وزير الأوقاف : نواجه التسيب والانحلال بنفس قوة مواجهة التشدد والغلو
عميد كلية الدعوة : الاسلام لم يقبل علم ويرفض أخر
رئيس جامعة الأزهر : الدين أصبح مهنة من لا مهنة له.
د/ على جمعة : العلوم الشرعية والانسانية تخدم البشرية
متابعة : مروة غانم
أكد المشاركون فى مؤتمر كلية الدعوة على أهمية تصدى أهل الإختصاص للحديث فى أمور الدين وأن يقوموا دون غيرهم بتجديد الخطاب الدينى موضحين أن افة اليوم هى الجهل والمغالطة ولابد من مواجهتما بالحجة والبرهان .
وشدد المشاركون على ضرورة تسلح الداعية وإلمامه التام بالعلوم الانسانية لانه لا غنى عنها فى الفتوى لافتين الى أن الدين أصبح مهنة من لا مهنة له حتى تحدث فيه الروبيضة مطالبين بتجريم ارتداء الزى الأزهرى من غير الأزهريين جاء ذلك فى المؤتمر الدولى الأول الذى عقدته كلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة تحت عنوان :” دور العلوم الشرعية والانسانية فى خدمة الدعوة الاسلامية ” والذى عقد على مدار يومى الأحد والاثنين الماضيين بمركز الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة والذى ضم كوكبة من العلماء من داخل مصر وخارجها فى مختلف التخصصات
المزاوجة بين العلوم
وفى بداية المؤتمر أكد الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة على أن دعوة الاسلام لم تعرف التفرقة بين علم وأخر فلم يقبل علم ويرفض أخر بل عرفت المزاوجة بين العلوم والجمع بين المعارف النظرية والعلوم الشرعية والانسانية مشيرا الى أن هذا ما درج عليه الأزهر الشريف فى أداء مهمته التعليمية , فلم يكتف بتعليم أبناءه العلوم الشرعية فحسب بل جمع إليها العلوم المختلفة الأخرى .
اعادة بناء الداعية
ولفت الى حرص كلية الدعوة على إعتماد مبدأ التكامل المعرفى بين العلوم ايمانا منها بضرورة اعادة بناء نموذج الداعية الواعى بمستجدات العصر
الجهل والمغالطة
أما وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة فأكد على وجود أمرين أضرا بالخطاب الدينى وهما الجهل والمغالطة ’ فالجهل علاجه العلم , أما المغالطة فداؤها المواجهة بالحجة والبرهان .
وأضاف ما نؤكد عليه دائما أننا نواجه التسيب والانحلال والتفريط بنفس القوة والحماسة التى نواجه بها التشدد والغلو مشيرا الى أهمية دراسة العلوم الشرعية والانسانية دراسة واعية فهى الميراث الذى تستقيم به حياة الناس “على حد قوله “.
ولفت جمعة الى أنه لا يستطيع أحد فهم العلوم الشرعية فهما دقيقا دون الإلمام بالعلوم الانسانية خاصة علم النفس منها وهذا ما يؤكد العلماء على مراعاته عند الفتوى مطالبا بالتوسع فى دراسة علم التفس دراسة عميقة قدر حاجة الداعية إليها معلنا عن استعداد وزارة الأوقاف الاعلان عن تعيين دفعة جديدة من الأئمة كما أن الأوقاف على استعداد لتشكيل لجنة مع كلية الدعوة لاختيار الطلاب النابغين لاداء خطبة الجمعة .
تحديات الدعوة
وأشار وكيل الأزهر الدكتور محمد الضوينى الى أن الدعوة الاسلامية تواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية ومن أهم هذه التحديات أن الواقع يفرض على الدعاة ايجاد التوافق بين الثقافة الدعوية ومعطيات الزمان والمكان لايصال رسالة الاسلام الصحيحة الى الناس لافتا الى ان العلماء يجب أن يقوموا بتفنيد وتصحيح الفتاوى الخاطئة التى علقت فى أذهان الشباب لافتا الى أن الداعية الذى يتقوقع فى بطون الكتب دون أن يخرج للناس منها ما يفيدهم حكم على نفسه بالاندثار مختتما حديثه بقوله : اذا كان العلم نور فالدعاة والعلماء هم نور للناس يهتدون بهم فى كل مكان وزمان .
وأوضح الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن للأئمة والدعاة دور كبيرفى استقرار الأوطان ونهضة الأمم وذلك لأنهم ينشرون العلم الدينى الصحيح ويعملون على نشر الأخلاق التى بها صلاح المجتمعات ’ وبها تتم مواجهة الأفكار المغلوطة التى تؤثر فى استقرار البشرية وتؤخر التطور الانسانى وتهدم الدين والدنيا .
وأشار الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الجمهورية السابق الى أن الله تعالى أمرنا بالعلم والتعلم وهذه غايتنا فى الأزهر الشريف وعلينا تطبيق وتنفيذ أمر الله لعمارة هذا الكون لافتا الى أن العلوم الشرعية والانسانية تقوم بخدمة الانسانية .
أهل الإختصاص
وألقى رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد حسين المحرصاوى الضوء على أهمية تجديد الخطاب الدينى مشددا على ضرورة تحديد من له الحق فى ذلك ,فالناس لا تقبل الحديث فى الأمور الطبية إلا من أهل الطب وكذلك الهندسة وكل المهن لا يتحدث فيها الا أصحابها وأهل اختصاصها ’أما الدين فقد أصبح مهنة من لا مهنة له يتكلم فيه الروبيضة معتمدين على الهوى والميل النفسى من هنا ظهر التطرف الفكرى .
وطالب رئيس جامعة الأزهر بتجريم من يرتدى الزى الأزهرى وهو لا ينتسب للأزهر الشريف مثلما يجرم من يرتدى الزى العسكرى وهو لا ينتسب للمؤسسة العسكرية .
وأشار الى أن الإرهاب المسلح والجماعات المتطرفة استمدت قوتها من تراجع كثير من العلماء فى التصدى للموقف الدعوى .
الأزهر والتراث
أما الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء والرئيس السابق لجامعة الأزهر فسلط الضوء على دور الأزهر الشريف فى الحفاظ على تراث الأمة من الهجمة التتارية الشرسة التى كادت أن تودى بتراث الأمة الاسلامية لولا انتفاض الأزهر الشريف واحتضانه تراث امته مستشهدا بقول لاحد المؤرخين القدامى فى الثناء على الأزهر الشريف حيث قال : من لم يذهب الى مصر لم يرى مجد الاسلام لان بها الأزهر الشريف ” مطالبا بالتكاتف والتلاحم لمواجهة التحديات التى تواجه الدعوة الاسلامية .
ولفت الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر الى ضرورة أن يتسلح الداعية بسلاح العلم وان يلم إلماما تاما بكافة التخصصات الفقهية فضلا عن ضرورة حفظه للقرآن الكريم حفظا تاما وفهمه الصحيح لأسباب النزول والإطلاع على التفاسير المختلفة
وأضاف صديق : هناك الكثير من الأيات القرآنية التى تتحدث عن العلم وتعزز قيمته وترفع من شأن ومكانة العلماء فضلا عن الأحاديث النبوية المختلفة التى تحثنا على طلب العلم والتعلم مطالبا الدعاة بالموازنة بين العقل والنقل .