صندوق “قادرون باختلاف”.. يترجم اهتمام القيادة السياسية بذوى الهمم
فخور بوضعى.. ولم أشعر أبدا بالاعاقة
حوار: عبدالرحمن أبوزكير
عبَّر د. خالد بن الوليد عبدالفتاح، عن سعادته البالغة بصدور القرار الجمهوري بتعيينه عميدًا لكلية العلوم بجامعة جنوب الوادى بقنا، ليصبح أول عميد كلية من ذوى الهمم، والأصغر سنًا فى آن واحد، مشيرًا إلى أن هذا الدعم من القيادة السياسية يجسّد يقينها الراسخ في إمكانات وقدرات ذوى الهمم التي تزداد مساهماتها يومًا بعد يوم في صياغة حاضر هذا الوطن وبناء مستقبله.
وثمَّن جهود القيادة السياسية فى دعم ذوى الهمم، مؤكدًا أن المجتمع الذي يقدر أبناءه من ذوي القدرات الخاصة ويسخّر لهم كل الدعم والرعاية، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أعلى معدلات التنمية والتقدم والنهضة الشاملة في جميع المجالات.
وقال فى حواره لـ “عقيدتى”: الرئيس السيسى وثورة 30 يونيو لهما الفضل الأكبر فى إنهاء سنوات التهميش لذوى الاحتياجات الخاصة، وأن توجيه الرئيس بإنشاء صندوق “قادرون باختلاف” يعد ترجمة حقيقية لاهتمام القيادة السياسية بدعم ذوى الهمم. مؤكدًا أنه لم يشعر يومًا ما بأنه معاق فقد كان شعاره “حب عيبك.. الناس تحبه” وأن الإعاقة الحقيقية هى التى تقف أمام تحقيق طموحات صاحبها .
أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد البدء فى تنفيذ خطة تطوير كلية العلوم بقنا وأهم ملامحها إنشاء مبنى جديد لأقسام علم النبات وعلم الحيوان، وربط البحث العلمى بالصناعة، وتحقيق التحول الرقمى الشامل، وأن الكلية جاهزة للحصول على الاعتماد والجودة.
وفيما يلى نص الحوار.
حدثنا عن بدايتك ونشأتك؟
** وُلدت فى قرية “القلعية” التابعة لمركز أبوتشت، قنا، الولد الوحيد مع 5 بنات شقيقات، وشاءت الأقدار أن أكون مصابًا بشلل الأطفال، وعندما كبرت وبلغت سن الالتحاق بالمدرسة لم يتوان والدى عن إلحاقى بالمدرسة مثل أبناء الأقارب والجيران، فالتحقت بمدرسة القلعية الإبتدائية، ثم مدرسة كوم البيجا الإعدادية بمركز فرشوط، ثم مدرسة العسيرات الثانوية بمركز فرشوط، وكان التحاقى بالمدرستين الإعدادية والثانوية فى مركز فرشوط نظرًا لقربها من محل إقامتى بقرية القلعية التى تقع أقصى الجنوب من مركز أبوتشت، فكانت مدارس مركز فرشوط هى الأقرب لنا من مدارس مركز أبوتشت.
ما هى سيرتك ومسيرتك منذ التحاقك بكلية العلوم؟
– أود أولا أن أشير إلى أن التحاقى بالثانوى العام من البداية كان تحديا كبيرا، حيث كان الجيران والمقربون يهمسون فى أذن والدى بأن الالتحاق بالدبلوم هو الأفضل بالنسبة لظروفى، وبعد الحصول على الدبلوم قد تتاح لى فرصة التعيين ضمن نسبة الـ 5 %، إلا أن والدى رفض كل ذلك وتمسك بأن التحق بالثانوى العام تلبية لرغبتى، لأن طموحى كان أكبر من مجرد الحصول على فرصة عمل، وعقب انتهاء الدراسة التحقت بكلية العلوم بقنا دون أن أعير ما يقال أى اهتمام، لأن من يريد أن ينجح يجب ألا يلتفت خلفه وأن يضع أى تحديات تحت قدميه ليصعد إلى القمة، وبفضل الله التحقت بقسم الفيزياء بكلية العلوم وكنت الأول على دفعتى حيث تخرجت عام 2000 وعيّنت معيدًا بالكلية فى 2001 .
بعد ذلك حصلت على الماجستير 2003 وعينت مدرسًا مساعدًا، ثم الدكتوراه 2006 وعينت مدرسًا بالكلية، ثم تمّت ترقيتى لدرجة استاذ مشارك 2013 وحصلت على درجة الاستاذية 2019، وشغلت العديد من المناصب الإدارية بجامعة جنوب الوادى منها مدير وحدة التصنيف الدولى بالجامعة، مدير مركز تنمية المهارات البشرية والتحليل الإحصائى، المدير التنفيذى لمشروع تطوير معمل الالكترونيات والأجهزة النانومترية وتأهيله للاعتماد، مدير مركز ريادة الأعمال للاستشارات والتدريب، مستشار مشروع تعزيز فرص التعليم والتدريب لذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة جنوب الوادى، المدير التنفيذى لمشروع التطوير المستمر والتأهيل للاعتماد بكلية العلوم بقنا، مستشار مشروع تنمية المهارات البحثية لطلاب كلية العلوم والأقسام العلمية بكليات التربية بجامعة جنوب الوادى بقنا، مدير وحدة التدريب بكلية العلوم، مدير وحدة ضمان الجودة بكلية العلوم، مدير وحدة إدارة المشروعات بجامعة جنوب الوادى، رئيس قسم الفيزياء، ثم وكيل كلية العلوم لشئون البيئة وخدمة المجتمع، ثم وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث قبل أن يصدر قرار رئيس الجمهورية بتعيينى عميدًا للكلية وأصبح أول عميد كلية من ذوى الهمم والأصغر سنًا فى آن واحد.
كيف استقبلت القرار الجمهورى؟
** كان شعور ممتزج ما بين الفرحة والتقدير لهذا القرار وما بين الشعور بكبر المسئولية وأعباء القيادة، وأتمنى من الله أن يعيننى على تحمل المسئولية، خاصة أن عمادة كلية العلوم تختلف عن أى كلية أخرى، فهى أكبر كلية عملية بالجامعة وتتشابك فى العملية التعليمية مع مختلف الكليات حيث تدرس كل كليات الجامعة فى تخصصات مختلفة.
دعم الدولة
كيف ترى دعم الدولة لذوى الهمم؟
** الدولة تدعم ذوى الهمم دعما كبير جدًا، من الناحية التشريعية، التنفيذية، المادية، المعنوية، فلا أحد ينكر التشريعات التى خصّصت عددا من المقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ لذوى الهمم إضافة إلى تمكينهم من حقوقهم وتوفير الأجهزة التعويضية والسيارات المجهزة لهم، واحتفالية “قادرون باختلاف” لأصحاب الهمم والقدرات الخاصة التى أقيمت قبل أيام بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكبر دليل على دعم الدولة لذوى الهمم، حيث أكد الرئيس، أن الدولة تولى عناية خاصة بأبنائها من ذوي القدرات الخاصة إيمانًا بقدراتهم وإمكانياتهم، كما أكد أن المجتمع الذي يقدر أبناءه من ذوي القدرات الخاصة ويسخّر لهم كل الدعم والرعاية، هو المجتمع الأقرب إلى تحقيق أعلى معدلات التنمية والتقدم والنهضة الشاملة في جميع المجالات.
كما أن توجيه الرئيس لمجلسى النواب والشيوخ بعمل تشريع يسمح بإنشاء صندوق “قادرون باختلاف” يجسّد أيضًا رعاية الرئيس ويقينه الراسخ في إمكانات وقدرات ذوى الهمم التي تزداد مساهماتها يومًا بعد يوم في صياغة حاضر هذا الوطن وبناء مستقبله، هذا إلى جانب التوجيه بسنِّ تشريع يعاقب على التنمّر بذوى الهمم وهذا مكتسب جديد يتحقق على أيدى الرئيس السيسى، فالمعاقون في مصر حققوا مكتسبات كثيرة بعد ثورة 30 يونيو لم يحصلوا عليها في أى عهد سابق لتنتهى سنوات التهميش والإهمال وتتحقق المكتسبات فى عهد بانى مصر الحديثة الرئيس السيسى.
الصعوبات التى واجهتها في السابق، ماذا تقول عنها؟
** دعنا نتفق أن الصعوبات ترجع لعقلية من يتعامل معها، وأنا بطبعى لا اهتم بها، فهناك من كان يرى أننى يجب أن أكون في زاوية معينة، ولكن أنا لما ألتفت لكل ذلك وأكملت مشوارى مؤمنًا بقدراتى وإمكانياتى في تحقيق طموحاتى، لأن الأهم “أين أريد أن أكون أنا، وليس أين يريدك الآخرون”، أما أى صعوبات أخرى فمن السهل تجاوزها أيضًا لأنها تمر بمرور الأيام.
البعض لا يزال يرى أن الإعاقة أكبر تحدى أمامهم، بما تنصحهم؟
** للأسف هناك فعلًا من لا يزال يرى أن الإعاقة أكبر تحدى أمام تحقيق الطموحات، لكن المحك هو “المعاق شايف نفسه فين وازاى؟” فالإعاقة من الممكن أن تصبح نعمة لمن يتعامل معها ويحقق طموحاته دون النظر إلى الإعاقة أيًا كان نوعها، ومن الممكن أن تتحول إلى ابتلاء إذا وقفت أمامنا واعتبرناها هما، فشعارى دائمًا “حب عيبك.. الناس تحبه”، ولذا فأنا لم أشعر أبدًا بالإعاقة وأرى أن الإعاقة الحقيقية هى وقوفك في مكانك واستسلامك لنظرة المجتمع وما يقال عنك. وأود أن أخبرك أننى أيضًا أذهب إلى الأسواق وأقوم بشراء احتياجاتى بمفردى وأخدم نفسى بنفسى في المنزل .
بصفتك رئيس أول مركز متخصص في النانو تكنولوجى وتطبيقاته بالجامعة، حدثنا عن أهم انجازات واسهامات المركز في خدمة المجتمع؟
** تم انشاء مركز النانوتكنولوجى بالجامعة 2013 والمركز يهتم بتطبيقات النانو تكنولوجى في معالجة المياه من مصادر التلوث المختلفة، كما يهتم بأبحاث علاج مرض السرطان، وعلاج الأمراض الناتجة عن البكتريا الممرضة، وتحسين كفاءة الخلايا الشمسية، وتطوير أغشية واقية من الأشعة فوق البنفسجية، وقد حصل المركز على الاعتماد الدولى في قياس المواد النانومترية، والمعمل يخدم طلاب كليات العلوم والهندسة والطب وطب الفم والأسنان والآثار والطب البيطرى والزراعة، وهناك أعداد كثيرة درست وأنهت الأبحاث ورسائل الماجستير داخل المعمل، إضافة إلى تدريب طلاب البكالوريوس أثناء فترة الإجازة الصيفية على تحضير واستخدامات المواد النانومترية في التطبيقات المختلفة.
ما هى خطتكم لتطوير كلية العلوم؟
** خطة التطوير لها عدة مرتكزات، منها العملية التعليمية، العملية البحثية، خدمة المجتمع. والعملية التعليمية تشمل جودة قاعات التدريس المستخدمة وتطوير أساليب التدريس المتبعة، ونحن بصدد تجهيز مبنى جديد لكلية العلوم يضم أقسام علم النبات وعلم الحيوان.
ومن الناحية البحثية فلدينا خطة لربط الأبحاث الأكاديمية بالكلية لتصبح أبحاث تطبيقية ترتبط بالصناعات القائمة في المجتمع بجنوب الوادى، فهذا الأمر ينتظر منا أن نلقى حجرًا في المياه الراكدة ليكون هناك ربط حقيقى بين الصناعة والبحث العلمى.
وفيما يتعلق بخدمة المجتمع؛ فإن كلية العلوم قادرة على تقديم خدمات مجتمعية والمساهمة في حل العديد من المشكلات، وذلك من خلال تسويق امكانيات وخدمات الكلية مع المحافظة والكيانات الصناعية، هذا إلى جانب رفع كفاءة الجهاز الإدارى بالكلية والاتجاه نحو الرقمنة والتحول الرقمى بشكل كامل.
رسالة أمل
رسالة أمل تبعث بها لكل أصحاب الهمم بعد تجربتك الناجحة؟
** أقول لهم: “أنا فخور أننى واحدًا منهم”، وأقول لهم: “بلدنا في احتياج لنا، تحتاج منا المساهمة في البناء وأن نساعد الرئيس في بناء الجمهورية الجديدة، ونقول لبلدنا ورئيسنا: شكرًا لكل ما يُقدَّم لنا بالعمل وليس بالقول” فالرئيس السيسى أنهى سنوات التهميش لذوى الاحتياجات الخاصة بالفعل وليس بالقول.
وماذا تقول في رسالتك لرئيس الجمهورية بعد هذه الثقة؟
** أقول للرئيس: “شكرًا يا ريس على ثقتك وعلى دعمك، وربنا يقدّرنى وأكون أحد الجنود المخلصين لبناء هذا الوطن تحت قيادة سيادتكم “.
وماذا تقول لأعضاء هيئة التدريس وطلاب كلية العلوم بجامعة جنوب الوادى؟
** أقول لهم: “أنا محتاجكم، ومعكم في كل ما من شأنه رفع مكانة الكلية، فبدون أساتذتى وزملائى وتلاميذى وأحبابى الطلاب مش هقدر أعمل أى حاجة، وأنا مستنى دعمكم وجهدكم معى، وأعلم انكم لن تخذلوننى “.
أخيرًا، شخص في حياتك تود أن توجه له رسالة؟