لست أدرى بل وأتعجب وأستغرب كثيراً من تصرفات بعض الاباء غير الحكيمة والتى تنم عن عقليات عقيمة قد تؤدى بالابناء إلى تصرفات لامعقولة بالمرة فعندما يقدم الإبن أو البنت على الانتحار وإنهاء حياتهم بأيديهم وهم فى ريعان الشباب فلابد أن يقف جميع الأباء والأمهات وقفة حق صادقة مع أنفسهم ليتساءلوا ما الذى دفعهم لفعل ذلك، سوف نجد أننا أمام ثلاث تساؤلات مخيفة أولها أين الوازع الدينى والخوف من الله الذى أخبرنا عمن يقتل نفسه منتحرا فقال فى الحديث القدسى( بادرنى عبدى بنفسه فحرمت عليه الجنة ) علموهم أن من يقتل نفسه لن ينجو من عذاب الله، علموهم أن الله سبحانه يربط و يطبطب على من لديه أى أزمة فيقول فى كتابه الكريم( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما ) فرحمته واسعة وعظيمة فمهما حدث لكم من بلاء فهذا دليل على حب الله وليس العكس فالله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه لكى يمحص ذنوبه ويرفعها عنه ولكى يقترب العبد من الله فقد يكون بعيدا ولاه فى زحمة الحياه فيريد الله أن يعطيه ويقربه فيبتليه، فإذا جاء البلاء للإنسان وصبر عليه فالله يقربه منه ويعطيه أجر الصابرين ثم إذا رضى العبد بعد الصبر على هذا البلاء ووصل لمرحلة الرضا فإن الله تعالى يصطفيه ويرفعه عنده لمكانة عالية لذلك يخبرنا الله فيقول( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) يكررها ليؤكد أن اليسر آت لا محال ويذكرنا أن العسر نزل ومعه اليسر وليس بعده، إذن يراودنى الأن تساؤل هام ،هل الانتحار هو قلة إيمان وأن العبد بعيدا عن طريق الله وانه لم يدرك أن مهما حدث له فى الدنيا فلا يضيع حياته أبدآ لأى سبب مهما كانت قوة وشدة هذا الأمر، صدقونى القرب من الله هو سبب من أسباب النجاة.
أما التساؤل الثانى هل هو نتيجة أباء قاسية قلوبهم، عديمى الرحمة، غلاظ فى معاملاتهم، ليس لديهم مشاعر يعطونها لأبنائهم، كل ذلك جائز ! ومن هنا أتعجب وأتعجب وأتعجب لماذا تفعلون ذلك ؟ إنهم زينة الحياة وبهجتها، إنهم الأمل فى الغد، إنهم زهور تفتحت لتملأ حياتنا، حتى وإن كانوا فى بعض الأوقات عصبيين ومتوترين لكنهم حقيقة هم من سيكونوا سندا لكم عند الكبر، لكم عندى نصيحة بروهم فى صغرهم حتى يبروكم عندما تكبرون.
أما التساؤل الثالث
لماذا أهملتموهم حتى فقدتموهم، وكان الأحرى بكم أن تسمعوهم وتفرغوا أنفسكم بعضا من الوقت كى تتاحوروا وتتناقشوا فيجدوا عندكم السند والأمان والاستقرار وكذلك الخبرات التى يحتاجونها ،أرجوكم حبوا أبنائكم، إعطفوا عليهم، وتوقفوا عن تعنيفهم دائما، إعطوهم الأمل فى غد مشرق، وارحموهم، كفانا الشباب الذى يتساقطون من بيننا واحدا تلو الأخر، لاتتركوهم فريسة الحياة ولا لأصحاب السوء، لاتتركوهم حتى لأصحاب أسوياء لكنهم لا يعرفون كيف يمنعوهم من ارتكاب تلك الحماقات، ولا يعرفون كيف يخففوا عنهم الآمهم فخبراتهم فى الحياة قليلة، امنحوهم أنتم الأمل فى بكرة، وقبل مايفوت الأوان الحقوهم.