البحث عن الشهرة وجني الأرباح بسهولة صار هدفا لدي العديد من الناس، والغريب أنه ليس بالضرورة أن يكونوا من المشاهير أو الفنانين أو حتي من لاعبي كرة القدم بل أن معظمهم أشخاص عاديين ومن مناطق شعبية، والخطير في الأمر أنهم على استعداد لعمل اي شئ من أجل الحصول على نسبة عالية من المشاهدات لجني الأرباح.
شاهدنا سائق شاحنة يقوم بفتح بعض ” السندوتشات: ويدعي أن أحدهم أعطاها له على الطريق ليفاجأ أن ” السندوتشات” بها حبوب مخدرة وبعد قيام الداخلية بالتحقيق في الواقعة تبين أنه اختلق هذه الحدوتة الكاذبة بهدف الحصول على مشاهدات عالية، كما شاهدنا أحد الأشخاص يدعي أنه محلل شرعي وقام بالزواج من أكثر من 33 سيدة وأنه يقوم بهذا العمل لوجه الله،ثم يتضح بعد ذلك أنه يكذب من أجل الشهرة وجني الأموال أيضا.
شاهدنا أيضا الفتاة التي ارتدت ملابس عارية وقامت بالتصوير عند هرم سقارة ونشرت الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورغم استهجان الكثيرين لهذه الصور إلا أنها حققت المطلوب منها وهو تحقيق أعلي نسب مشاهدة ومن ثم ” ركوب التريند”
أعلم تماما انه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها قد يلجأ البعض إلي طرق غير عادية للحصول على الأموال ولكن الأمر هنا فاق كل الحدود حتي أن البعض صار من الممكن أن يضحي بصورته ومظهره الاجتماعي من أجل الحصول على اللقطة التي تحقق له مكسبا ماديا كبيرا وسريعا في الوقت نفسه.
الجميع يلهث وراء “التريند” حتي المشاهد أو المتلقي أصبح هو الآخر يبحث عن التريند دون أن يتاكد من صدق المعلومة أو صحتها وهو مايساهم في رفع نسب المشاهدة لبعض الأشياء التي قد تكون كاذبة أو ” مفبركة” .
وفي المقابل نجد أن هناك قضايا وموضوعات على درجة عالية من الأهمية ولا تجد نفس صدي الموضوعات التافهة أو الكاذبة وكأن المشاهد أو المتلقي صار يبحث عن الاثارة أو الأشياء التافهة فقط لاغير، فعلي سبيل المثال تقوم الدولة بمشروعات قومية كبيرة جدا ولم تحدث في تاريخ مصر ومع ذلك لا نجد من يلقي الضوء عليها إلا بعض المواقع أو القنوات الاخبارية أما باقي المواقع فقد دخلت هي الأخري في ” سبوبة التريند” وصارت تبحث عن المكسب السريع فنجد على سبيل المثال عشرات اللقاءات مع ” ملك الضاني” وأبو طربوش” صاحب أشهر عربية “سمين” في السيدة وسندوتشات “مش بالبيض” و”الجملي هو أملي” وغيرها من الموضوعات التي لن تفيد القارئ في اي شئ ولو قامت هذه الصفحات والمواقع بعمل لقاء مع عالم أو مفكر أو طبيب لن يجد ولا ربع هذه المشاهدات ولن يحقق أي أرباح من أي نوع.
نحن أمام كارثة أخلاقية أو اجتماعية يجب أن تتوقف فورا لقد وقف المارة يشاهدون ويقومون بالتصوير لمجرم الاسماعيلية وهو يقوم بذبح ضحيته في عز النهار بدم بارد ولم يتصدي له احد من المشاهدين الكل وقف يشاهد أو يقوم بالتصوير فهو يريد اللقطة وكفي، وهذه ليست مصر الحقيقية بشعبها العريق الشهم الشجاع والمقدام ولكنها مصر في عصر ” التريند”.