لعبت الجماعات المتطرفة التى استخدمت الدين شعاراً لها لتصل إلى أهدافها دوراً كبيراً فى انتشار موجة الإلحاد.. فقد ساهمت هذه الجماعات إلى حد كبير فى تشويه وتشويش فكر بعض الشباب نتيجة لنسل هذه الجماعة التى حكمت وفشلت فى حكم البلاد.. وظن الشباب أن الإسلام وراء هذا الفشل وليس المجموعة المارقة التى ساهمت فى ادخال الشباب فى مرحلة التشويش الفكرى الذى يعيشه بعضهم الآن.
لذا فإن من أبرز الأسباب التى دفعت الشباب إلى الإلحاد ممارسات الجماعات التكفيرية التى تنتهج الوحشية والترهيب والزج باسم الإسلام شعاراً لها.. والتى صدرت مفهوماً مشوهاً لتعاليم الدين السمح ورسخت صورة وحشية قائمة له مما نفر عدداً من الشباب ودفعهم إلى الإلحاد.
وبجانب هذه القوى المتطرفة كان التطرف العلمانى الذى ينادى بفصل الدين عن الدولة وما قام به من يدعون أنهم مفكرون إسلاميون من إثارة للجدل حول الثوابت الدينية والتشكيك فى مصادر الأحاديث النبوية والطعن فى الرواه والمحدثين.
كل ذلك وغيره ساهم أيضاً فى خلق حالة من الاضطراب الذهنى لدي بعض الشباب، فاتجه إلى الإلحاد وكفر بكل ما حوله من مبادئ وقيم.
إذا كان تيار التطرف والمتطرفين خطراً على الدولة والنظام والاستقرار السياسى ويجب اجتثاثهم من جذورهم فإن الإلحاد ليس أقل خطراً من هذه التيارات المتطرفة التى كانت سبباً فى انتشاره خاصة أن موجات الإلحاد تحركها منظمات وحركات مشبوهة تهدف لضرب الاستقرار فى المجتمعات الآمنة.
إن عودة الملحدين إلى المنظومة السوية تحتاج إلى تضافر كل الجهود فى المؤسسة الدينية ووزارات الشباب والثقافة والتعليم كل فى مجاله لمعالجة التشوهات الفكرية التى طالت عقول بعض الشباب وذلك لن يتأتى إلا بمواجهة الفكر بالفكر وإزالة الشبهات التى علقت بأذهانهم.
كذلك ينبغى أن تكون مناهجنا الدراسية باحثة عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى لا مجرد معلومات سطحية وقشور لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وعلى عقلاء الأمة وحكمائها ورجالها المخلصين الوطنيين الغيورين على دينهم ووطنهم أن يفطنوا لكل هذه المخططات الخبيثة التى تحاول النيل من الوطن وشبابه لخدمة أهداف وقوى استعمارية.. وهذا يتطلب الوقوف وقفة رجل واحد بتنمية الوعى الحقيقى عند الشباب والنشء فى مواجهة كل هذه التحديات بعيداً عن توظيف الخلافات المذهبية لاغراض سياسية والعمل بكل حسم لمواجهة التطرف الدينى بشقيه الغلو والشدد والتطرف والإلحاد ولننتبه إلى أن القوى المعادية كثيرة وقوية وهى تحاول أن تغزو العقول والنفوس وتباشر نشاطها بخطط مدروسة.. والواجب أن نحصن شبابنا ضد هذه السموم وأن ندرك مسئوليتنا عن هذه المهمة الخطيرة.
ختاماً :
قال تعالى : «وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ » «الأعراف ٣٦»
صدق الله العظيم