حثَّنا ربّ العزّة على المساعدة ومد يد العون للمحتاجين وقت الضيق، وأن نعلم أن هذا العطاء والعون هو عطاء لله كما أخبر: (مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضْعَافًا كَثِيرَةً). فالقرض: اسم لكل مَا يعطيه الانسان ليجازى عليه، فسمى الله عمل المؤمنين له على رجاء ما عدّ لهم من الثواب قرضا، لأنهم يعملونه لطلب ثوابه، والاستفهام في الآية للحض على البذل والعطاء، وللترغيب على الاتصاف بالصفات الكريمة.
ولمن هذا القرض؟ إنه لله الذي بيده خزائن السموات والأرض والذي سيرد للباذل أضعاف ما بذل، فكأنه- سبحانه- يقول لنا: إن ما تدفعونه لن يضيع عليكم بل هو قرض منكم لي، وسأرده لكم بأضعاف ما دفعتم وأعطيتم.
وقوله قَرْضاً حَسَناً: فيه حث للناس على إخلاص النية، وتحرى الحلال فيما ينفقون، لا يكون بمال حرام ولا بنية الرياء حتي يكون عمله متقبلا عند الله.
فنرى في هذه الآية الكريمة ألوانا من الحض على الإنفاق في وجوه الخير ومن ذلك التعبير بالاستفهام، لأنه للتنبيه وبعث النفوس إلى التدبّر والاستجابة. وإخفاء مرات المضاعفة ووصفها بالكثرة فلا يعلم مقدارها إلا الله.
فأقرضوا ولا تبخلوا.