كتبت- إسراء طلعت:
“اتكلم عربي “، و”اتكلم عربي وعيشها مصري”، و”حافظوا على هويتكم”، مبادرات داعمة للحفاظ على اللغة العربية، انطلقت الفترة الأخيرة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الأولى أطلقتها وزارة الهجرة لحماية أبناء المصريين بالخارج من الثقافات الأخرى، وطورتها بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أما الأخيرة فأطلقها مجمع البحوث الإسلامية، هدفها الأساسي الحفاظ على اللغة العربية وتعليم الأبناء لغتهم الأم التي تعد هوية حضارية، ترصد عقيدتي تلك المبادرات وكيف ساهمت في الحفاظ على اللغة العربية.
أكدت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، أن مبادرة “اتكلم عربي” تعمل على حماية أبناء المصريين بالخارج من الثقافات الأخرى، مضيفة أن الدولة مع الانفتاح على الثقافات الأخرى ولكن لا تأتي تلك الثقافات على الهوية المصرية، مؤكدة أنها حصن لحماية ابنائنا في الخارج من الأفكار المتطرفة في المستقبل وذلك من خلال التمسك بالهوية المصرية.
قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة: إن مبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” تعمل على ترسيخ ثقافة المصرية وتعزيز اللغة العربية لأبناء المصريين بالخارج من الجيل الثاني والثالث.
وأوضحت أنه بعد تكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير المبادرة من اجل انتشار المبادرة لكافة ابناء المصريين بالخارج، وتم تطويرها من خلال عقد ١٥ معسكرا لابناء المصريين بالخارج، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لجذب اطفال المصريين بالخارج لجذبهم إلى المبادرة السفيرة نبيلة مكرم، أن تم جذب ٢٠٠ مليون مشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمشاهدة المبادرة، موضحة أنه تم تدشين تطبيق الالكتروني بالتعاون مع احد دور النشر وذلك للوصول لأكبر شريحة من اطفال المصريين بالخارج، مشيرة إلى إن تم تطوير التطبيق بشكل كبير لجذب الاطفال مع اخذ آراء المصريين بالخارج لجذب أطفالهم.
وأكدت وزيرة الهجرة أن التطبيق يقوم بالترويج إلى الثقافة المصرية من خلال المناطق المصرية التاريخية الموجودة بمصر بداية من مدن النوبة وحتى العاصمة الإدارية
وذكرت أن المبادرة جاءت للحفاظ على الهوية المصرية وحمايتها من حرب طمس الهوية، كما تم إطلاق “اتكلم عربي وعيشها مصري”، ضمن المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي أطلقتها الوزارة بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لدى الأطفال المصريين المقيمين بالخارج.
واستهدفت مبادرة “اتكلم عربي” المرحلة الأولى من التطبيق الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، والمرحلة الثانية من سن 6 إلى 9 سنوات، والمرحلة الثالثة من سن 9 الى 12 سنة، موضحة أن إطلاق التطبيق الإلكتروني الخاص بالمبادرة يتيح الفرصة أمام أجيالنا المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وبالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية وزيرة الهجرة: المرحلة الأولى من تطبيق اتكلم عربي تستهدف الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات وتقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا.
من جانبه أطلق مجمع البحوث الإسلامية، مبادرة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق 18 ديسمبر، وهو اليوم الذي أقرت فيه اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة 1973، لتجديد الدعوة بوجوب حماية اللغة العربية من محاولات التغريب المستمرة؛ إذ تُطلق المبادرة بعنوان: “حافظوا على هويتكم”، لتشجيع الجميع على استخدام اللغة العربية، والتحدث بها.
وصرح د. نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هذه المبادرة تأتي ضمن اهتمامات مؤسسة الأزهر بقيادة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، باللغة العربية، والتي تُعد من أهم اللغات التي يتحدث بها الناس؛ لما لها من مكانة وأهمية لدى العرب والمسلمين على مرّ التاريخ، كما أنها استطاعت أن تحافظ على أصالتها واستقلالها على مرّ العصور والأزمنة؛ بل وأثّرت في غيرها من اللغات الأخرى، وهي لغة ثرية بالمفردات.
وأكدت أنه نظراً لمكانة اللغة العربية وأهميتها، أنزل الله -عز وجل- بها القرآن الكريم، وجعله معجزة النبي، الخالدة؛ إذ انتشر الدين الإسلامي وانتشرت معه اللغة العربية في شتى بقاع الأرض، كما أنها تتمتع بالكثير من الخصائص التي تجعلها من أغنى اللغات على مرّ الزمان، ولا تزال محتفظة بها حتى الآن، وتكمن أهميتها من حيث إنها الأصل لفهم القرآن والسّنة النبوية المطهرة، وقد أسهمت في ازدهار الحضارة العربية والإسلامية على مرّ التاريخ.
وعن تفاصيل المبادرة، أوضح أنها تقوم على محورين: الأول يستهدف مخاطبة المؤسسات والكيانات الحكومية والخاصة، فضلاً عن الجامعات، من خلال دعوتها للاهتمام باللغة العربية الفصحى في مكاتباتها الداخلية والخارجية، وعدم إقحام اللغات الأخرى لتحلّ محلها إلا في حالات الضرورة، المتمثلة في مخاطبة غير الناطقين بها، مع عقد برامج لتأهيل العاملين بها، وذلك ليتم التحدث باللغة العربية بشكل جيد، مع دعوة المؤسسات التعليمية إلى إعطاء لغة “الضاد” أولوية، مقارنة بغيرها من اللغات التي تدرس للطلاب؛ مع إلزامهم بالتحدث بها داخل المحاضرات والفصول الدراسية.
ويتمثل المحور الثاني للمبادرة في دعوة الجمهور العام -خاصة أرباب الأسر- للاهتمام باللغة العربية وتوعية أبنائهم بالحاجة إليها، ودعم المهارات المتعلقة بها كغيرها من المهارات الأخرى التي يحرصون على تنميتها لديهم، مع تشجيع الناس على التحدث عموما بالعربية، والالتزام بقواعدها في كتاباتهم المختلفة، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.“.