجمالا؛ التساوي بين جميع البشر في الرزق تفصيلا من كل وجه، بل لكل إنسان أربعة وعشرون قيراطا من الرزق، يأخذها في أشكال متفاوتة، بحيث إذا وقع التفاضل بين البشر كان في الصورة لا في الحقيقة، أما الحقيقة فكل إنسان أخذ رزقه كاملا غير منقوص، وإن اختلفت أشكال الرزق.