وادى “التويويع” لامتصاص الطاقة السلبية واستبدالها بالإيجابية
“الشلال”.. سفارى وحفلات بدوية.. وثقافة وفلكلور شعبى
سامى العبيدى: شعارنا “ساعدنا نسْعِدَك”
الشريف والوردانى: مطروح “قِبْلَة” المصطافين من كل الفئات
عاش التجربة: مصطفى ياسين
تشهد محافظة مطروح بقيادة اللواء خالد شعيب- محافظ الإقليم- حركة دؤوبة فى تنويع النشاط السياحى وتوسيعه وعدم اقتصاره على السياحة الشاطئية التى تتميز بها، لطول سواحلها على البحر المتوسط، فضلا عن السياحة العلاجية ممثَّلة فى كهوف وأودية الملح، لتنضم إليها حديثا سياحة السفارى التى وضع أُسُسَها الحاج سامى العُبيدى، بإنشاء “سفارى الشلال” فى وادى التويويع، الذى يقع على بعد 8,5 كم2 فى جنوب المحافظة، وهو أقل من مستوى سطح البحر، فى حين أن جباله تكاد تتساوى مع مستوى سطح البحر.

يوضح “العُبيدى” أن فكرة إنشاء سفارى مطروح كانت تراوده، وأشقاؤه، منذ فترة لتنويع مصادر الجذب السياحى فى مطروح بحيث لا تقتصر على السياحة الشاطئية فحسب، ومن هنا فكَّروا فيها ثم بدأ العمل منذ ثلاث سنوات، بهدف التعريف بحياة البادية والبدو، خاصة وأن كثيرا من المصريين غير مُلِمِّين بهذه الثقافة أو المعرفة، ولا يعرفون طبيعة الصحراء وسكانها وكيفية التعامل معها ومع أهلها، لذلك فنحن نعتبر هذا المقر “سفارى الشلال” مُجمَّعا ثقافيا فى المقام الأول- وليس كغيره من سفارى المناطق الأخرى- للتعريف بكافة الثقافات والفنون والعادات والتقاليد المصرية المختلفة، من خلال تقديمها فى فقرات وعروض فنية متنوعة، وذلك يوميا طوال إقامة وتنفيذ البرنامج، فهناك فقرات بدوية، صعيدية، نوبية، بورسعيدية، سيوية، اسكندرانية، بل أيضا أمازيغية الموجودة فى بعض الواحات مثل سيوة والفرافرة، كل هذا للحفاظ على التنوّع والتفرّد الثقافى المصرى، ولا نكتفى بالجانب الثقافى النظرى فقط بل نُقدِّم كذلك الأطعمة المختلفة والمتفرّدة فى بعض تلك البيئات- حسب الطلب- وأشهرها أكلة “أبو مِرْدِم” المشهورة بـ”المندى”، حتى فى تقديمنا للخدمة نراعى الظروف الاجتماعية والإنسانية قبل أى شئ آخر، مثلا نقدّم خدماتنا ووجباتنا للأطفال دون أن يتم حساب ذلك على الفاتورة، ومن يريد المزيد من الطعام والخبز نُجِبْ طلبه، فلسنا مقيَّدين بكميات أو معيار محدد.
مصر الجديدة
ويشيد “العبيدى”، بالإنجازات التى تشهدها مصرنا الحبيبة فى الفترة الحالية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخاصة المشروعات القومية الكبرى وأهمّها الثورة العمرانية والمدن الجديدة والبنية التحتية، التى تتواكب مع الاهتمام والحرص على تهيئة “حياة كريمة” تليق بالمصريين جميعا، ما جعل “مصر الجديدة” تنطلق فى سنوات قلائل لتتبوأ مكانتها ومنزلتها الإقليمية والدولية.
مستقبل السياحة
يستدرك “العُبيدى” قائلا: وإن كانت هذه الثورة انعكست على النهضة التى تعيشها مطروح حاليا على كافة المستويات والأصعدة، خاصة بعد إنشاء مدينة العلمين الجديدة، إلا أن مطروح ماتزال هى مستقبل مصر السياحى ووجهتها وقِبْلَتَها التى يقصدها العالم أجمع، وتحديدا الجانب الخليجى، وتظل مطروح صاحبة الشواطئ “البِكْر” التى تمتد من الكيلو 21 بالإسكندرية شرقا، حتى حدودنا مع ليبيا عند السلوم غربا، ليس هذا فحسب بل تكاد تكون الأرخص سعرا وبأجر رمزى فى تكاليف الإقامة والانتقالات، والحمد لله أنه يمكنها استيعاب كل طموحات ورغبات المصريين والأشقاء العرب بل والأجانب أيضا.
الوعى والالتزام
يستطرد “العبيدى” قائلا: لكن حتى يتحقق ما نريده من هذه الصحوة العمرانية والسياحية- خاصة فى مجال السفارى- فلابد من إخوتنا المصريين عامة أن يكون لديهم الوعى والمعرفة الصحيحة بالصحراء، والالتزام التام بتعليمات المنظّمين والمسئولين لصعوبة ووعورة المكان، وهذا حرصا على سلامتهم.ولذلك فشعارنا هو “ساعدنا.. نِسْعِدَك”، أى بمساعدتك لنا فى التزامك نستطيع أن نسعدك، فزوّارنا هم أصحاب المكان ونحن الضيوف، متاح لهم فعل كل ما يشاؤون، شريطة أن يضع كل فرد أن “حريته تنتهى عندما تبدأ حرية الآخر”.
كذلك أتمنى من مسئولى المحافظة تمهيد الطريق أمام رحلات السفارى، والأهم مدَّ شبكة المياه، لأننا نعيش على مياه الأمطار وتخزينها وهى لا تكفى احتياجاتنا، فـ”كوب الماء” بحساب، ويعتبر هذا المطلب لى كمواطن مطروحى أولا، ثم دعما لأحد روافد تدعيم السياحة الداخلية.
تمكين الشباب
يوضح “حمدى العبيدى”، مدير تنفيذي بالسفارى، أن مشروع “سفارى الشلال” يقوم بالكامل على جهود وأفكار الشباب، فهم الذين يديرونه بإبداعاتهم وبرامجهم ومواهبهم، فأنا لا أتدخل فيما يقدّمون، بل أدعمهم وأعتبر نفسى أعمل معهم ولست صاحب عمل، فضلا عن أن المُشجّعين هم أيضا من الشباب، فنحن نسعى لترجمة توجيهات الرئيس السيسى بتمكين الشباب فعليا، ولهذا أدعو شبابنا وأبناءنا الذين يفكّرون فى الهجرة والتغرّب أن يجتهدوا لإثبات ذواتهم داخل بلدهم فهى أولى بهم وبأفكارهم وهناك مجالات كثيرة ومتنوعة تستوعب مواهبهم وابتكاراتهم، فقط عليهم الاجتهاد والمثابرة والجد، والأهم عدم انتظار الوظيفة الميرى التى لم تعد مجدية كالسابق، ويكفى أن الرئيس السيسى يقدّم لهم كل الإمكانات المتاحة لتمكينهم وفتح مجالات العمل والإبداع والمشاريع أمامهم، المهم أن يبادروا هم ويستغلوا هذه الفرصة السانحة أمامهم.
منتجع علاجى
وعن رؤيته المستقبلية لتطوير خدمة السفارى، يشير “خميس العُبيدى”، مدير تنفيذي بالسفارى، إلى أنه يسعى حاليا لإقامة منتجع سياحى علاجى به كهف الملح، بعيدا عن الصخب المعاصر للأجهزة التكنولوجية الحديثة، كنوع من الاستجمام والراحة النفسية، ويقام على مساحة 4 أفدنة.كل هذا وغيره- كما يضيف “العُبيدى”- يسهم فى تقديم نوع علاجى نفسى وروحى، فيما يُسمّى “الطاقة الإيجابية” التى نستمدها من جو وطبيعة الصحراء، وإحلالها مكان الطاقة السلبية التى يكون الزائر مشحونا بها، حيث نعمل على إخراجها بما تبثّه فقرات برنامجنا من حالة الفكاهة والمرح والاستمتاع، من خلال المشاركة الجماهيرية فى كل الفقرات، وحرص جميع أعضاء وفريق السفارى- الذين يعملون بروح الفريق والعمل الجماعى- على إشراك الحضور فعالياتهم وفقراتهم، خصوصا الأطفال والشباب.
كل الفئات
يلتقط خيط الحديث زكريا سمير- مدير تنفيذى لسفارى الشلال- موضحا أنه تم وضع برنامج يناسب جميع الفئات (اجتماعيا، ثقافيا، ماديا) بحيث يجد كل الضيوف مبتغاهم، وعلى رأسها السعادة والمرح وقضاء وقت ممتع وسط الجبال والأودية والصحارى المطروحية، فالبرنامج يشتمل على كل الفقرات والثقافات، والأهم يناسب كل مستويات الدخل المادى، لأنه يبدأ من 80- 250 جنيها، فالجميع يستمتع بنفس الفقرات لكن الاختلاف فقط فى تقديم الوجبات الغذائية والمشروبات، والتى يمكن لمن يريد الاستغناء عنها وإحضارها معه.
أكلات متميزة

ويقول الشيف نادر بيبس: نحرص على تقديم وجبات تبرز العادات والتقاليد التى تميّز أهل البادية، مثل طبق “المكمورة” وهو يشبه “التورلى”، بجانب أرز بسمتى، ربع فرخة، خبز، مكرونة، سلطة طحينة، والشاى فى البراد المجهز على نار الفحم، أو “الزِرْدَة”، فى محاولة لإسعاد الزائرين.
يضيف الشيف خميس بوعويشه: نستعين فى مطبخنا بطلبة المدرسة الفندقية، كنوع من التدريب لهم، بجانب أنه يدر عليهم دخلا ماديا.
فنون متنوعة
والجميل فى برنامج سفارى الشلال أنه لا يقتصر على مجرد سياحة الصحراء فقط وإنما يتضمن أيضا فقرات فنية وثقافية متنوعة لمختلف فرق الفنون الشعبية للمحافظات، فضلا عن فقرة البهلوان والساحر للفنان “بندق” والتى تجذب الأطفال، ومن أخطر الفقرات تلك التى يقدمها “طارق كوبرا” مع عدد من الثعابين والتماسيح الخطرة مثل الكوبرا السامة، وتمساح النيل الأزرق، وأيضا فقرة الألعاب النارية التى يقدمها نجوم الـ fire “أحمد ومحمد وإبراهيم آل عبده” ما أضفى على فقرات البرنامج المتعة والإثارة التى جعلت منه برنامجا شاملا ثقافيا وترفيهيا.
الآداب العامة
وما يلفت الانتباه حرص أعضاء فريق العمل- كبيرا وصغيرا- على توفير كافة سبل الراحة والأمان لكافة الضيوف بتقسيمهم وسائل الانتقال إلى “عائلية، شبابية” بحيث يطمئن ربّ الأُسرة على أبنائه بعدم التعرّض لأية مضايقات، وكذا الشباب تكون لديهم الفرصة للمرح والغناء فيما بينهم بحُرِّيِّة.
ولا يقتصر أمر السياحة فى مطروح على مجرد السفارى- الجديد عليها- وإنما يشمل أيضا رحلات بحرية عبر اليخوت التى انتشرت بكثرة وأصبح لها منافذ للحجز فى عدد من أماكن التجمعات العامة، فيقول الريس مهدى أبو شهد: نشطت الرحلات البحرية بشكل كبير، ونحن نحرص على توفيرها للزوّار بأسعار يسيرة وفى متناول الجميع حتى يستمتعوا بأجازة صيفية تعيد لهم النشاط والحيوية لمزيد من العمل والإنتاج.
جمال الطبيعة
ويقول الحسينى محمد- مدير أحد الفنادق-: استطاعت شواطئ مطروح جذب أنظار كل الفئات بما تميّزت به من جمال وهدوء الطبيعة، ثم بأفكار أبنائها والعاملين فيها حيث أدخلوا العديد من الخدمات الترفيهية والألعاب المائية، مثل: البالون الطائر المسحوب باللنش، الموزة، الكنبة، وغيرها من ألعاب الأطفال الصغار، حيث تحول يوم المصطاف كله مشغولا بين البحر والألعاب المائية نهارا، والسفارى عصرا ومساء، وألعاب الأطفال ليلا.
يؤيده حسام ويحيى ويوسف- بأحد الفنادق- مؤكدين أن هذا التكثيف من قبل مستثمرى مطروح، لشغل يوم المصطاف، بحيث أنه يمكنه فى ظل ارتفاع الأسعار، أن يقتصر أيام أجازته فى يومين أو ثلاثة بالكثير، وفى نفس الوقت يكون قد استمتع بكل أو بأكثر الخدمات والألعاب المتوفرة.
الزحف الجماهيرى
ويتدخل شعبان المنوفى- بقرية بلوبيتش- قائلا: هذا العام شهد ازدحاما كثيفا على كافة الخدمات فى مطروح بسبب الإقبال الجماهيرى غير العادى، خاصة بعد فترة انعزال كورونا، التى أصابت الناس بالاكتئاب فأرادوا التخفيف مما أصابهم بالزحف على شواطئ مطروح باعتبارها الأجمل والأرخص.
قبلة المصطافين
يوافقه الرأى على الوردانى- صاحب فندق- مشيرا إلى أن ازدحام المصطافين تسبب فى تضاعف أسعار الخدمات والسلع، ومع هذا تظل مطروح الأقل سعرا وفى متناول جميع الفئات لتميزها وتفاوتها فى كل المستويات، ما يجعلها بحق قبلة المصطافين فى كل وقت.
كل الناس
يتدخل أشرف زين الشريف- أحد مستثمرى مطروح- مؤكدا أن مطروح شهدت لأول مرة ارتفاعا فى أسعار خدماتها وسلعها بسبب الازدحام غير المسبوق نتيجة حالة “الزهق” والاكتئاب وليدة “انغلاق كورونا” تلتها الامتحانات، خاصة وأن مطروح تظل هى الأقرب والأنسب لكل فئات المجتمع.
يتفق معه أحمد صالح- مدير إحدى المؤسسات الخدمية السياحية- قائلا: هذا الإقبال غير المسبوق يدفع المسئولين لاتخاذ الخطوات اللازمة لمزيد من التطوير وتوفير الخدمات التى تلبّى طلبات الجميع، مهما تضاعفت الأعداد.
لقاء الزوار






























