أكد الباحث محمد محب- المدرس المساعد بقسم الاذاعة والتليفزيون بإعلام الأزهر- أن ظاهرة الإلحاد تعد واحدة من أبرز القضايا المعاصرة فى مجتمعاتنا العربية والاسلامية والتى كانت مدفونة كالنار تحت الرماد طيلة عقود سابقة، حيث وجدت فرصة سانحة للظهور بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث ظهرت آراء إلحادية تجترئ على الدين وتسخر من ثوابته، لافتا الى ظهور قنوات يوتيوب متخصصة لنشر الفكر الإلحادى بين الشباب مكرّسة كل برامجها لانتقاد أسس الأديان، لاسيما الاسلام.
جاء ذلك فى رسالته العلمية التى ناقشها بكلية الاعلام بجامعة الازهر بالقاهرة، تحت عنوان “المضامين الإلحادية فى قنوات اليوتيوب واتجاهات الشباب الجامعى نحوها”، دراسة تطبيقية، وقد ناقشها كل من د. محمود حسن اسماعيل- استاذ الاعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس- د. محمود الصاوى- الوكيل الاسبق لكليتى الدعوة والإعلام وأستاذ الثقافة الاسلامية بكلية الدعوة- د. محمود عبدالعاطى- رئيس قسم الاذاعة والتليفزين بإعلام الأزهر سابقا- د. عرفة أحمد عامر أستاذ الإذاعة والتليفزيون بإعلام الأزهر .
أوضح الباحث أنه قام بتحليل محتوى عدة قنوات على اليوتيوب تنشر الفكر الالحادى بين الشباب وقنوات أخرى ترد عليها، وتوصل الى أن هذه القنوات أكثر هجوما على الدين الاسلامى مقارنة بغيره من الأديان الأخرى، حيث لم يهتم القائمون على هذه القنوات باثارة الشبهات حول الأديان الأخرى قدر اهتمامهم باثارة الشبهات حول الدين الاسلامى .
وأشار الباحث الى ان جميع مقاطع الفيديو داخل قنوات اليوتيوب محل الدراسة حظيت بدرجة عالية من التفاعلية، حيث لا يوجد أى مقطع من مقاطع الفيديو عينة الدراسة لم يحظ بمشاهدة أو تسجيل اعجابات به او عدم اعجاب به وهذا يوضح غلبة المشاهدة والتقييم من قبل المستخدمين أكثر من التعليق بالكتابة حول مقاطع الفيديو، لافتا الى أن هذه النتيجة تدل على ايجابية المستخدمين فى تفاعلهم مع القنوات الداعية الى الإلحاد وكذلك القنوات المجابهة له على حد سواء.
وشدد على اهتمام قنوات الإلحاد بطرح الشبهات للطعن فى ثوابت الدين فى حين ركزت القنوات المناهضة لها بالرد على هذه الشبهات وتفنيدها بطريقة علمية وبيان كذب وافتراء هذه القنوات فيما تعرضه وتبثه مشيرا الى استخدام بعض قنوات الالحاد لألفاظ غير لائقة عند طرحها لمحتواها فى حين خلت القنوات المناهضة لها من أية ألفاظ غير لائقة.
ولفت الباحث الى أن مستخدمى ومتابعى قنوات الإلحاد على اليوتيوب يعزفون عن مناقشة المضمون الإلحادى الذى يتابعونه مشيرا الى أن هذه النتيجة التى توصل اليها تعد نتيجة منطقية لان مناقشة المضمون الإلحادى عادة ما يثير الشك والريبة فى نفوس المستمع .
توصيات مهمة
وفى نهاية البحث أوصى الباحث بضرورة إجراء مزيد من الدراسات التى تتناول مناظرات الإلحاد على موقع اليوتيوب من خلال التفاعلية وتعليقات المستخدمين كما أوصى باجراء مزيد من الدراسات حول دور الدعاة فى مواجهة ظواهر الإغتراب الفكرى فى وسائل التواصل الاجتماعى والتى تعد النافذة المعرفية الأولى للشباب كما طالب بعمل دراسات حول ظاهرة التنوير والتجديد وأوصى كذلك بضرورة الاهتمام بتقديم دراسات حول المضامين الدينية المختلفة التى تعرض على اليوتيوب.