سلَّطت الأيادي الخفية، الضوء منذ أيام قليلة، على فيديو لرجل يُدعى “زكريا بطرس” يرتدي زي آباء الكنيسة المصرية، رغم أنه مطرود منها منذ ١٨ عاما، وقد طردته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد محاولات كثيرة معه لتقويم فكره وخُلُقه، ولما لم تفلح كل محاولاتها لإصلاحه وتقويمه قامت بطرده، حسب البيان الصادر من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، السبت ١٣ نوفمبر ٢٠٢١ – ٤ هاتور ١٧٣٨ ش. والذي أعلنت فيه طرده منها ورفضها لأساليبه المسيئة، وأنه سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد طرده منها ومن مصر، ومن هناك بدأ يبث سمومه على الدين الإسلامي وعلى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في برامج وفيديوهات عبر قنوات أدعياء الحرية والديمقراطية منذ سنوات طويلة، والفيديو الذي تم تسليط الضوء عليه هو فيديو قديم وهناك غيره الكثير والكثير مثله، بل هناك الأسوأ منه، ولكن لم يكن هناك من يلتفت إليه ولم يجد سابقًا من يستمع إليه، أما الآن وبعد أن بدأ الأزهر الشريف يجذب الناس مرة ثانية للدين، وبعد أن ثبت للعالم وعي الأزهر بعلمائه وقادته وقياداته للمؤامرات التي تُحاك للدين عامة ولمصر خاصة، كان لابد أن يظهر ما يثير الفتنة، ويشتت أذهان المجتمع ويبث الشك في قلوب ضعاف الإيمان والجهلة بالعلم والدين، ويساعد على إلحاد المتذبذبين والمتشككين.
إن مثل هذا الدعي الذي رفضته كنيسته فكرًا وعقيدة، قولًا وعملًا، كما طرده بلده وحكومته ولفظته منذ أعوام كثيرة، لهو كالقيء المنتن الذي يجب علينا جميعًا ألا نستمع إليه، ولا نعمل أي شئ من شأنه أن يساعد على نشر فيديوهاته؛ لأننا بذلك نساهم في نشر الإساءة للرسول وللإسلام من دون قصد أو دراية، وإذا كان الدال على الخير كفاعله فإن الدال على الشر كفاعله أيضًا، وأما عن عقوبة هذا وأمثاله ممن يؤذون الله ورسوله فقد توعَّدهم الله بالطرد من رحمته في الدنيا والآخرة، وأعدّ لهم عذابًا أليمًا في الآخرة، مثلهم مثل أبي لهب والوليد بن المغيرة اللذين ذكر الله عقوبتهما في القرآن الكريم، وأنها ستكون في الدنيا والآخرة، مما يدل على موتهم على نفس الحال، واليقين بعدم توبتهم مما هم عليه من الأعمال القبيحة؛ فقد قال تعالى: “إِنَّ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابا مُّهِینا﴾ [الأحزاب ٥٧]، فبقدر إعدادهم أعمالًا يؤذون بها الله ورسوله، فإن الله أعدَّ لهم عذابًا في الآخرة، وبقدر محاولات الإساءة لله ورسوله ستكون الإهانة في العذاب فلا يكفي أنهم سيُعذّبون عذابًا أليمًا لإساءتهم للرسول لما في قوله تعالى: “…وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [التوبة ٦١] بل سيكون العذاب أيضًا مُهينًا.