يحتفل المسيحيون في كل عام بمولد السيد المسيح عيسى، عليه السلام، على اختلاف بينهم في تحديد ذلك اليوم فبينما ترى الكنيسة الأرثوذكسية أن ميلاد المسيح في السابع من يناير ، وتسميها اعياد الميلاد . تخالفها الكنيسة الكاثوليكية فترى ان ميلاد المسيح في الخامس والعشرين من ديسمبر وتسميها الكريسماس
اما الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة والذي يأتي في ٣١ ديسمبر فليس هو ميلاد المسيح عند أي طائفة مسيحية وإنما هو احتفال شعوب العالم كله بانتهاء عام مضى وإظهار الشكر لله على أنهم بخير والاحتفال تفاؤلا بالعام الجديد وإظهار الفرحة في استقباله
وفي كل عام يخلط الناس بين كل هذه التواريخ والمناسبات ولا يتخذونها مناسبة للتعرف على حقيقتها وتثقيف العقول بتزويدها بالمعارف للشعوب وعاداتهم في المناسبات والأعياد
وتحقيق أمر الله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) وبمناسبة حلول ذكرى يوم مولد سيدنا عيسى عليه السلام، والذي لا يجب علينا ان نعرفه تحديدا فضلا عن ان نختلف حوله حيث لم يتفق عليه المسيحيون أنفسهم قديما وحديثا كما بينا ، وهو ما قد أفردت للخلاف فيه مقالين في العام الماضي شهر يناير ٢٠٢١ بجريدة عقيدتي ولذا اتحدث هذا العام عن كيفية استثمار الاحتفال بيوم ميلاد سيدنا عيسى للحديث عن محبتنا له ومكانته في قلوبنا ونذكره بالحديث عن صفاته التي وُصِفَ بها في القرآن الكريم، فهو النبي الذي وهبه الله النبوة وآتاه الكتاب وهو في بطن أمه جنينا ، فهو المبارك أينما كان وتعني أنه نفاعا للناس أينما اتجه، معلما ومؤدبا هاديا مهديا ، وبقدر عبادته لربه بأدائه للصلاة والزكاة فهو الابن البار بوالدته وليس بجبار شقي ولا عصي ولا مستكبر عن طاعة الله وعبادته وبر أمه . وهو النبي الذي له السلامة والأمن في أضعف حالات الإنسان يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، وهو المبشر بنبينا الكريم
(،،وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولࣲ یَأۡتِی مِنۢ بَعۡدِی ٱسۡمُهُۥۤ أَحۡمَدُۖ) الصف ٦
ومن هنا كانت محبتنا لسيدنا عيسى عليه السلام تابعة ونابعة من صفاته التي وردت في القرآن الكريم سورة مريم (قَالَ إِنِّی عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَانِیَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِی نَبِیࣰّا ٣٠ وَجَعَلَنِی مُبَارَكًا أَیۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَـٰنِی بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَیࣰّا ٣١ وَبَرَّۢا بِوَ ٰلِدَتِی وَلَمۡ یَجۡعَلۡنِی جَبَّارࣰا شَقِیࣰّا ٣٢ وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَیَّ یَوۡمَ وُلِدتُّ وَیَوۡمَ أَمُوتُ وَیَوۡمَ أُبۡعَثُ حَیࣰّا ٣٣﴾ [مريم ٣٠-٣٣]
فعليك السلام يا كلمة الله في يوم مولدك أيا ما كان.