أحمد تامر: أشكر “جدي” الرئيس لرعايته .. وأتمنى أن أصبح قارئا طبيبا
والد أحمد: نجلي حفظ 25 جزءا من القرآن سماعا .. ومكالمة الرئيس التكريم الكبير
والدة أحمد: ما نحن فيه ببركة “يس” و “الواقعة” .. وهذه أسرار حفظ أولادي في سن مبكر
“مصحف الأزهر” و “السيرة في دقائق” .. هدية “عقيدتي” للنابغة الصغير
إيهاب نافع
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مداخلته الهاتفية مع برنامج “يحدث في مصر” الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر على قناة ام بي سي مصر، أن الطفل أحمد تامر نموذج طيب لأبناء مصر من خلال حفظه وتمكنه من تلاوة القرآن الكريم بهذه الصورة الطيبة التي بدى عليها الطفل خلال البرنامج معتبرا أحمد نموذج مشرف للطفل المصري النابغ المتمكن، مؤكدا عليه ألا يكتفي بمجرد حفظ القرآن وتلاوته بل يجب أيضا أن يفهم آيات القرآن الكريم ودلالاته لأنه أصبح يحمل ويحفظ أشرف كلمات ، القرآن الكريم، كتاب الله المنزل على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، ووجه الرئيس السيسي الدعوة لأحمد لأن يفتتح بصوته بتلاوة القرآن الكريم في أقرب مؤتمر موسع لافتتاح المشروعات الجديدة، وقال للطفل: أطلب كل ما تتمناه أنا مثل جدك يا احمد ، ودعا لوالديه على حسن رعايتهما له حتى يصبح ولدا صالحا في مجتمعه.
مداخلة الرئيس السيسي مع الطفل المعجزة أحمد تامر صبري كانت بمثابة الفتح العظيم لذلك الطفل الذي ولد في إحدى قرى الريف المصري في قرية شنبارة الطنانات التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، الطفل الثاني لوالده الشيخ تامر صبري الذي تخرج من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعمل إماما وخطيبا لمسجد الجعفرية بمركز أبوحماد بالشرقية، ولوالدته السيدة صفية فتحي الحاصلة على بكالوريوس التجارة، والتي تعمل كمدرسة للمواد التجارية بمدرسة السناجرة الثانوية التجارية.
لأحمد قصة بدأت من سن الثلاث سنوات حتى رددت والدته على مسامعه آيات القرآن أثناء تحفيظ شقيقته جنى التي تكبره بثلاث سنوات ليلتقط من والدته كلمات القرآن وليرددها، ومع الوقت أصبح يردد أكثر فأكثر ليلفت انتباهها لتبدأ معه قصار السور ثم سلمته عناية والده الذي أخذ يرعاه حتى حفظ 25 جزءا من القرآن سماعيا دون أن يعرف في ذلك العمر القراءة ولا الكتابة، ثم ليلحق بركاب شقيقته الكبرى جنى ليختما معا حفظ القرآن ثم يبدأ رحلة جديدة معه وصلت به لأن أصبح أحد مشاهير مصر حين بعث الله له الحظ الوافر بمكالمة الرئيس السيسي له التي حولته لحديث كافة الوسائل الإعلامية، وليحج أهل القرى المجاورة إلى بيت عائلته للتهنئة والمباركة، ولتتوالى التكريمات والزيارات.
“عقيدتي” حرصت على أن تزور أحمد تامر صبري في منزله، ولتهديه هدية خاصة تتمثل في نسخة من طبعة خاصة من مصحف الأزهر الشريف، ونسخة من كتاب السيرة النبوية في دقائق، لنقول في رسالتنا للطفل النابغة بالقرآن والسنة يستطيع النوابغ أمثالك أن يحسنوا فهم الدين، وحرصنا على الحديث لأحمد ووالده ووالدته وشقيقته وأجداده ورموز قريته وقيادات الأزهر ورصدنا كذلك حرص نواب مجلسي النواب والشيوخ على زيارة أحمد وتهنئته ورعايته .
القارئ الطبيب
في البداية يقول الطفل المعجزة أحمد تامر صبري، البالغ من العمر 8 سنوات، والمقيد بالصف الثالث الابتدائي بمعهد شنبارة الطنانات الإبتدائي التابع لإدارة أزهر أبوحماد، الذي أكد على سعادته التي لا توصف بمكالمة الرئيس السيسي ودعوته له للقراءة أمامه في أحد الافتتاحات القادمة، وأنه خاطبه وتحدث اليه وقوله له أنا مثل جدك، اطلب ما تشاء.
وأضاف: أشكر والدي ووالدتي اللذين ساعداني في الحفظ للقرآن، وأشكر شيوخي اللذين لم يتأخروا عني، وأشكر كل من اهتم بي وأتمنى من الله أن أوفق لأصبح قارئا طبيبا، لأقدم بالعلم النافع ما يرضي الله تعالى، ويحقق كذلك أملي في التفوق والطموح.. موضحا أن شيوخه في المعهد اهتموا به ورعوه وقدموه لقراءة القرآن الكريم في الإذاعة المدرسية، مما شجعني على القراءة أمام الناس، وأحمد الله على فضله وكرمه، وأشكر جدي الرئيس السيسي على رعايتي والاهتمام بي وبكل حفظة القرآن الكريم.
الحفظ السماعي
أما والد أحمد تامر ، وهو تامر ممدوح صبري، إمام وخطيب مسجد الجعفرية بأوقاف جنوب أبوحماد، بمحافظة الشرقية يقول: بدأت مع أحمد الحفظ للقرآن الكريم وهو ابن ثلاث سنوات، وحفظته بنفسي، وبدأ يظهر نبوغه في الحفظ في سن أربع سنوات ونصف، وختم حفظ القرآن في سن خمس سنوات ونصف، حيث حفظ 25 جزءا من القرآن عن الطريق الحفظ السماعي فقط دون القراءة والكتابة، وبعدها بدأ يقرأ ويكتب وحفظ الخمس أجزاء الأخيرة من القرآن الكريم ليتم الحفظ للقرآن كاملا، ووالدته حافظت على المراجعة له باستمرار، وعمته أزهرية تحفظ القرآن كاملا وكانت تساعد في حفظه دوما، وكان لديه شغف للحفظ، وكان دائما يلاحق والدته حفظيني أهم من إعداد الأكل، واستخدمت معه الثواب والعقاب، وكنت أكافئه دوما على تفوقه في الحفظ.
أضاف: أحمد مقيد في الصف الثالث الأزهري بمعهد شنبارة الطنانات بأبوحماد شرقية، وخاض منذ حفظه للقرآن العديد من المسابقات وكان من بينها مسابقة فضيلة الإمام الأكبر وتم تكريمه في العام الماضي حيث فاز بالمركز الأول في المستوى الأول أ ، وكذا تم تكريمه من قبل مسابقات مراكز الشباب بغالب قرى المنطقة منها مسابقة شباب عمريط، ومسابقات على مستوى المركز، وتم تكريمه وشقيقته من قبل رئيس مركز ومدينة أبوحماد السابق الدكتور جلال عبدالكريم، وكذلك كرمه أعضاء مجلس النواب فؤاد أباظة، وثروت سويلم، ومحمد سليم، ويسرا أباظة، وكذلك حزب الوفد بأبوحماد.
كما حصل نجلي بعد حفظه للقرآن الكريم على الإجازة برواية حفص عن عاصم على يد الشيخ محمد على سليمان من عزبة أبو لطفي بأبوحماد، كما بدأت علاقته بفضيلة الدكتور عبدالفتاح الطاروطي منذ حوالي سنة وشهرين، والذي شمله برعايته وكرمه بالحديث عنه والاستماع اليه ودعمه وتوقع بنبوغه أن يكون له شأن عظيم .
سر يس والواقعة
أما والدة أحمد فهي صفية فتحي، مدرسة المواد التجارية بمدرسة السناجرة الثانوية التجارية، فقالت: إن اتصال الرئيس السيسي بأحمد واهتمامه به فخر وتكريم لنا وتشجيع ومباركة وتشجيع لكل أم مصرية ولكل أب جعلوا القرآن الكريم وحفظه هدفا أساسيا لهم ولأبنائهم، لأننا نؤمن بأنه من أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن، ونسأل الله أن يحفظهم بالقرآن .
أشارت إلى أن من فضل الله عليها أن كتب لها ولزوجها التفاهم والود والاحترام المتبادل فكانت ثمرته هؤلاء الأبناء، فأحمد بدأ يحفظ قل هو الله أحد من سن 3 سنوات، حيث كان يردد خلفي وأنا أحفظ شقيقته الكبرى، فبدأت أردد عليه فيتجاوب ثم أزيد فيحفظ وهكذا حتى أنني لفت انتباه والده الذي جعله شغله الشاغل، فكان دائما أحمد شغوف بالحفظ، وكان يقول لي دوما حفظيني أهم من إعداد الأكل والشراب، وحين بدأ الحفظ في قصار السور كانت شقيقته جنة في سورة الرحمن وكان يردد ما أحفظه لها، وبفضل الله حين بلغ خمس سنوات ونصف كان أن ختم هو وشقيقته معا حفظ القرآن كاملا حيث لحق بها بداية من آل عمران والبقرة حتى ختما الحفظ الكامل قبل أيام ومن ولادة شقيقهم الأصغر.
وعن السر في هذا الفتح والفضل من الله تعالى عليها، والسبيل الذي يمكن للأمهات أن تسلكه قالت، منذ أن كنت طالبة في الجامعة وأن ألازم قراءة سورتي يس ، والواقعة لأنني قرأت أن يس لما قرأت له، والواقعة تمنع الفقر والفاقه وتجلب الرزق والبركة، ولذا أتابع قراءتهما كورد يومي قد يصل لأربع مرات يوميا، وكل وقت فراغ عندي أرددهما دوما، حتى يمن الله علي وعلى أسرتي بالبركة والفضل، ورغم أنني لم أحفظ سوى نصف القرآن إلا أنني كنت أتمنى على الله دوما أن أعوض ذلك في أبنائي فحفظت جنى وأحمد القرآن معا كأجمل وأحب هدية من الله تعالى، وأقول لكل أم مصرية بالقرآن يحفظ الله ليس فقط الأبناء بل وأيضا يبارك في الأسرة والرزق .
أضافت: وعن طريقة التحفيظ المثالية التي ساعدت أحمد في الحفظ سماعا أن والده كان يردد أمامه “اللوح” خمس أو ست مرات فكان الولد يحفظ خلفه، وكنا نوفر لأبنائنا جو هادئ ليستطيعوا التركيز في البيت في الحفظ، فوقت محدود لفمشاهدة التلفاز وبعد انهاء الحفظ والمذاكرة، ومع الوقت أنه أصبح شيئا هامشيا لا اهتمام به مقابل الاهتمام بالحفظ والقرآن، وينبغي علينا أن نصبر على أولادنا لأن الحفظ ليس بالشئ السهل، بل هو غالب لا مغلوب ويحتاج لجهد ووقت وتركيز، وأتمنى أن يقدرني الله لأكمل الرسالة مع محمد ومحمود.
قالت: اهتمام الرئيس بابننا هو انعكاس لاهتمامه بأهل القرآن، والله أوصل صوت ابني للرئيس حتى يكتب له أن يصل صوته للعالم أجمع، ولست مشغوله في أيامي العادية بغير بيتي وشغلي وأولادي، ولست مشغوله بشكل كبير بمواقع التواصل، لكني أتواصل بشكل دائم مع زميلاتي في العمل وأتابع الجديد دون أن يأخذ ذلك حيزا يذكر من وقتي اليومي.
تحفيز الجد
أما جده لوالدته الحاج أحمد فيقول كنا جميعا نهتم به وبحفظه وكنا نحفزه دوما بسبب نبوغه المبكر، وكنت حين ألتقيه ونحن نستمع لقنوات القرآن الكريم، أقول له اعط ظهرك لشاشة التلفاز وقل لي في أي سورة يقرأ القارئ فكان يجيب دوما وعند كل مره أعطه خمس جنيهات.
الرئيس يرعى الكبير والصغير
كما قال الحج أحمد حجازي، قريب أحمد: نتقدم بخالص الشكر للرئيس السيسي لاهتمامه بحفيدنا أحمد الذي قال له أنا جدك، ومن اليوم لن نناديه إلا بالشيخ أحمد السيسي، فالرئيس السيسي الذي نعلم حجم مشاغله حيث يبدو لنا كشجرة مثمرة للداخل والخارج، ورغم كل مسئولياته الكبيرة الا جبر بخاطر ابننا واهتم به، فهو الراعي للصغير والكبير، ونحن نحبه ونسأل الله أن يسدد خطاه ويبارك لمصر فيه.
فخر عائلتنا
أما الحاج محمد صبري ، جد أحمد تامر ، يعمل بإدارة الأزهر بأبوحماد، فقال: فرحة عائلتنا بأحمد ونبوغه، ورعاية الرئيس له لا توصف، ووصلت أبناء العائلة خارج مصر حيث يعمل نجلي السعودية واتصل هو أصدقاؤه بأحمد ليباركوا له، ونحن نحب القرآن وأهله، وعائلتنا جميعا يحبون حفظ القرآن ويحافظون على ذهاب أطفالنا صغارا للكتاتيب، وأغلب أبناء العائلة يدرسون في الأزهر الشريف.
الطاروطي مشجعا
أما فضيلة الدكتور عبدالفتاح الطاروطي، الذي كان بداية شهرة أحمد حين اختبره أمام جمع من مشايخ وقراء القرآن في معهد الطاروطي للقراءات ، فعلق على أحمد بعدما اختبره في أكثر من آية من المتشابهات، فعلق بأن أن الإنسان يستجلب احترام وتقدير الله له ثم الناس عبر حفظه للقرآن، فأحمد وهو حفيد بالنسبة لنا نقف أمامه وقفة اجلال واحترام وتقدير، وذلك لحفظه للقرآن ونبوغه فيه، لأننا لم نستمد كرامتنا وقيمتنا إلا من القرآن، فحفظ أحمد للقرآن على هذه الشاكلة فيض وعطاء من الله تعالى نسأله أن يبارك فيه ويحفظه من كل مكروه وسوء، وأدعو والده لرعايته وحين يبلغ سن الـ 13 فدورته من معهدنا هدية خالصة له.
أضاف: ما يميز أحمد أنه لم يكتف بحفظه المبكر للقرآن بل أنه اهتم بدراسة وتعلم العلوم القرآنية، والوقوف على أحكام التلاوة والتجويد، فالعلوم القرآنية تمنح الحافظ مهابة وتمكنا وتعينه على التلاوة والتجويد في قراءة القرآن.
التقوى تبارك في الذرية
أما فضيلة الشيخ محمد عليوه، المدير الأسبق لأوقاف أبوحماد، وأحد رموز قرية شنباره، والذ حضر مصادفة للتهنئة للمباركة وتشجيع أحمد، ففسر هذا النبوغ بأن تقوى الله تبارك في الذرية وتجعلها صالحة، فأهل القرآن ورثة الحبيب، صلى الله عليه وسلم، فهم أهل الله وهو حافظهم وراعيهم، ووالد أحمد أزهري وحافظ للقرآن وإمام بالأوقاف ويتقي الله في عمله ولذا بارك الله لهخ في أبنائه اللذين نبغوا في حفظ القرآن، ثم أن الإبن أحمد عطاء من الله وهبة لعائلته ووالديه، وهو عطاء ممدود وفيه خير كثير لأن عطاء الله لا ينقطع، ولذا يجب الحفاظ عليه ورعايته، عبر المداومة على مراجعة حفظ القرآن.
رعاية وتكريم أزهري خاص
أما فضيلة الشيخ عادل محمود سلامة، مدير إدارة أبو حماد التعليمية الأزهرية، فيؤكد أن نبوغ أحمد محل رعاية منذ سنواته الأولى وكنا حريصين على مشاركته في مسابقة فضيلة الإمام الأكبر العام الماضي لأنه من النماذج المشرفة ولإيماننا بأن قدراته الفزة ستمكنه من تحقيق مركز متقدم فيها لكنه فاجأنا بحصوله على المركز الأول وهذا شرف لنا، ثم أن رعاية الرئيس السيسي له، لهي دليل على محبته للقرآن وأهله وتشجيعه لأحمد هو بمثابة تشجيع لكل حفظة القرآن الكريم ولكل تلاميذ وطلاب ومدرسين وعلماء وشيوخ الأزهر الشريف، الذي نعلم أن الرئيس يحبه ويحب شيخه وكل أبنائه.
وأعلن أن تكريما أزهريا خاصا ينتظر نابغتنا أحمد تامر لأن ما قدمه من نموذج يحتذى في حفظ القرآن الكريم وأداء متميز والقراءة بإجادة عالية، والحديث للرئيس دون خوف أو وجل الأمر الذي يقدره الأزهر تقديرا كبيرا وسيكون للابن أحمد رعاية خاصة من الأزهر الشريف خلال سنوات دراسته المقبلة.